المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

8 مرشدين للإخوان المسلمين «تاريخ من الدم والسلطة»

أكثر من ثمانين عاما مرت على إنشاء جماعة الإخوان المسلمين، مر فيهم التنظيم بالكثير من المراحل من الصعود لإعلى قمة الهرم، والسقوط لسابع أرض، وكان من أسباب السقوط دائما، حب السلطة والأفكار التكفيرية ودموية التنظيم، التي حاولت يوما اغتيال الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ودعم تنظيمات إرهابية وإنشاء التنظيم الخاص وجيش تستخدمه في حرب السلطة مرورا بصعودها في ثورة يناير، والدور المريب الذي لعبته وحتى سقوطها في ثورة 30 يونيو ومحاولاتها لتحويل مصر لبحر من الدماء وفتنة تدمر الوطن وتحوله مثل لسوريا.

ثمانية مرشدين تولوا جماعة “الإخوان” المسلمين منذ تأسيسها عام 1928 أولهم كان حسن البنا المرشد الأول والمؤسس ويعتبر المرشد صاحب القرار الأول والأخير لتنظيم الجماعة في الشئون الدينية والرعوية داخل مصر وخارجها، تمتد سلطته أيضًا إلى المراقبين في الدول التي تنتشر بها الجماعة.
ودور المرشد هو الإشراف على التنظيم الخاص أو التنظيم السري، وهو تنظيم اتهم في عمليات اغتيال قبل ثورة يوليو مثل مقتل رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي سنة 1948 أما من يخالف إرادة المرشد فيتم إخراجه أو طرده من الجماعة ومحاربته في حياته ورزقه.

يُنتخب المرشد العام عن طريق مجلس الشورى العام، ويجب أن يكون قد مضى على انتظامه في الجماعة أخًا عاملا مدة لا تقل عن خمس عشرة سنة هلالية، ولا يقل عمره عن أربعين سنةً هلاليةً، وبعد انتخابه يبايعه أعضاء الجماعة وعليه التفرغ تماما لمهام منصبه للعمل بالجماعة، فلا يصح له المشاركة في أي أعمال أخرى عدا الأعمال العلمية والأدبية بعد موافقة مكتب الإرشاد عليها، ويظل المرشد في منصبه لمدة ست سنوات، قابلة للتجديد مرة واحدة ويختار المرشد العام نائبا له أو أكثر من بين أعضاء مكتب الإرشاد العام وفي حالة وفاته أو عجزه عن تأدية مهامه، يقوم نائبه بعمله إلى أن يجتمع مجلس الشورى العام لانتخاب مرشد جديد، وكذلك يمكن لمجلس الشورى العام أن ينحي المرشد إذا خالف واجبات منصبه.

المرشد الأول حسن البنا المؤسس

66عاما على رحيل الإمام المؤسس لجماعة الإخوان المسلمين حسن البنا، مرت الجماعة خلال تلك السنوات بمراحل سقوط عديدة وعودة للحياة، لكنها تأتى هذا العام وسط إرهاب وعنف أظهر الوجه الحقيقي ومعدن الإرهاب الذي قال عنه البنا يوما “ليسوا إخوان ولا مسلمين”، رغم أنه كان أول من أنشأ التنظيم الخاص، ووقف وراء اغتيال النقراشي باشا ردا على حله جماعة الإخوان المسلمين في 28 ديسمبر 1948.

حسن أحمد عبدالرحمن محمد البنا الساعاتي، المولود في 14 أكتوبر 1906، أخذ التصوف عن الشيخ عبد الوهاب الحصافي شيخ الطريقة الحصافية الشاذلية في عام 1923، وكان للشيخ الحصافي أثر كبير في تكوين شخصية البنا، وتخرج في دار العلوم عام 1927م ثم عين مدرسًا في مدينة الإسماعيلية عام 1927.
عمل البنا منذ نشأة الجماعة على تجنيد الشباب وضمهم إلى الجماعة، وسرعان ما أحدثت الجماعة طفرة في تكوينها، بتحولها من مجرد جماعة وعظ دعوية إلى حركة منظمة، تؤكد العمل السياسي، والتغيير في الواقع المسلم، ورسم البنا ملامح الجماعة الدينية والفكرية، بل والسياسية والاقتصادية، في كتاباته وخطبه، على أنها دعوة سنية سلفية تحمل حقائق الصوفية، وأنها جماعة رياضية تعني بالجسم، لأن المؤمن القوى خير من المؤمن الضعيف، وإلى جانب هذا، فهي رابطة علمية ثقافية، وشركة اقتصادية، وهيئة سياسية، تطالب بإصلاح الحكم في الداخل، والنظر في صلة الأمة بالأمم الأخرى في الخارج.

بدأت الجماعة التي نشأت دعوية بالانتقال للقاهرة للعمل السياسي عام 1933، وانتقلت جماعة الإخوان مع انتقال مؤسسها إلى القاهر وأسس البنا في يونيو 1933، مجلة الإخوان المسلمين الأسبوعية، وظلت تصدر لمدة خمس سنوات وبعد إغلاقها أصدر في 3 مايو 1938 مجلة النذير الأسبوعية.
أراد حسن البنا أن يكوّن “الجيش المسلم” للتصدي لليهود والإنجليز مستغلا ضعف الحكومات العربية فكون “النظام الخاص”، لكن كان هناك هدف آخر من وراء التنظيم ظهر جليا في عملياته التي تبعت اغتيال البنا، وكذلك ظهرت في حياة البنا باغتيال النقراشي باشا، وإن كان “البنا” وقتها تبرأ من فعلتهم وقال قولته الشهيرة “ليسوا إخوان وليسوا مسلمين”.
ترشح حسن البنا لانتخابات النواب لأول مرة في 1942، وهو الأمر الذي لاقى اعتراضات من حكومة النحاس باشا، فحدث لقاء بين الإثنين واتفقا على انسحاب حسن البنا مقابل الموافقة على إصدار مجلة الإخوان المسلمين والسماح بالاجتماعات والمحاضرات في العلن.

تعود ملابسات اغتيال حسن البنا إلى 8 ديسمبر 1948، حيث أعلن النقراشي باشا رئيس وزراء مصر في ذلك الوقت قراره بحل جماعة الإخوان المسلمين ومصادرة أموالها، واعتقال معظم أعضائها باستثناء حسن البنا، وصادرت الحكومة سيارته الخاصة فقط، واعتقلت سائقه وسحبت سلاحه المرخص به، وفي الثامنة من مساء السبت 12 فبراير 1949، تم إطلاق النار على حسن البنا أثناء خروجه من جمعية الشبان المسلمين، وتماسك البنا رغم إصابته وأخذ رقم السيارة التي تم إطلاق النار منها، وهو رقم “9979”، والتي عرف فيما بعد أنها السيارة الرسمية للأميرلاي محمود عبد المجيد، المدير العام للمباحث الجنائية بوزارة الداخلية وقتها، حسب رواية الجماعة، غير أن الحادث سجل ضد مجهول.

المرشد الثانى “حسن الهضيبى” ترك القضاء من أجل الجماعة
بعد مقتل البنا أخذ الإخوان يبحثون عن قائد آخر، وأجمعت الهيئة التأسيسية على انتخاب “حسن الهضيبى” مرشدًا عامًا الذي لم يكن وقتها عضوا بالجماعة، ولكنه كان محبا ومقربا من قياداتها خاصة البنا، وكان اختياره كحل توفيقى لوقف أزمة النظام الخاص التي وضعتن الجماعة في مأزق وتسببت في اغتيال مؤسسها، وبقيت الجماعة بدون مرشد قرابة 14 شهرا، وعندما سمحت حكومة النحاس باشا للهيئة التأسيسية للإخوان بالاجتماع، طلب أعضاؤها من الهضيبى أن يرأس اجتماع الهيئة بصفته مرشدًا للجماعة، ولكنه رفض طلبهم.

ولد حسن الهضيبى في عرب الصوالحة مركز شبين القناطر بمحافظة القليوبية 1891، قرأ القرآن في كتاب القرية أولا ثم التحق بالأزهر في البداية، إلا أنه تحول إلى الدراسة النظامية حيث حصل على الشهادة الابتدائية 1907، التحق بالمدرسة الخديوية الثانوية وحصل على شهادة البكالوريا 1911، التحق بمدرسة الحقوق وتخرج فيها عام 1915. قضى حسن الهضيبى فترة التمرين بالمحاماة بالقاهرة، وبعد تخرجه عمل محاميا في مركز شبين القناطر ثم سوهاج حتى عام 1924 حيث التحق بسلك القضاء. عمل قاضيا بقنا وانتقل إلى نجع حمادى عام 1925 ثم إلى المنصورة عام 1930 وبقى في المنيا سنة واحدة ثم انتقل إلى أسيوط فالزقازيق فالجيزة عام 1933 حيث استقر سكنه بعدها في القاهرة، وتدرج في مناصب قضائية عدة حتى وصل مستشارا بمحكمة النقض. لكنه استقال عام 1950 وتم اختياره 1951 مرشدا عاما للجماعة بعد وفاة مؤسسها حسن البنا.

