الرئيسيةمختاراتاخترنا لكمالضفة بين حسمين متوافقين

الضفة بين حسمين متوافقين

كتب: حافظ البرغوثي

ليس صدفة أن تتزامن حملة اليمين الاحتلالي ضد الشعب الفلسطيني وارضه وسلطته وقواته الأمنية وحركته الثورية الوطنية فتح مع حملة اعلامية مسعورة تستخدم فيها حماس كل امكانياتها الاعلامية وبعض انذالها لتشويه المقاومة والتشكيك في جدواها والنيل من المقاومين أحياء وشهداء .

فهناك توافق مصلحي بين اليمين الاحتلالي واليمين الفلسطيني لوأد المشروع الوطني الفلسطيني ، فكل منهما يعمل من جهته لتقويض الحلم الفلسطيني وتصفية القضية الفلسطينية.حركة حماس في اغلبية قيادتها الهاربة تكتفي بالتفاهمات التي ابرمتها بوساطة قطرية مصرية مع الاحتلال وتكفلت بموجبها بحماية الاحتلال عند السياج الحدودي ما يتيح لها مواصلة استعمار شعبنا في غزة والتنكيل به وإفقاره وابتزازه بالمكوس وتهجيره الى غياهب البحر حيث تلتهمه الاسماك.

والاحتلال من جانبه يرتكب يوميا مجزرة في الضفة ضمن خطة الحسم التي يسير عليها اليمين الاحتلالي لتصفية شعبنا وتهجيره وصت صمت دولي متآمر وخذلان عربي مقيت وانفلات حمساوي ضد السلطة وفتح ومقاوميها . وتبدو حركة حماس والحالة هذه كمن يقدم اوراق اعتماده لليمين الاسرائيلي لتحصل على موافقته ومساعدته بتدمير السلطة في الضفة كما فعل موفاز في غزة لتكرار تجربة غزة ومنحها فرصة استعمار الضفة بمشاركة الاحتلال وكأنها تسير على خطى جناح الاخوان المسلمين الاسرائيلي في حزب منصور عباس .

فالحسم الحمساوي يريد الانضمام الى الحسم اليميني الاحتلالي ضد الشعب وقضيته وهو الحسم الذي يسير عليه قادة اليمين الاحتلالي .فليس صدفة الا نسمع حتى الآن كلمة واحدة من ابواق اليمين مثل بن خفير وسموريتش ضد حماس بل لم يأتوا على ذكرها بالمرة وكأنهم واثقون من حياديتها المطلقة ودورها التنغيصي في الضفة .

في المقابل ليس لدى فتح ما تخسره في المعمعان الجاري فهي مجبرة على حماية شعبها ومشروعه الوطني دبلوماسيا وميدانيا رغم الطابور الخامس المفلس وطنيا ودينيا ورغم الخذلان العربي مصداقا لقوله تعالى “ومِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ ۖ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ۖ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ ۖ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ۚ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ “﴿١٠١ التوبة﴾.

فبدلا من ان نسمع خطابا وحدويا من قادة حماس لرص الصفوف نسمع خطابا صهيوني المضمون يدعم اليمين الاحتلالي ويثير الفتن في صفوف شعبنا وما يعجز الاحتلال عن القيام به يحاولون اكماله على الارض.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا