الفلسطينيون ينفذون وعودهم

بخلاف ما كان يراهن عليه الاسرائيليون،نفذ الفلسطينيون وعودهم بمقاطعة البضائع الاسرائيلية وادخلوا عناصر جديدة على طبيعة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي لم تكن موجودة في حسابات اسرائيل.
الخطوة الفلسطينية فسرها مراقبون على انها دليل على التغيرات التي طرأت على المناخ السياسي المحيط بالقضية الفلسطينية،وان الفلسطينيون جادين في استخدام هذا السلاح في معركتهم لتحقيق مشروعهم الوطني الفلسطيني. ويعتبر البعض ان هذه الحملة هي الاحدث في سلسلة التصعيد مع اسرائيل ويمكن ان تتطور فيما اذا نجحت وحققت اهدافها بحيث يمكن ان تتطور وتصبح سلاحا استراتيجيا لدى القيادة الفلسطينية بدون تكلفة اضافة الى انه لن يكون له ردود فعل دولية.
لكن هناك تخوف لدى بعض الاوساط السياسية الاقليمية والدولية وحتى من داخل اسرائيل نفسها بامكانية تطور هذا السلاح نحو “مقاومة التطبيع” وتشكيل لوبي يعمل على تحقيق ذلك.
اسرائيل طبيعي جدا متخوفة من الخطوة الفلسطينية رغم ان اعلامها يتناول في تغطيته لهذه الاحداث بعدم اهتمام اسرائيل لما يجري في الاراضي التي تسيطر السلطة الفلسطينية عليها، لكن في حقيقة الامر، فان اسرائيل والعالم اجمع يدركون بان سلاح المقاطعة الاسرائيلية هو سلاح لا يقل في شأنه عن السلاح العسكري ولا يقل في نتائجه التي يحققها. ويروي لنا التاريخ ان كثير من الامم تحررت من استعمارها باستخدام هذا السلاح.
الحديث الجاري في الاوساط السياسية الدولية حول ضرورة احياء عملية السلام والعودة الى المفاوضات،من المفترض ان يخضع لعملية تقييم حول الاوضاع السياسية في المنطقة والبحث عن الاسباب التي ادت بالفلسطينيين الى اشهار سلاح المقاطعة الاقتصادية ليتوصلوا الى قناعة تامة بان موازين القوى التي فرضت نفسها في عملية التسوية والتي تميل لصالح اسرائيل ومكنتها من فرض شروطها في عملية التسوية هي من دعت الفلسطينيين الراغبين بالتحرر الى ذلك، وان المقاطعة الاقتصادية دخلت في صلب استراتيجية السلطة الفلسطينية، ولم تتوقف عند هذا الحد بل من المفترض ان تمتد وتأخذ اداء واسعة على المستوى الاقليمي والدولي وان تتفرع اهدافها بالدعوة الى عزل اسرائيل ونزع الشرعية عنها وتعزيز كافة اشكال المقاطعة للاسرائيليين والبضائع الاسرائيلية وان هناك دولا اوروبية بدأت بمقاطعة بعض البضائع الاسرائيلية وهذا ما يجب استثماره من قبل القيادة الفلسطينية لتعزيز حملة المقاطعة لإجبار اسرائيل على الانصياع لقرارات الشرعية الدولية وتقديم التنازلات.
سلاح المقاطعة الاقتصادية تستخدمه القيادة الفلسطينية في حالة العودة الى المفاوضات وسيكون داعما للموقف الفلسطيني بان التراجع عنه يتطلب تقديم اسرائيل تنازلات من شأنها المساهمة في تحقيق المشروع الوطني الفلسطيني.

مركز الإعلام

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version