المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

“دردشات” أحمد يوسف.. تباين في المواقف داخل حماس أم مجرد أقاويل؟

لم تنفك قيادة حركة حماس في قطاع غزة، عن نفي وجود أي مشاريع لها بفصل غزة جغرافيا عن الضفة الغربية والقبول بحلول ومقترحات تطرحها جهات متعددة بشأن تهدئة طويلة مع الاحتلال ويرى سياسيون ومراقبون أن هدفها إحداث الفصل الموجود في بعض جوانبه السياسية ليمتد إلى الجغرافيا.

أحمد يوسف الذي يعد من قيادات حماس ومستشار سابق لرئيس حكومتها إسماعيل هنية، قال في تصريحات نسبت له إن هناك “دردشات” حول ما يتم اقتراحه بشأن التهدئة والمعابر والميناء والأسرى وغيرها من القضايا التي تنشر مؤخرا بكثافة في مختلف وسائل الإعلام.

تصريحات يوسف، يبدو أنها استفزت قيادة حماس حيث خرج قياديان بارزان من الحركة هما إسماعيل رضوان وعيسى النشار لنفي كلام يوسف، وقالا انه لا يمثل موقف الحركة وإنه تصريح شخصي.

وبين رضوان لـ القدس دوت كوم، تعقيبا على تلك التصريحات “أن أحمد يوسف يتحدث بصفة المحلل وله أن يتحدث برأيه وما يريد”، مضيفا “هذا لا يعكس موقف الحركة وما نعبر عنه وما يعبر عنه الناطقون والقيادات بشكل رسمي”.

وتابع “ما في دردشات أو غير دردشات وحماس لا تفاوض الاحتلال إلا من خلال البندقية”، مبينا أن ما يطرح لم يرتق لأن يكون أفكارا وأنه مجرد كلام عابر تتحدث به بعض الوفود التي تزور غزة.

وشدد على أنه لا يوجد أي عرض رسمي من أي طرف في هذا الصدد، مبينا أن حماس لن تقبل بأي عرض يهدف لفصل غزة عن الضفة وأن أي اتفاق بشأن غزة أو الضفة سيكون في الإطار الوطني وأنه سيعرض على جميع الفصائل.

مصادر من خارج حماس قالت لـ القدس دوت كوم، ان ما يتم اقتراحه مجرد أفكار لم ترق أبدا لاتفاق أو بلورة اتفاق في ظل تعنت إسرائيلي واصرار حماس على بعض المواقف.

وذكرت مصادر إسرائيلية، أن الدولة العبرية أبلغت بعض الأطراف رفضها لإقامة ميناء مع بدء الاتفاق، مشيرةً إلى أن أي ميناء سيقام سيكون ميناء عائما صغيرا مخصصا للبضائع فقط وبرقابة إسرائيلية كاملة وشديدة وبوجود طرف ثالث، وأن أي حديث عن الأسرى لا بد أن يظهر أن الجنود لدى حماس أحياء وما دون ذلك لن يتم الحديث حول صفقة كاملة بل جثث مقابل عشرات الأسرى من أصحاب المحكوميات المحدودة.

مصادر من داخل حركة حماس أكدت لـ القدس دوت كوم، وجود مثل هذه المقترحات وأن نقاشا داخليا يجري في كل أطر الحركة بشأنها ولكن لم يتخذ أي قرار فيها حتى اللحظة، مشيرةً لوجود طرف يؤيدها وبقوة في ظل الواقع الصعب الذي تشهده الحركة وقطاع غزة بشكل عام وإهمال السلطة الفلسطينية وحكومة الوفاق لدورها في إنهاء الملفات العالقة بغزة وفي مقدمتها الإعمار وملف الموظفين، كما قالت. فيما ترفض جهات أخرى أن يتم التعامل مع المقترحات دون أن تشمل الهدنة الضفة الغربية ووقف الاعتقالات والاعتداءات فيها، مبينةً أن أي اقتراحات تشمل غزة وحدها سيكون لها أبعاد سياسية خطيرة لا بد من التنبه إليها.

وترى مصادر حماس أن إسرائيل قد تتهرب من شروط الاتفاق في حال تم التوصل إليه دون وجود أطراف دولية تلزمها بها، مشيرةً إلى أنه بالرغم من كل التباينات في الآراء داخليا حول ما يدور الا ان الموضوع لا يزال قيد المشاورة فقط وأن أي قرار سيتخذ بالإجماع داخل أطر الحركة المختلفة بما فيها كتائب القسام.

القدس دوت كوم

Exit mobile version