المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

رضوانيات الحلقة الـ56…… لماذا تركت الحمار وحيدا….!!!

كتب: رئيس الاتحاد العام للاعلاميين العرب…الكاتب والاديب العربي الفلسطيني الاعلامي د.رضوان عبد الله

قصص حكايات الحمير مع الناس كثيرة ؛ ان كانت مع عامة الناس او مع اولياء الامور او حتى مع الانبياء والاولياء والصالحين ؛ ولا مجال لذكرها كلها لانها تحتاج لموسوعات كبيرة كي تعدها وتحصيها ؛ لكن لا يمنع من ان نذكر القليل منها لنختصر مغازي الكثير ؛ اذ لا تتسع سطور هذه المقالة الا للقليل منها كما لا تتسع حناجر الحمير الا للقليل من التبن ومملحة ببعض انواع التوابل و الشعير .
كتب شاعرنا الكبير محمود درويش تحت عنوان ” لماذا تركت الحصان وحيدا”…وكتبت انا العبد لله ، الكاتب الفقير ، منذ نحو سنتين ونيف لماذا تركت المضاد وحيدا…؟؟!!!
واليوم جاءت الفكرة حول الحمير ؛ رغم انني وبالمقالة السابقة كتبت عن صناعة الحمير ؛ وهي موجودة على العديد من المواقع الالكترونية وتفيد القارىء المهتم بتجنب صانعي الحمير او القاريء الاخر المهتم والراغب بصناعة الحمير……اعزكم الله وارفعكم واجلكم عن البهيمية الحمقاء التي يتصرف بها البهائم خبط عشواء ؛ وعلى الاخص صنف الحمير .
من قصص الحمير بالحكايات والروايات ان اذني الحمار لم تكن طويلة كما نراها لكن من كثرة غباء الحمار حين تمت تسمية البهائم ؛ كل باسمه وصفته وموقعه بين الحيوانات ؛ و ناداه احد الملائكة باسمه ولم يفهم لا من اول مرة ولا من عاشر مرة وبقي ينسى اسمه فما كان من ذلك الملك الا ان شده من اذنيه ..مذكره باسمه انه (حمااااار)…وبقيت اذناه طويلتان الى اليوم….هذا حسب روايات التراث العربي.
القصة الثانية هي ما يحصل لقطيع من الجمال كما هو معروف لدى الجميع حيث يمشي الحمار بأولهم ويكون هو المرشد الدال لطريقهم وهم يسيرون خلفه (عالعميانة)..ويلخذهم الحمار حيث يشاء ؛ و صدق من قال انهم بهائم…يسيرون وراء بعض رغم الفارق بينهم بالبنية والجسم و(التفكير)او بالاحرى الدماغ والمنفعة المختلفة للانسان من كل نوع من تلك البهائم !!.
مثل اخر خطر ببالي و انا اهم الكتابة عن هذه البهيمة…الحمار ..هو حمار الدير الذي ورد في رائعة شوقي ( الحيوانات المرضى بالطاعون)….حيث حكم في نهايتها على الحمار بالذبح لانه اكل من يوابس العشب المهمول بجوار الدير الخراب ؛ رغم انه كان جائعا..لكن شريعة الحيوانات حكمت على الضعيف بالاعدام لان(الضعيف فان حجته ضعيفة) كما ورد عند احمد شوقي رحمه الله.
الامثلة كثيرة ولكن ساكتفي بمثلين فقط بعد كل ما ذكرت كي لا اطول على القارىء وكي اوصل الفكرة لكل احبابي ولكل متابعينني…
المثل الاول اي ما قبل الاخير هو قصة حصلت مع ثلاثة لصوص..وكان معهم كنز من الذهب…فاحتالوا على الاول وغدروا به وهو نائم وهربا بالكنز على ظهر حمار كانوا قد سرقوه هم الثلاثة من فلاح فقير ؛ وتم غدر شريكهم الثالث حين كان نائما فسرق الاثنان بقية الكنز على ظهر الحمار المسروق ايضا من فقير كان نائما…و في الطريق اختلفا وقتلا بعضهما البعض ففر منهما الحمار وعاد ادراجه لعند صاحبه والكنز على جانبي خرجه اامحمول على ظهره حيث انه من المعروف ان الحمار يحفظ جيدا الطريق التي يسلكها مرارا رغم بهيمته وغبائه.
وعلى ذكر حفظ الحمار لطريقه وفي أخر مثل لدينا في هذه المقالة المتواضعة تواضع الحمير عند اكل الشعير ؛ انهحصلت رواية حقيقية ، في احدى مدن جنوب لبنان ، كان احد الفلاحين الاكارم يمتلك حمارا ويعمل على نقل مزروعاته وبعض الحصيد على ظهر الحمار من قرى وارياف الجنوب اللبناني…الى مدينة صور ليعرضها او يخزنها ويبيعها بالوقت المناسب حتى سميت حميره ب”حمير الزعتر” ؛ وقد كان كثيرا ما يجمع حصاد مزروعاته ،وخصوصا الزعتر ، ويحملها على ظهر حماره (او حميره) وذلك حسب كمية المحصول والمنتوج لديه ويوجهها من اعالي ريف او قرية من ارياف جبل عامل او مناطق اخرى باتجاه مدينة صور وينادي باعلى صوته : يمينك ع صور …ويركب سيارة اجرة ويذهب عائدا الى منزله ؛ او مكان تواجده المعتادة عليها حميره في مدينة صور ؛ منتظرا حميره التي تاتي كما هي باحمالها بكل امانة دونما خياتة ولا ضياع لاي من حملها حتى لو كان ثقيلا. ولا ييعني هنا الا ان اسال كل من لديه حمارا لماذا يتركه هل لانه لا يخون الامانة ؟! ام لانه يتحمل المشقة والصعاب؟! ام لانه( يحمل اسفارا ) وبالتالي لا يعرف ما فيها ولا اهميتها….؟؟!!
السؤال موجها الى كل صاحب زريبة لماذا تترك الحمار وحيدا؟الجواب لا يعني الا كل من يمتلك زريبة او حظيرة ؛ واختم بالقول ان الرئيس المصري الراحل محمد انور السادات حين خان العرب، كما يزعمون، وذهب الى الكنيست الصهيوني وقاطعه العرب معلنين طرده من حظيرتهم….وما هي الا سنوات معدودات بدل ان يعود السادات الى الحظيرة خانعا ذليلا فان الحظيرة كلها رجعت اليه مذلولة مذمومة مقهورة….يسودها الهوان ويركب وجدانها الندم والخزي والعار…..؟؟؟!!!!…هل عادوا لان السادات لم يكن خائنا وندموا على فعلتهم ومقاطعتهم اياه…ام رجعوا اليه لانهم كانوا على خطأ وهو الصواب……ام انهم لم يكن يجب ان يتركوه وحيدا وتنبهوا ان الحظيرة يحب ان تتكون من كل البهائم والطيور نسورا كانوا او نمورا او حميراااااااا”…؟؟؟!!!!

Exit mobile version