اعتبر الهضيبى انتخابه من قبل الهيئة التأسيسية في المرحلة السرية من الدعوة لا يمثل رأى جمهور الإخوان، وطلب منهم أن ينتخبوا مرشدًا آخر غيره، ولكن الإخوان رفضوا طلبه، وقصدت وفود الإخوان من جميع مصر بيته، وألحت عليه بالبقاء كمرشد عام للجماعة، وبعد أخذ ورد وافق على مطالب وفود الإخوان وقدم استقالته من القضاء ليتفرغ للعمل في الإخوان المسلمين،وفى 17 أكتوبر 1951م أُعلن “حسن الهضيبى” مرشدًا عامًا لجماعة الإخوان المسلمين.
ووقعت في عهد قيادة الهضيبى للإخوان ثورة يوليو 1952، وأصدر الإخوان بيانا يؤيدون فيه ثورة عبد الناصر، إلا أن علاقة الإخوان بدأت تسوء مع قيادة الثورة حين رفضت الأخيرة طلب المرشد العام الهضيبى أن تعرض عليه قراراتها قبل إصدارها بالإضافة لضعف الهضيبى وعدم قدرتة على مواجهة التنظيم الخاص للإخوان وتم اعتقال الهضيبى للمرة الأولى مع بعض الإخوان في 13 يناير 1954 ثم أفرج عنه في مارس. ثم اعتقل للمرة الثانية أواخر عام 1954 حيث حوكم وصدر عليه الحكم بالإعدام ثم خفف إلى المؤبد، نقل بعد عام من السجن إلى الإقامة الجبرية لإصابته بالذبحة ولكبر سنه.
ورفعت عنه الإقامة الجبرية عام 1961، أعيد اعتقاله أغسطس 1965 في الإسكندرية وحوكم بتهمة إحياء التنظيم رغم أنه كان قد جاوز السبعين، أخرج خلالها لمدة خمسة عشر يوما إلى المستشفى ثم إلى داره ثم أعيد لإتمام سجنه، وحددت مدة سجنه حتى 15 أكتوبر عام 1971 حيث تم الإفراج عنه، وتوفى صباح الخميس 11 نوفمبر 1973 عن عمر ناهز الثانية والثمانين عاما.

عمر التلمسانى “مرشد ما بعد المحنة”
الرجل الذي أعاد الإخوان من جديد بعدما سمح الرئيس السادات لهم بالعودة وممارسة العمل من أجل ضرب النظام الناصرى والشيوعيين الذين مثلوا قلقا بالغا للرئيس السادات فعمل على إستقطاب الشباب من الجماعات، وتجنيدهم وضهم للتنظيم لعيود بالتنظيم بعد ربع قرن من الزمان.

ولد عمر عبد الفتاح عبد القادر مصطفى التلمسانى في 4 نوفمبر 1904، بالغورية في الدرب الأحمر بالقاهرة واسمه بالكامل، جده لأبيه من بلدة تلمسان بالجزائر، جاء إلى القاهرة واشتغل بالتجارة، وأصبح من كبار الأغنياء، تزوج في سن الثامنة عشرة وهو لا يزال طالبًا في الثانوية العامة رزق بأربعة من الأولاد.
حصل على شهادة ليسانس الحقوق وعمل بالمحاماة في شبين القناطر، وفى سنة 1933 التقى بالبنا في منزله، وكان يسكن في حارة عبد الله بك في شارع اليكنية في حى الخيامية، وبايعه، وأصبح من الإخوان المسلمين وكان أول محامٍ يعمل بتوكيل من الجماعة الذين قبض عليهم للدفاع عنهم في المحاكم المصرية.

دخل السجن عام في عام 1948 ثم 1954 وأفرج عنه في آخر يونيو 1971تم اختياره مرشدًا للجماعة بعد وفاة المستشار الهضيبى ثم قبض عليه السادات في سبتمبر 1981، وتوفى يوم 22 مايو 1986 عن عُمْر يناهز 82 عامًا.
كان تشييعه في موكب مهيب شارك فيه أكثر من ربع مليون نسمة من الجماهير، فضلًا عن الوفود التي قدمت من خارج مصر، وحضر الجنازة رئيس الوزراء، وشيخ الأزهر، وأعضاء مجمع البحوث الإسلامية ورئيس مجلس الشعب، وبعض قيادات منظمة التحرير الفلسطينية، ووفد من الكنيسة المصرية برئاسة الأنبا جريجوريوس في تشييع الجثمان.
شهدت الجماعة في عهده انفتاحا وتغلغلا في العمل العام وبدأ يحتضن جيل شباب السبعينات أمثال عبد المنعم أبو الفتوح وأبو العلا ماضى ومختار نوح وحلمى الجزار وإبراهيم الزعفرانى وعصام العريان وغيرهم وأطلقهم في النقابات والجامعات والأندية، كما بدا أول تحالفات الجماعة مع الأحزاب ودخل في عهده الإخوان البرلمان.

محمد حامد أبو النصر “المرشد الرابع”
تولى مهام منصبه بعد وفاة التلمسانى ولد 25 مارس 1913 في منفلوط بمحافظة أسيوط حصل على شهادة إتمام الدراسة الثانوية العامة التقى بحسن البنا أواخر عام 1933، وبايعه وكان أول من انضم إلى صفوف الإخوان في الصعيد، تدرج في مواقع المسئولية من نائب شعبة منفلوط حتى أصبح عضوًا في الهيئة التأسيسية (مجلس الشورى العام)، ثم عضوًا في مكتب الإرشاد.
وتعرض للاعتقال والسجن وحكم عليه في أحداث 1954 بالأشغال الشاقة المؤبدة لمدة (25) عامًا قضى منها عشرين عامًا في السجون، عرف عنه العناد والتحمل والقوة وخرج منتصف 1974،وتم اختياره مرشدًا عامًا للجماعة خلفًا للمرشد الثالث الأستاذ عمر التلمساني، في مارس 1986.
كان أول من دخل في تحالفات مع الأحزاب السياسية ومنافسة في البرلمان حتى أصبح لهم 36 عضوا بالبرلمان لأول مرة، ودعم التواجد في النقابات المهنية والجامعة ونوادى أعضاء هيئة التدريس كما خاضت الجماعة لأول مرة التجديد النصفى لمجلس الشورى 1989، وفى عام 1992 خاضت الجماعة أول انتخابات بالمجالس المحلية.
دخلت الجماعة بسبب رعايتها للإرهاب ودعم التنظيمات الإهاربية في صدام مع الدولة التي اضطرت لاستخدام سلاح المحاكمات العسكرية لمواجهة الإرهاب فتم القبض على (82) عضوا من قياداتها إلى المحاكم العسكرية 1995، والتي قضت بسجن (54) عضوًا من الرموز المعروفة.
ويقال، إن أبوالنصر لم يكن على قدرة كبير من السيطرة على الجماعة لكن كان مصطفى مشهور ومأمون الهضيبى الذين يمتلكون العصا ويحركون كل شيء في التنظيم من وراء ستار حامد أبوالنصر الذي توفى في 2002 وخلفه مصطفى مشهور.

مصطفى مشهور “بيعة المقابر”
نتيجة محمد حامد أبو النصر التي استمرت طويلا كان مصطفى مشهور ومأمون الهضيبى مقربين وهما من يديران الجماعة فعليا، وعرفت وقتها الجماعة المرشد العلنى والمرشد السرى.

وقام مأمون الهضيبى أثناء تشييع الجنازة بأخذ البيعة لمصطفى مشهور عقب الفراغ من جنازة أبو النصر مباشرة، فيما سمىيت ببيعة المقابر، وذلك من دون انتظار إجراء انتخابات في مكتب الإرشاد مثلما تقضى اللائحة الداخلية.
ويعتبر مصطفى مشهور هو مؤسس التنظيم الدولى للإخوان المسلمين وقت أن كان هاربا خارج مصر لفترة قبل أيام من اعتقالات سبتمبر 1981، وصاحب تأسيس التنظيم الدولى ومكاتب الإخوان في الخليج وأوروبا، واتخذ رجالا من صفوة الإخوان بعد عودته أعاد بهم التنظيم الخاص ومن مؤيدى ومناصرى أفكار سيد قطب وشكل ما يسمى بتنظيم 65 مرة أخرى.

