الرئيسيةمختاراتمقالاتفلسطينيو 48 في دائرة الفعل والتأثير

فلسطينيو 48 في دائرة الفعل والتأثير

بقلم: باسم برهوم

انتفاضة الفلسطينيين داخل مناطق الـ 48 ضد العنف وجرائم القتل داخل مجتمعهم، هي تأكيد جديد ان هذا الجسم الفلسطيني قد خرج من دائرة السلبية التي فرضت عليه الى دائرة الفعل والتأثير. هذا الجزء الغالي من الشعب الفلسطيني حقق فعله الاول والاهم عندما بقي صامدا في وطنه التاريخي عام 1948. اما الفعل الثاني الذي لا يقل اهمية عندما انتفض دفاعا عن ارضه في 30 آذار/ مارس 1976, فيما بات يعرف بيوم الارض المجيد الذي يحييه الشعب الفلسطيني كل عام في كل اماكن تواجده.
اهمية يوم الارض في حينه ليس فقط انه اول تعبير قوي عن وجود جماهير الشعب الفلسطيني في الداخل، او انهم هبوا دفاعا عن ارضهم، وانما تكمن اهمية في انه التعبير الاهم عن الهوية والحقوق، كما كان له اكبر الاثر في تجسيد وحدة الشعب الفلسطيني في كل مكان.
اليوم اصبح بالامكان القول ان فلسطينيي الداخل قد اصبحوا رقما مهما في المعادلة في اسرائيل، برز ذلك في الانتخابات الأخيرة، والان في انتفاضتهم ضد العنف وتفشي الجريمة في مجتمعهم نتيجة لسياسة إسرائيلية عنصرية، ونهج عمل اسرائيلي لابقائهم في حالة من التخلف والاهمال والتهميش، بحيث يرتد كل ذلك عنفا في داخلهم مع تغيب مقصود لقوى فرض القانون، اي الشرطة.
اللافت في الانتفاضة الحالية والتي لا تزال مستمرة، هو حجمها وتنظيمها واتساع رقعتها، فقد شارك في هذه الاحتجاجات الآلاف، كما انها انتقلت الى داخل المجتمع الإسرائيلي، عبر اغلاق الطرق السريعة ومفارق مهمة في البلاد. والاهم ان هناك قيادة واعية ونشطة ومصرة على تحقيق مكاسب لجماهير الداخل الذي يعانون الامرين من سياسة التميز العنصري.
ان المهم هو الاستمرار في هذه الاحتجاجات السلمية وابتكار أساليب ابداعية، بالاضافة الى اهمية البحث عن متضامنين يهود والوصول الى اوسع قطاعات في المجتمع الاسرائيلي بهدف خلق اكبر قوة ضغط تؤمن بان ترك تفشي العنف والجريمة في المدن والبلدات والقرى الفلسطينية لن يتوقف في المستقبل عن حدود هذه المدن، فهذا العنف سينفجر في وجه إسرائيل عاجلا ام آجلا.
بموازاة هذا الجهد العظيم فإن المجتمع الفلسطيني بالداخل بحاجة إلى عمل توعوي مكثف يبرز مخاطر هذه الظاهرة، والمهم هو نقل الاهتمام الى الجهد النضالي الجماعي ضد سياسات التميز الإسرائيلية لأنها هي السبب وراء كل الكوارث. ولعل هذه الانتفاضة تمنح جماهير الداخل ثقة اكبر بالنفس وبالقدرة على التأثير والتغيير.
المطمئن في كل ذلك هو وجود قيادة واعية قادرة على الحشد واستخدام الاوراق بشكل جيد، فنحن اليوم نضع الخطوات الأولى والصحيحة من اجل التغيير وتحقيق الانصاف والمساواة.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا