المجلس المركزي … هل ستترك الضغوط تأثيرا على قراراته؟

تشهد الساحة السياسية الفلسطينية حراكا سياسيا نشطا مع اقتراب انعقاد المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية وتكمن أهمية انعقاده من خلال ردود الفعل الإقليمية والدولية والتي بدأت تظهر قبيل انعقاده مما يؤكد فرضية أن العالم يترقب ويتابع ربما بقلق ما قد يتمخض عن هذا الاجتماع من قرارات قد تضع حدا للعملية السياسية في المنطقة وتساهم في زيادة حدة الصراع فيها. وقد بات الفلسطينيون ينتظرون بفارغ الصبر انعقاد المجلس واعتبار هذا الاجتماع وسيلة للخلاص من تبعات وتداعيات ما سمي بــ “عملية السلام” التي كانت عبارة عن توافق من طرف واحد هو الجانب الفلسطيني في حين أدارت إسرائيل ظهرها لعلية السلام وتنصلت منها كليا.قرب انعقاد المجلس المركزي بات يقلق الولايات المتحدة التي لم تنقطع اتصالاتها مع القيادة الفلسطينية فقد استمر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بالاتصالات مع السيد الرئيس والقيادة الفلسطينية للتعرف على وجهة نظرهم والمطالبة بعدم اتخاذ قرارات من شأنها أن تدفع المنطقة إلى حافة التصعيد وتقطع الطريق أمام أي آمل لاستئناف المفاوضات واستكمال عملية التسوية. وتتخوف الولايات المتحدة من إقدام الفلسطينيين على وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل واتخاذ قرار بإلغاء اتفاق أوسلو وهذا يعني عودة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى مربعه الأول.
وهذه النتائج سوف تصيب السياسة الخارجية في مقتل كونها أطلقت الدعوة لعملية السلام وتكفلت برعايتها لكنها لم تستطع حمايتها وفقدت تأثيرها كوسيط في الصراع. الضغوط على القيادة الفلسطينية لم تتوقف عند هذا الحد من الجانب الأمريكي، بل أن هناك دولا عربيا أخرى شاركت الولايات المتحدة في ممارسة الضغط على القيادة الفلسطينية للحيلولة دون اتخاذ قرارات حاسمه وربما يكون ذلك بطلب أمريكي بل انه شبه مؤكد، حيث الولايات المتحدة لا تريد فقدان ورقة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وستبقى متمسكة بها نتيجة تقلص دورها في الساحة الدولية بعد اعتلال ظاهرة أحادية القطب التي وضعت الولايات المتحدة على رأس النظام العالمي الجديد وجعلتها تتحكم في مقاليد السياسة الدولية بسبب غياب التوازن الدولي.
من الصعب على الفلسطينيين تجاهل التجربة المتراكمة في علاقتهم مع الإسرائيليين وعلى مدى ما يزيد على العشرون عاما من المفاوضات دون تحقيق نتائج تذكر، وعليه من الصعب الاستجابة للمطالب الأمريكية والعربية إذا لم يكن هناك معطيات وضمانات أممية، حيث أن أشقاءنا العرب يقفون في مقدمة العارفين بتعقيدات الوضع القائم وكانت الظروف مواتية لمقايضة الولايات المتحدة برسالة عربية لها،بان وضع حد للصراع الفلسطيني الإسرائيلي لا يتوقف على الفلسطينيين وحدهم ولن يتم بممارسة الضغوط على القيادة الفلسطينية فقد خضع الفلسطينيون لضغوط تنوء عن حملها الجبال وكانت النتيجة بقاء الأوضاع على ما هي دون تغير.
هناك عوامل ومتغيرات كثيرة أثرت على طبيعة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وأهمها السياسة التي تتبعها إسرائيل والتي لم ولن تلاقي قبولا من المجتمع الدولي فهي تتحمل المسئولية أولا وأخيرا عما ألت إليه الأمور من تعقيد على مشكلة الشرق الأوسط وكان على العرب إعطاء موقف نهائي للولايات المتحدة أن ثمن هذه الضغوط على القيادة لحملها على عدم اتخاذ قرارات مصيرية هو وعد أمريكي بانسحاب إسرائيلي من الأراضي الفلسطينية المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. وغير ذلك فان الفلسطينيون ذاهبون نحو إستراتيجية جديدة تساهم في الحفاظ على مشروعهم الوطني.

خاص بمركز الإعلام

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version