الرئيسيةتقاريرشموع المسيرةصبرا وشاتيلا.. سيناريو المجزرة وبشاعة المشهد في الذكرى 33

صبرا وشاتيلا.. سيناريو المجزرة وبشاعة المشهد في الذكرى 33

محمد مسالمة- قبل ثلاثة وثلاثين عاما بدأت في مثل هذا اليوم، وعلى مدار ثلاثة أيام عام 1982 مجزرة مخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين في لبنان.

المذبحة بدأت في ساعات المساء على يد حزب الكتائب اللبناني وجيش الاحتلال الاسرائيلي، وبعد 3 ايام استيقظ العالم على واحد من أكثر الفصول الدموية فى تاريخ الشعب الفلسطيني، وأبشع ما كتب تاريخ العالم في حق حركات المقاومة والتحرر.

قام الجيش الإسرائيلي وحزب الكتائب اللبناني بإنزال 350 مسلحاً، بذريعة البحث عن 1500 مقاتل فلسطيني داخل المخيم، ولكن المسلحين الكتائبيين قتلوا النساء والأطفال والشيوخ بدم بارد وقدر عدد القتلى بالالاف، وكانت معظم الجثث في شوارع المخيمين، ومن ثم دخلت الجرافات الإسرائيلية المخيم وجرفت وهدمت المنازل.

قرار المذبحة صدر من ايتان وشارون
قرار المذبحة صدر من رافائيل إيتان رئيس أركان الحرب الإسرائيلي وأريئيل شارون وزير الجيش فى حكومة مناحيم بيجن في ذلك الوقت. وعند الساعة الخامسة من مساء السادس عشر من أيلول بدأت المذبحة، بدخول ثلاث فرق إلى المخيم، كل واحدة تتكون من 50 عنصراً من السفاحين، وأطبقت على اللاجئين في المخيم وأخذوا يقتلون المدنيين بلا مبالاة للدم والانسانية والضمير ولا مراعاة لمن يلاقيهم اذا كان شيخاً او طفلاً او امرأة حاملاً او عجوزاً، وكل من حاول الهرب كان القتل مصيره، نشروا الرعب فى المكان، وتركوا ذكرى سوداء مأساوية، وألماً لا يمحوه مرور الأيام في نفوس من نجا من أبناء المخيمين.

72 ساعة من القتل المستمر وسماء المخيم مغطاة بنيران القنابل المضيئة، فالآليات الإسرائيلية أحكمت إغلاقَ مداخل النجاة إلى المخيمين، ولم يسمح للصحفيين ولا وكالات الأنباء بالدخول إلا بعد انتهاء المجزرة في الثامن عشر من سبتمبر، حين استفاق العالم على مذبحة من أبشع المذابح فى تاريخ البشرية، ليجد جثثاً مذبوحة بلا رؤوس و رؤوساً بلا أعين ورؤوساً أخرى محطمة، وليجد الجثث ما بين طفل وامرأة وشيخ ورجل من أبناء الشعب الفلسطيني والمئات من أبناء الشعب اللبناني.

في ذلك الوقت حوصر المخيمان بالكامل من قبل جيش لبنان الجنوبي والجيش الإسرائيلي الذي كان تحت قيادة أريئيل شارون ورافائيل إيتان، أما قيادة القوات اللبنانية فكانت تحت إمرة المدعو إيلي حبيقة المسؤول الكتائبي. واقتحمت القوات المخيم وبدأت بدم بارد تنفيذ المجزرة التي هزت العالم ودونما رحمة، وبعيدا عن الإعلام، واستخدمت الأسلحة البيضاء وغيرها في عمليات التصفية للسكان العزل وكانت مهمة الجيش الإسرائيلي محاصرة المخيمين وإنارتهما ليلا بالقنابل المضيئة.

عدد الشهداء لم يحدد بدقّة
لم يعرف عدد الشهداء في المذبحة بوضوح، ولكن التقديرات تتراوح بين 3500 و5000 شهيد من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين العزل من السلاح، أغلبيتهم من الفلسطينيين ولكن من بينهم أيضا لبنانيين.

