حماس .. ولاء خارج حدود الوطن كتب مركز الإعلام

حماس لا زالت تعيش مرحلة البحث عن الذات التي لم تكتمل بعد في ايديولوجيتها رغم تعدد اهدافها وتشعب تدخلاتها في الشئون المحلية والإقليمية. وتقوم عقيدة حماس على الغاء كافة الافكار ذات الطابع الوطني والقومي وتتبنى فكر الاخوان المسلمين نهجا وقولا وعملاً، بحيث وقعت في تناقضات ساهمت في كشف ادعاءاتها باعتبار القضية الفلسطينية تشكل اولوية لدى حماس لكن هذه الادعاءات تم دحضها في اكثر من موقف تورطت حماس فيه سواء كان على الصعيد المحلي او على الصعيد الإقليمي بحيث بات المطلوب ان تقوم حماس بتحديد استراتيجيتها “الوطنية” لكن النتيجة كانت انها حسمت ولاءاتها وانتماءاتها خارج الحدود الجغرافية للوطن وأكدت انها ليست حالة فلسطينية.
هذا المشهد اصبح يتكرر كثيرا في اجندة حماس بحيث اثبتت حماس بأنها غير قادرة على حمل امانة الشعب الفلسطيني او حتى جزءا منها كما كانت تدعي ولا زالت وهي بذلك تكون تعبث بالتاريخ الفلسطيني.
في مشهد يدعو الى التساؤل ويثير الدهشة والاستغراب قامت حماس بمسيرة رفعوا خلالها صور الرئيس المصري المعزول في القدس وفي باحات المسجد الاقصى ولم تحترم المكانة الدينية للمسجد الاقصى ولا الخصوصية السياسية للقدس لانها بذلك تكون قد حسمت موقفها بولاءاتها وانتماءاتها لصالح مرسي وجماعته. وهذا التصرف الغير محسوب يعتبر تدخلا في الشأن المصري الذي ظلت حماس تنكر تدخلها فيه وتهاجم وسائل الاعلام المصرية بسبب كشفها حقيقة حماس وتدخلاتها في الشأن المصري. ومقابل ذلك جابت مسيرة قامت بها القوى الوطنية في القدس وفي باحات المسجد الاقصى رافعة الاعلام الفلسطينية وصور الاسرى في مشهد يمثل الولاء والانتماء للقدس والأقصى وفلسطين وتأكيدا على مواصلة النضال حتى اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
لكن شتان بين الموقفين ففي الوقت الذي اعلنت حماس فيه انها ليست حالة فلسطينية رغم الشعارات الرنانة التي ترفعها بتحرير الوطن من البحر الى النهر لكنها انكشفت عند اول اختبار وتأكد زيف ادعاءاتها واكاذيبها
حماس باعت كل القضايا الوطنية وذهبت تبحث عن مصالحها الحزبية وحولت ساحات المسجد الاقصى الى مكان لتصفية الحسابات ، وهي تدرك قبل غيرها كونها تتبنى الاسلام نهجا مدى عدم صحة هذه التصرفات من ناحية شرعية، فهذه اماكن خلقت للعبادة فقط وليست مكانا للتناحر السياسي والحزبي.
حماس تحاول احياء مشروع الاخوان المسلمين على حساب القضية الفلسطينية وخصوصياتها حيث تعتبر ان هذا المشروع يشكل احد مصادر قوتها وبانتهائه فقدت حماس حليفا وظهيرا مهما لها كان يشكل غطاء لها ولتحركاتها. ان احياء هذا المشروع يعني اصرار حماس على مواقفها بتدخلها في الشأن المصري والزج بشعبنا الفلسطيني في معادلة لا ناقة لنا ولا بعير فيها وان شعبنا الفلسطيني لم يعد يحتمل زجه في صراعات لا تخدم القضية الفلسطينية .
وهنا حري بنا ان نطرح تساؤلا حول الاسباب والأهداف التي وجدت حماس من اجلها على الساحة الفلسطينية ما دامت توجهاتها مع الاخر. حماس حاولت اذا قامت بانقلابها وحاولت السيطرة على النظام السياسي الفلسطيني، ليس لمحاربة اسرائيل حسب إدعاءاتها بل لتتخذ من القضية الفلسطينية ورقة لخدمة اجندة الاخوان المسلمين، وعندها استعداد للتضحية بأبناء شعبها خدمة لمرسي وأعوانه ومن يضحي بالشعب ويزج بهم في صراعات يكون قد ضحى بالقضية الفلسطينية .
على حماس مراجعة حساباتها فيما اذا ارادت ان تكون ضمن المنظومة السياسية الفلسطينية، وان تكون القضايا الوطنية ضمن اهتماماتها وأولوياتها، فلا يمكن ان تبقى فصيلا فلسطينيا ويكون ولاءها خارج الاهتمامات الوطنية.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version