ولد مصطفى مشهور في 15 سبتمبر 1921،بمركز مينا القمح محافظة الشرقية،انتقل إلى القاهرة فأكمل بها المرحلة الثانوية، ثم التحق بالجامعة بكلية العلوم، ثم تخرج 1942، عُين في الأرصاد الجوية بوظيفة “متنبئ جوى”، ونقل إلى الإسكندرية؛ ليقضى سنة تحت التمرين، ثم عاد إلى القاهرة لممارسة عمله. تعرف مشهور على حسن البنا 1936 وانضم إلى الجماعة، وفى يونيو 1954 أُبعد عن العمل إلى مرسي مطروح بسبب انتمائه إلى الإخوان، واعتقل فيها بالسجن الحربى، وحكم عليه بعشر سنوات أشغال شاقة، ثم نقل إلى سجن ليمان طرة، ومنه إلى سجن الواحات. اعتقل مرة أخرى 1965، حتى أفرج عنه في عهد الرئيس السادات.
ألف مشهور العديد من الكتب الدعوية والفكرية التي أراد من خلالها شرح وتبسيط فكرة الإخوان المسلمين حول الإسلام والحل الإسلامى الذي بات شعارا لهذه الجماعة، وتوفى 14 نوفمبر 2002، بعد غيبوبة إثر نزيف في المخ دام أكثر من خمسة عشر يوما، وتوفى عن عمر ناهز 83 عاما.

محمد مأمون الهضيبى
ولد 28 مايو 1921، وهو نجل المستشار حسن الهضيبى ثانى مرشد لجماعة الإخوان المسلمين، تخرج مأمون الهضيبى في كلية الحقوق وعمل بالنيابة وكان رئيسا لمحكمة غزة عام 1956 وتم اعتقاله ‏1965‏ أثناء حضوره اجتماعا مع والده حسن الهضيبي، وتم إقالته إثر ذلك من منصبه القضائى، وقدم إلى المحاكمة العسكرية وحكم عليه بالحبس سنة، وجدد اعتقاله لمدة خمس سنوات بعد انتهاء مدة الحبس وتم الإفراج عنه 1971.
عاد مأمون الهضيبى إلى القضاء بعد أن برئت ساحته ليصبح رئيسا لمحكمة استئناف القاهرة حتى أحيل للمعاش، ودخل انتخابات البرلمان عن دائرة الدقى بالجيزة 1987، ثم تولى مهام منصبه كمرشد عام بعد وفاة مشهور.

محمد مهدى عاكف “عودة القطبيين”
بعتبر المرشد السابع كان الرجل الثانى في التنظيم فبعد عام وبضعة أشهر فقط من تولى الهضيبى منصبه توفى ولم يكن يدور بخلد عاكف أنه سيكون المرشد الجديد خاصة أنه لم يكن نائبا للمرشد حيث لم يتخذ الهضيبى نوابا له، وحصل عاكف على أعلى أصوات مكتب الإرشاد وكان يفصله عن د. محمد حبيب صوت واحد،وبضع أصوات عن خيرت الشاطر فعين كلاهما نائبين له.

ولد في يوليو 1928،كفر عوض السنيطة بمركز أجا بالدقهلية حصل على الابتدائية من مدرسة (المنصورة) الابتدائية، ثم التوجيهية من مدرسة (فؤاد الأول) الثانوية بالقاهرة، ثم التحق بالمعهد العالى للتربية الرياضية، وتخرج في مايو 1950، وعمل بعد تخرجه مدرسًا بمدرسة (فؤاد الأول) الثانوية، انضم للإخوان 1940، رأس معسكرات جامعة إبراهيم (عين شمس حاليًا.

وشغل منذ عام 1987 عضوية مكتب الإرشاد، وانتخب نائبا في البرلمان 1987 عن دائرة شرق القاهرة. عاكف كان عضوا في التنظيم الخاص للجماعة فترة الأربعينات، ومن جيل الصقور قضى فترات طويلة من عمره في السجون، بجانب سنواته الباقية قضاها خارج مصر، ولكن في عهده شهدت الجماعة أكبر نجاح لها في البرلمان -88 نائبا- وكذلك تحالفات مع غالبية القوى والأحزاب والحركات الاجتماعية وإن لم تكتمل في معظمها.
كان الأكثر جدلا بين المرشدين بسبب التصريحات الإعلامية وصاحب أكثر عدد من الكلمات التي جرت على الجماعة ويلات كثيرة منها (طز في مصر واللى جابو مصر) وإعلانه لإرسال 10 آلاف مقاتل من الإخوان لتنضم لصفوف المقاومة في لبنان، وتأييده اللا متناهى لحزب الله،وعدائه الصريح اللفظى والعملى للنظام وخاصة مؤسسة الرئاسة، وتعرضت أيضا على يده الجماعة لعدد من الاعتقالات والمحاكمات العسكرية كان ضحيتها النائب الثانى والرجل القوى في الجماعة خيرت الشاطر.
قُدِّم للمحاكمة العسكرية 1996 مع العشرات من أعضاء الجماعة كمسئول عن التنظيم العالمى للإخوان، وحُكم عليه بثلاث سنوات، ليخرج من السجن في عام 1999. الوحيد من بين مرشدى الجماعة أعلن وقت تنصيبه وأخذ البيعة كمرشد سابع في تاريخ الجماعة أنه سيترك المنصب بعد الولاية الأولى- 6 سنوات فقط بعد تعديل اللائحة- وأصر على عدم التجديد رغم المشكلات التي دخلت فيها الجماعة وما أثاره قراره من خلافات على المنصب لكنه أصر على موقفه كما أصر أن يكون هو صاحب الإعلان عن اسم المرشد الجديد وأن لا يترك الجماعة بلا مرشد وتعهد أمام مكتب الإرشاد بتحمله تبعات هذا على كتفه.

محمد بديع “مرشد الدم”
حاول إغراق مصر في 1965 بنسف القناطر الخيرية، ثم عاد ليحاول إغراق مصر لكن هذه المرة في الدماء وليس الماء تولى الرجل القطبى التكفيرى مسئولية الجماعة الإرهابية في 2010 وساعدته الظروف لأن يكون فوق قمة الهرم بعد ثورة 25 يناير التي استغلتها الجماعة لتستولى على البلاد والعباد وتتحكم في كل شيء.

أنضم محمد بديع المولد في 7 أغسطس 1943 في مدينة المحلة الكبرى، وهو عضو في مجلس إرشادها منذ عام 1993.
ألفته السجون المصرية منذ عام 1965 على عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، حيث ألقي القبض عليه في 1965 مع مجموعة من أعضاء وقياديي الجماعة بينهم
سيد قطب، وخضعوا لمحاكمة عسكرية أدين على إثرها بديع بالسجن 15 عاما، أمضى منها تسعة أعوام وراء القضبان.

وفي عام 1998 احتجز لمدة 75 يوما في ما عرف بقضية جمعية الدعوة الإسلامية التي كان رئيس مجلس إدارتها، وفي عام 1999 حكمت عليه محكمة عسكرية بالسجن خمس سنوات قضى منها ثلاث سنوات وتسعة أشهر في السجن، أما في عام 2008 فاحتجز لمدة شهر رفقة عدد من أعضاء وقيادات الجماعة خلال انتخابات للمجالس المحلية.
لم يُعرف لبديع نشاط من أواخر السبعينات حتى أواخر الثمانينات، وهى الفترة التي شهدت بناء تنظيم الإخوان في مصر، وهى أيضًا الفترة التي تولى فيها المرشد الثالث عمر التلمسانى ويروى البعض أن بديع ومعظم مجموعته لم تكُن ترضى عن أداء التلمسانى ولا أفكاره، وكانت ترى منه رجلًا لا يفهم الدين فهمًا صحيحًا، ومن المفرطين فيه.

عمل منذ تولية المسئولية على إعادة الجماعة للنهج القطبى وعاونة خيرت الشاطر ومحمود عزت النائبين له فخرج في عهده غالبية الأعضاء الإصلاحيين مثل الدكتور محمد حبيب والدكتورعبدالمنعم أبوالفتوح وإبراهيم الزعفرانى وغيرهم وتحول مكتب الإرشاد إلى آلة للصدام مع المجتمع.
عرف بتصريحاته المتشددة فمرة يصف مصر بديار كفر ومرة أخرى يقول، إن الإعلاميين سحره فرعون كان أول من دفع بالرئيس المعزول لسدنة الحكم ليسهل السيطرة عليه لكنه قاد الجماعة للغرق حتى سقطت في رابعة ودخل الميدان مرتديا نقابا خوفا من الأمن.

ويعتبر بين الشباب أسوا من تولى التنظيم بسبب رغبته في السيطرة وعدم قدرته في نفس الوقت على مواجهة خيرت الشاطر.
حكم عليه بالإعدام 4 مرات حتى الآن في تهم تتعلق بالإرهاب وقتل المصريين الأبرياء على خلفية عزل الرئيس السابق محمد مرسي وأحداث إرهابية أخرى.

Exit mobile version