في رسالة من ممثلي الصليب الأحمر لوزير الدفاع اللبناني يقال ان تعداد الجثث بلغ 328 جثة، ولكن لجنة التحقيق الإسرائيلية برئاسة إسحاق كاهن تلقت وثائق أخرى تشير إلى تعداد 460 جثة في موقع المذبحة. في تقريرها النهائي استنتجت لجنة التحقيق الإسرائيلية من مصادر لبنانية وإسرائيلية أن عدد القتلى بلغ ما بين 700 و800 نسمة. وفي تقرير أخباري لهيئة الإذاعة البريطانية BBC يشار إلى 800 قتيل في المذبحة.

قدرت بيان نويهض الحوت، في كتابها “صبرا وشتيلا – سبتمبر 1982″، عدد القتلى ب 1300 نسمة على الأقل حسب مقارنة بين 17 قائمة تفصل أسماء الضحايا ومصادر أخرى. وأفاد الصحافي البريطاني روبرت فيسك أن أحد ضباط الميليشيا المارونية الذي رفض كشف هويته قال إن أفراد الميليشيا قتلوا 2000 فلسطيني. أما الصحافي الإسرائيلي الفرنسي أمنون كابليوك فقال في كتاب نشر عن المذبحة أن الصليب الأحمر جمع 3000 جثة بينما جمع أفراد الميليشيا 2000 جثة إضافية مما يشير إلى 5000 قتيل في المذبحة على الأقل.

ويعود التضارب في عدد الضحايا إلى أن عناصر الجيش قاموا بدفن الجثث في حفر جماعية أثناء ارتكابهم للمجازر وبالتالي لم يتمكن العثور على كل هذه الحفر، لا سيما أن السلطات اللبنانية آنذاك لم تحقق مع الجناة اللبنانيين.

وبخلاف الضحايا الذين تم العثور على جثثهم في مكان وقوع المجزرة، هناك المئات من المفقودين، ومئات تم العثور على جثثهم في الطرقات الممتدة من بيروت إلى الجنوب الذي كانت تحتله إسرائيل.

فقد اختطف الإسرائيليون عدة مئات من المخيمين وجرى نقلهم في شاحنات إلى جهات مجهولة، ولا يزال مصير المئات منهم مجهولاً إلى الآن.

لجنة كاهن تحمل شارون المسؤولية
وبعد شهر ونصف الشهر على المجزرة، أمرت حكومة الاحتلال المحكمة العليا بتشكيل لجنة تحقيق خاصة، وترأسها رئيس المحكمة العليا اسحق كاهن، وفي 7 شباط 1983 أعلنت نتائجها، وكانت ابرزها تحميل وزير الجيش الاسرائيلي أريئيل شارون المسؤولية غير المباشرة عن المذبحة.

ووجهت اللجنة الانتقادات لرئيس وزراء الاحتلال مناحيم بيغن، ولوزير الخارجية اسحق شامير، ولرئيس الاركان رافائيل ايتان، وقادة المخابرات، مشيرة الى أنهم لم يقوموا بما يكفي للحيلولة دون وقوع المذبحة. اريئيل شارون رفض قرار اللجنة ولكنه استقال من منصب وزير الجيش بعدما تكثفت الضغوط عليه.

مخيمي صبرا وشاتيلا
يذكر ان صبرا وشاتيلا هما مخيمان للاجئين للفلسطينيين يقعان قضاء بيروت، اسستهما الأونروا عام 1949 لإيواء اللاجئين الذين تدفقوا إليه من قرى أمكا ومجد الكروم والياجور بشمال فلسطين بعد عام 1948.
وبعد مــرور شهور على النكبة ازدادت الحاجة إلى وجود امكنة للسكن، حيث تبرع سعد الدين باشا شاتيلا بأرض له، تعرف منذ ذلك التاريخ حتى اليوم بمخيم شاتيلا. لا تزيد مساحته عن كيلو متر مربع ويسكنه أكثر من 12000 لاجئ وبذلك يكون المخيم من أكثر المناطق كثافة بالسكان. وفيه مدرستان فقط ومركز طبي واحد. وتعاني ظروف الصحة البيئية في المخيم من سوء حاد، فالمساكن رطبة ومكتظة والعديد منها تحتوي على قنوات تصريف مفتوحة.

المصادر
موسوعة النكبة
المركز الفلسطيني للمعلومات – وفا
اليهود واليهودية والصهيونية – عبد الوهاب المسيري

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا