المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

لا دخان بدون نار كتب خالد عبَّاس

ما صرح به القيادي في حركة حماس يؤكد ما قاله الرئيس محمود عباس في قمة شرم الشيخ بان المحتل يخطط لفصل قطاع غزة عن الضفة، وجعل هذا القطاع كدويلة تحكمها سلطة ذاتية وإدارة مدنية. أي أن جناح الزهار هو الذي يضع العصي في دواليب المصالحة، وما يؤكد هذا المخطط الرهيب أن محمود الزهار قال بعد وقف القتال الأخير “أننا اليوم سنعيد بناء مطار غزة وميناء غزة”.
هذه التصريحات المتتالية تضع حركة حماس وقياداتها أمام مساءلة وطنية لا يمكن السكوت عليها، خصوصا أن باقي قيادات حماس المعروفة من مشعل إلى هنية، لم ترد باي تصريح واضح على ما قاله الزهار.
طبعا لأي قيادي أو غير قيادي من أي فصيل أن يصرح بما في صدره اذا كان هذا التصريح نابعا من قناعة شخصية، ولكن لا يصح أو يعقل لأي إنسان فلسطيني بان يحيد عن الثوابت التي أقرتها جميع الفصائل الفلسطينية ومنها بالطبع حماس. وحتى اتفاقية أوسلو التي يعترض عليها البعض بتوصيفات متطرفة، تقول وبكل وضوح في المادة الرابعة ” يعتبر الطرفان الإسرائيلي ومنظمة التحرير أن الضفة الغربية وقطاع غزة وحدة ترابية واحدة، يجب المحافظة على وحدتها وسلامتها خلال الفترة الانتقالية”.
وهنا على حركة حماس واجب وطني، بان تكون صريحة، وان توحد قرارها لان الوضع العربي والإقليمي في أتون حروب ستؤدي إلى تقسيمات ودويلات طائفية لا سمح الله، نحن كفلسطينيين بعيدون جدا عن الطائفية التي تخدم فقط المحتل والدول التي تدعم المحتل.
كما أن الثوابت الفلسطينية التي لم تحد عنها السلطة الوطنية بقيادة الرئيس محمود عباس، وهي الانسحاب الإسرائيلي من جميع الأراضي المحتلة لسنة 1967 بما فيها القدس وعودة اللاجئين حسب القرار 194، وهو القرار الذي اعترفت به إسرائيل، حيث أن هذا القرار مرتبط ارتباطا محكما باعتراف الأمم المتحدة بإسرائيل، وعدم الاعتراف في جميع المستوطنات التي بنيت على أراضي عام 1967.
والمادة الثالثة من اتفاقية أوسلو تقول:-“من اجل أن يتمكن الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة من حكم نفسة وفقا لمبادئ ديمقراطية، ستجري انتخابات سياسية عامة ومباشرة وحرة للمجلس تحت إشراف ومراقبة دولية متفق عليهما، بينما ستقوم الشرطة الفلسطينية بتأمين النظام العام”. وما دامت حماس شاركت في هذه الانتخابات، فهي بهذه المشاركة الواضحة تكون قد قبلت باتفاق أوسلو، إذ لا يمكن لأي فصيل أن يقبل ما يشاء ويترك ما يشاء.
وقد نجحت حماس في هذه الانتخابات، وللأمانة فإن الرئيس محمود عباس التزم بنتيجة هذه الانتخابات وهنأ قادتها، وكلف إسماعيل هنية بتشكيل حكومتها، وهذا ما يؤكد التزام حماس باتفاقية أوسلو.
الواضح بان عدم الالتزام بقبول المصالحة التي وقعت عليها حماس وفتح في القاهرة وفي مخيم الشاطئ وأهمها أجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، يكون جناح الزهار هو الذي يسيطر على موقف حماس، الذي يدعو إلى هدنة طويلة الأمد مع إسرائيل، وهذا يعني أن المشروع الوطني الفلسطيني قد شطبته حماس، والنتيجة ضم الضفة والأغوار والقدس الشرقية إلى إسرائيل، أي أن حماس وافقت على رغبة نتنياهو والتي صرح بها قبل فوزه الكاسح في الانتخابات الإسرائيلية ووعوده بعدم إقامة دولة فلسطينية.
أما المهزلة التي لا يستطيع أي عاقل أن يقبلها، فهي أن إسرائيل وحسب أوسلو اعترفت بان قطاع غزة والضفة وحدة ترابية يجب المحافظة على وحدتها، كما قبلت بانتخابات حرة نزيهة بما فيها القدس الشرقية، ومن ثم يأتينا البعض من القيادات وينسف ما اعترفت به إسرائيل.
الجميع يعلم أن بعض الدول الإقليمية أصبحت لا تخفي تدخلها بالشأن الفلسطيني، والتي يهمها تكريس الانفصال لمصالحها الخاصة، ولا تبالي بما يعانيه أهلنا في غزة من معيشة صعبة، وخصوصا الحصار الظالم، والاعتداءات المتكررة على أهل القطاع الذين لا يجدون مأوى لهم بعد أن دمرت إسرائيل في عدوانها الأخير الاف البيوت ولم يعد بناء ما دمره هذا العدوان.
المطلوب أجراء انتخابات رئاسية وتشريعية فورا، حيث أن مدة الرئاسة ومدة المجلس التشريعي انتهت، والذي يفوز بهذه الانتخابات يقود معركة التحرير، والخاسر يكون رقيبا أمينا على مصالح هذا الشعب الذي يسعى إلى الحرية والاستقلال وكفانا مناكفات ومشاريع مشبوهة تبعدنا عن وحدتنا الوطنية.
وكفانا مشاريع وأوهاما تبعدنا عن المشروع الوطني الذي حققه لنا الرئيس الرمز ياسر عرفات رحمه الله، والشيخ الجليل احمد ياسين رحمه الله.

Exit mobile version