نص تصريح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مقرّ رئاسة الدولة حيث تسلّم كتاب تكليفه بتشكيل الحكومة المقبلة

“أيها فخامة رئيس الدولة رؤوفين ريفلين،
إنني أتسلّم بمشاعر تنطوي على المسؤولية الجسيمة مهمة تشكيل الحكومة التي كلفتني بها. وأرجو القول لك إنني أتأثر لهذه المهمة وكأنها المرة الأولى [التي يتم تكليفي بها] حيث أعي تماماً جسامة المسؤولية الملقاة على عاتقي.
أيها المواطنون الإسرائيليون، أرجو تقديم الشكر لكم على الثقة التي منحتموني إياها لقيادة الدولة في هذه الآونة. وأعتبر نفسي رئيساً لحكومة كل واحد منكم سواء أولئك الذين انتخبوني أو غيرهم. وسأعمل على رأب الصدوع التي نشأت بين مختلف شرائح المجتمع خلال المعركة الانتخابية.
يجب على الجميع الآن وضع الانتخابات خلفهم والتركيز على ما يجمع بيننا. إنني ملتزم، من خلال الحكومة الجديدة التي ستتشكل، بمواصلة السير على طريق الدولة اليهودية الديمقراطية الحريصة على مساواة حقوق كافة مواطنيها دون تمييز أياً كان دينهم وعرقهم وجنسهم. كان الأمر هكذا وسيظل كما هو.
هناك تحديان كبيران يواجهان الحكومة المقبلة: تكريس أمننا وتحسين رفاهيتنا. وسيشمل مشروع ميزانية الدولة الأول الذي سنعتمده سلسلة من الإجراءات الرامية إلى خفض أسعار الشقق السكنية وخفض أسعار الغذاء وتفكيك الاحتكارات التي تنال من المنافسة. أما الأمن فإنه يشكل أساساً لوجودنا ومستقبلنا وأيضاً للأمل في تحقيق السلام مع جيراننا. إننا نمدّ أيدينا للسلام مع جيراننا الفلسطينيين. ويعلم الشعب في إسرائيل أن السلام الحقيقي، ناهيك عن مستقبلنا بصفة عامة، لن يُضمن إلا إذا بقيت إسرائيل قوية، راسخة بروحها ثابتة بقوتها. وتكفي النظرة إلى الأحداث التي تدور حولنا للاطّلاع على هذا الواقع الجلي.
إننا نقدّر جداً أفضل الدول الصديقة لنا وهي الولايات المتحدة وسوف نحرص على حفظ التحالف معها، إلى جانب عملنا على منع التوصل إلى اتفاق مع إيران [حول برنامجها النووي] كون هذا الاتفاق [قاصداً بالصيغة المتداولة حالياً] يعرِّضنا وجيراننا والعالم للخطر. وتتطابق رؤيتنا مع رؤية العديد من جيراننا العرب إزاء الخطر القادم من إيران، كما أننا ننظر بإيجاب إلى النتائج التي قد تترتب على هذه الشراكة الجديدة بيننا بالنسبة للمنطقة.
فخامة الرئيس، روبي [لقب رئيس الدولة رؤوفين ريفلين]، ثمة تعارُف بيننا منذ طفولتنا. إذ كنت أعرف شقيقك ليزي [الراحل إليعيزير ريفلين] فيما كنتَ تعرف شقيقي يوني [الشقيق الأكبر الراحل لرئيس الوزراء يوناتان نتانياهو] طيّب الله ذكراهما. ونستمدّ الإيمان بعدالة طريق شعبنا ودولتنا مما تربّينا عليه في منزليْ والدينا. وسنعمل معاً من أجل وحدة إسرائيل وأمنها وازدهارها.
إن الشعب اليهودي سيجلس بعد 10 أيام إلى طاولة “ليلة النظام” [مأدبة عشاء عائلية خاصة تقام في عيد الفصح اليهودي] لتلاوة “الهاغاداه” [كُتيب خاص بهذه المناسبة الاحتفالية يحيي أساساً قصة خروج بني إسرائيل من حالة عبوديتهم مصر الفرعونية في القِدَم]. ويأمرنا هذا النص بأن نتذكر حقيقة مفادها “أنه يجب على الإنسان في أي جيل وجيل أن يعتبر نفسه وكأنه خرج من مصر” [بمعنى الوعي التأريخي بالانتماء إلى الشعب اليهودي]. أيها الأصدقاء، مواطنو إسرائيل، إنني لا أنسى هذا الأمر ولو للحظة، بل أتذكر جيداً أن حريتنا ليست بديهية. ولن نستطيع تأمينها إلا إذا كنا أقوياء موحَّدين. إننا نحتضن جنود جيش الدفاع وأفراد الأجهزة الأمنية كونهم يتولون حمايتنا على امتداد حدودنا في هذه الأثناء أيضاً.
أيها المواطنون الإسرائيليون الأعزاء، إنني أطمئنكم بالسعي لتبرير الثقة التي منحتموني إياها لقيادة دولة إسرائيل إزاء التحديات الكبيرة التي نواجهها. وأشعر بالفخر والاعتزاز بأن أكون رئيساً لحكومة إسرائيل ويشرّفني عظيم الشرف السعي لخدمتكم وخدمة دولتنا. وسنصنع وننجح بعونه تعالى وبمعاونتكم”.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version