الرئيسيةأخبارالرئيسيةحرب بن غفير على الإعلام لن تسكت "صوت فلسطين"

حرب بن غفير على الإعلام لن تسكت “صوت فلسطين”

لم يكن مفاجئا، قرار وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف، إيتمار بن غفير، اليوم الإثنين، بإغلاق شركة فلسطينية خاصة تعمل في حي بيت حنينا بالقدس، وتقدم خدمات إعلامية لمؤسسات الإعلام الرسمي الفلسطيني، واستدعاء 5 من الزملاء الصحفيين المقدسيين للتحقيق.

ذلك أن اعتداءات الاحتلال متواصلة بحق الصحفيين الفلسطينيين العاملين في الإعلام الرسمي بشكل عام، والعاملين في مدينة القدس بشكل خاص، فالقرار جاء استكمالا لقرار سابق صدر عن دولة الاحتلال بمنع تلفزيون فلسطين من التغطية الصحفية بالقدس عام 2019.

الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون أكدت في بيان صدر عنها، أن الاحتلال سيفشل هذه المرة كما فشل في السابق، وأن قرار المتطرف بن غفير لن يمنعها من مواصلة تغطيتها الإعلامية في القدس المحتلة عاصمة دولة فلسطين لنقل معاناة وصمود المقدسيين في وجه آلة الحرب الاسرائيلية.

ولم تتوقف انتهاكات الاحتلال بحق الصحفيين ومؤسساتهم يوما، فمنذ مطلع العام سجلت عشرات الانتهاكات بحق الصحفيين في أول شهرين من العام الجديد، ووثق تقرير نشرته “وفا”، مئات الانتهاكات لسلطات الاحتلال بحق الصحفيين خلال 2022، أبرزها قتل جيش الاحتلال صحفيتين بالرصاص، وهما: الشهيدتان شيرين أبو عاقلة، وغفران وراسنة.

وأوضحت أن قوات الاحتلال قتلت بدم بارد بتاريخ 11 أيار الصحفية شيرين أبو عاقلة، جراء إطلاق النار عليها بشكل مباشر، ما أدى الى إصابتها برصاصة متفجرة في الرأس، أثناء تغطيتها لاقتحام مخيم جنين، وأعدمت بدم بارد الصحفية غفران وراسنة على مدخل مخيم العروب شمال الخليل بالرصاص الحي بشكل مباشر مطلع حزيران.

ولم يتوقف الأمر عند القتل فحسب، إذ تعددت أساليب الانتهاكات التي ينتهجها الاحتلال ضد الصحفيين، ما بين الاعتقال والضرب ومنعهم من التنقل والسفر وغيرها من الممارسات العنصرية.

وقالت نقابة الصحفيين الفلسطينيين: إن الاحتلال الإسرائيلي قتل 55 صحفيا فلسطينيا منذ عام 2000، مشيرة إلى تسجيل 900 انتهاك بحقهم خلال العام 2022.

وذكر نقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر في التقرير السنوي لانتهاكات الاحتلال خلال العام المنصرم، أن 55 صحفيا استشهدوا برصاص جيش الاحتلال أو قصفه منذ عام 2000، لافتا إلى استشهاد صحفيتين خلال عام 2022 هما شيرين أبو عاقلة وغفران وراسنة.

وأوضح أبو بكر أن أكثر مدينة شهدت اعتداءات لقوات الاحتلال هي القدس، لمنع نقل حقيقة ما تتعرض له المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها.

وبيّن أن النقابة قدمت شكوى ضد الاحتلال في 20 أيلول 2022 وفي كانون الأول مؤكدا أنه تم تحويل الرسائل لجهات الاختصاص في المحكمة لمتابعتها.

من جانبه، قال رئيس لجنة الحريات في النقابة محمد اللحام في ذات التقرير، إن الفلسطينيين ومؤسساتهم تعرضوا لـ 8500 اعتداء إسرائيلي منذ عام 2013 حتى نهاية العام 2022.

ولفت إلى إصابة 52 صحفيا بالرصاص، وتعرض 90 آخرين لإصابات مباشرة بقنابل الغاز والصوت و117 للاعتداء الجسدي خلال 2022.

وذكر اللحام أن 40 صحفيا تعرضوا للاعتقال خلال العام الماضي 20 منهم ما زالوا رهن الاعتقال في سجون الاحتلال الإسرائيلية.

