المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

نحو تأسيس معارضة للمعارضة (1)

كتب: موسى الصفدي

بالوقت الذي بقي فيه شعبنا الفلسطيني ردحاً طويلاً من الزمن حبيساً لفكرة المؤامرة المفترضة مسبقاً في كل ما تسلكهُ قيادته الرسمية الفلسطينية عبر مراحل عملها و عملياتها على النحو الذي نشهده منذ عقود تلت على فكرة طرح البرنامج المرحلي مع غياب المعارضة الوطنية الحقيقية التي تنقل أو تمثل ما يفكر فيه أبناء شعبنا الفلسطيني لقيادته الرسمية بشكل واضح و صحيح بعيداً عن الأغراض الحزبية و الشعارات التي كانت و لم تزل تحكم خطابها السياسي في الساحة الفلسطينية و الذي غاب عنه و يغيب وجود أي خطط أو برامج حقيقية بديلة للبرنامج الذي تطرحه و تعمل عليه القيادة الرسمية الفلسطينية .
عملت ما تسمى معارضة في الساحة الفلسطينية على تعليب مواقفها الرافضة المسبقة من أي عمل تقوم به القيادة الرسمية الفلسطينية بكل تصنيفاتها إن كان ذلك على مستوى منظمة التحرير الفلسطينية و مؤسساتها و دوائرها ام على مستوى أذرع المنظمة كالسلطة الوطنية الفلسطينية و مؤسساتها و أجهزتها مستندة في ذلك إلى مواقفها التاريخية المبهمة الممهورة برغبات القوى الإقليمية و الدولية الداعمة لها و التي تستثمر في الوضع الداخلي الفلسطيني لأهداف و مصالح تتعلق بها و بسياساتها الدولية في الإقليم .
من الناحية التاريخية لم تسجل المعارضة الفلسطينية ما يدعو إلى تبرير وجودها المبالغ في حجم وجوده على الساحة الفلسطينية عبر مختلف المراحل و المفاصل التي عصفت بالقضية الفلسطينية خاصة بما يتعلق باِحداث أي مفارقة حقيقية لافتة ذات وزن أو تاثير كما لوحظ ذلك منذ تشكل الخطاب الذي رافق نشأة و تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية بشقيه السياسي و العسكري و حتى الان تكتفي بالمعارضة الشعاراتية الشكلية التي أصبحت في اغلب حالات ما يسمى معارضة سبباً و مبرراً لوجودها و دون ذلك تفقد سبب و مبرر الوجود و تتلاشى كما حدث سابقاً مع القوى التي عملت ضمن هذه الشروط في مراحل الإنشقاقات التي شهدتها الساحة الفلسطينية منذ الستينيات حتى الأن .
إن السبب الحقيقي في غياب المعارضة وحالة الضعف و التلاشي التي تعيشها ارتبط دائماً و في الدرجة الأولى بمعضلة ارتهانها للعامل الخارجي و تعدد متطلباتهِ و مصالحه المتعارضه و المتضاربة مع البعد الوطني الفلسطيني حتى أن هذا التعارض عبر عن قذارته و بشاعته في بعض حالاته القومية من خلال الإحتواء و التدخل التي قامت بها بعض الأنظمة العربية لأكثر قوى المعارضة الفلسطينية و الذي تحول في بعض حالاته إلى صراع عسكري داخلي و معارك ذهب ضحيتها شهداء كثر و دمرت مخيمات .
يتضح من خلال ذلك وجود ضرورة ملحة و عاجلة من قبل المجتمع لإعادة النظر بحقيقة وجود هذه المعارضة و الذهاب نحو معارضة حقيقية فلسطينية تسهم و تغني الحياة السياسية ضمن الشروط الوطنية التي تهتم بالبعد الوطني و تستند لمتطلباته و مصالحه في توجهها و ممارساتها لما يحقق مصلحة أبناء شعبنا الفلسطيني الواحد في مختلف أماكن تواجده .
يتبع ……………
موسى الصفدي
أبو إياد

Exit mobile version