وقال: إن إجمالي عدد الانتهاكات في عام 2022 بلغ 902 كان أوسعها انتشارا احتجاز الطواقم الصحفية من جيش الاحتلال ومنعها من العمل.

وبحسب المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى)، شهد الشهر الأول من العام 2023 ارتفاعاً في أعداد الانتهاكات ضد الحريات الإعلامية في فلسطين. ووثق المركز خلال شهر كانون ثاني ما مجموعه 44 انتهاكاً لسلطات الاحتلال.

وارتفع عدد الانتهاكات الإسرائيلية من 20 انتهاكاً ارتكبت في شهر كانون أول إلى 44 انتهاكاً خلال كانون ثاني الماضي 2023، وبلغت نسبة الانتهاكات الإسرائيلية 75%، وكان أبرز هذه الانتهاكات إصابة الصحفيين مصور وكالة “SIPA USA” نضال اشتية بشظية عرضها 5 سنتميترات في الفخذ، وإصابة مدير شركة “Blosom” برصاصة حية في عضلة الساق الأيمن. وإصابة الصحفي ليث جعار برصاصة مطاطية في يده اليسرى.

كما اعتقلت قوات الاحتلال مصور وكالة “J-Medis” عبد المحسن شلالدة لأربعة أيام، واحتجزت صحفيين اثنين على حاجز “دير شرف”، إضافة لمنع جنود الاحتلال مراسل قناة الجزيرة مباشر من عمل البث المباشر، واحتجاز المتطوع لدى مؤسسة “بيتسيلم” لساعتين على مدخل بلدة “بيت أمر” في الخليل، فيما مُنع المصور الحر إبراهيم السنجلاوي من تغطية اقتحام “بن غفير” للمسجد الأقصى بحجة عدم إمتلاكه بطاقة مكتب الإعلام الحكومي الإسرائيلي.

ووثق خلال الشهر الماضي 15 انتهاكاً بالاستهداف لمنع التغطية، وهي استهداف مجموعة صحفيين بقنابل الغاز وتعرضهم للاختناق في المنطقة الشرقية بمدينة نابلس. إضافة لاستهداف مجموعة أخرى بالرصاص المطاطي لمنعهم من تغطية اقتحام المستوطنين لبلدة “عورتا” في نابلس، إذ أصابت إحدى الرصاصات كشاف كاميرا المصور ليث جعار وكسرته، كما تم احتجاز ذات المجموعة لحين انتهاء عمليات الاقتحام.

واستهدفت قوات الاحتلال 4 صحفيين بالرصاص الحي لمنعهم من تغطية المواجهات في مخيم جنين سقطت رصاصتان منها قرب أقدام الصحفيين مراسل قناة رؤيا والأخرى بجانب قدم مصور وكالة “J-Media” ليث جعار. أيضا منعت شرطة الاحتلال 4 صحفيين وطاقما إعلاميا من تغطية الأحداث في بلدة “سلوان” جنوب المسجد الأقصى، كما منعت صحفيين اثنين من تغطية تجمع المواطنين في بلدة “بيت حنينا” رفضاً للإغلاق المفروض عليها.

واستهداف الإعلام الرسمي لم يتوقف على منع عملهم في القدس، فقد بدأ منذ بدء العمل الإعلامي مع انطلاق الثورة الفلسطينية، حيث تم اغتيال عدد من الصحفيين الفلسطينيين.

فمنذ عام 1972 أعلن الاحتلال صراحة استفزازه من الصحفيين الفلسطينيين ووضعهم في دائرة الملاحقة والاستهداف، فكان أول شهداء الحركة الصحفية غسان كنفاني، الروائي ورئيس تحرير مجلة “الهدف”، حيث اغتاله الموساد الإسرائيلي بتفجير سيارته في منطقة الحازمية قرب بيروت، لما كان لكلمته ونقله للحقيقة تأثير في حشد وتوعية الشعب الفلسطيني ومن يناصر قضيته.

وفي انتفاضة الأقصى، وتحديدا في 19 يناير عام 2002 عمدت قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى استخدام المتفجرات لتدمير المبنى الرئيسي لهيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية، والمكون من خمسة طوابق وكذلك برج البث التابع لها في مدينة رام الله، بدعوى الانتقام لمقتل ستة أشخاص على يد مسلح فلسطيني من حركة فتح.

وفي منتصف عام 2021 تعرضت مكاتب 13 مؤسسة إعلامية لتدمير كامل في قصف الطيران الحربي الإسرائيلي الذي استهدف برج الجوهرة في مدينة غزة.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا