الرئيس ابومازن … كلمة السر ومفتاح الحل…!

في الوقت الذي تتصاعد فيه المواجهة التي يقودها السيد الرئيس محمود عباس “ابو مازن”، في التصدي لحكومة الاحتلال في حرب ادمغة غير مسبوقة في تاريخ الصراع، فاصراره على جر الاحتلال الى المواجهة المباشرة في الساحة الدولية ومقاضاته على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، يعكس عمق وصواب رؤيته في ادارة الصراع. فالمتامل في السياسة الذكية التي ينتهجها الرئيس يتأكد له حجم الفائدة المكتسبة على المدى الاستراتيجي البعيد، فالاعترافات الدولية بدولة فلسطين لم تكن جزافا، اذ لم يستفق الضمير العالمي فجأة ليصحو من غيبوبته التي دامت 66عاما دون ان يحرك ساكنا سوى التعامل مع المسالة الفلسطينية كمسالة انسانية ليس إلا…!.
وللامانة، هذه السياسة لم تأت بضغطة زر، كما يظن البعض ممن يحلو لهم المزاودة على السيد الرئيس، اذ يمكن لنا ملاحظة مدى التطور الذي حل بالقضية الفلسطينية بعد ترقية فلسطين الى دولة “عضو مراقب” نوفمبر2012. طبعا هذا الحشد والتعاطف العالمي لم يأت من فراغ، يجب ان لا ننسى الجهد الخارق الذي قامت وتقوم به حركة فتح ووزارة الخارجية على صعيد الحراك الدولي والدبلوماسي، ولكن هذا ايضا لم يكن ليحدث بدون توجيهات الرئيس.
ان المصداقية التي يتمتع بها وشفافيته واصراره وصراحته في التعاطي مع كافة الملفات والقضايا الداخلية قبل الخارجية، “فالجميع دون استثناء له تجربة مباشرة مع الرجل”، العدو قبل الصديق يشهد بذلك. ومع هذا ازدادت المؤامرات عليه من كل حدب وصوب، وما اكثر المتامرين. لقد حذرت في مقالة لي، نشرت في الاهرام المصري منذ عام، بعنوان: “على اعتاب غزة تسقط المؤامرات”، ذكرت فيها “أننا امام اعادة انتاج نفس السيناريو الذي جرى مع الزعيم الراحل ياسر عرفات في مؤامرة اسقاطه، نفس الامر يتكرر مع الرئيس عباس، لكن خيوط المؤامرة اخطر هذه المرة”.
وليس ذلك فحسب، بل تجعلنا نفكر جديا في انعكاسات الهجوم المشبوه بين الفينة والاخرى على شخص الرئيس وحركة فتح، من قبل اولئك الذين يزعمون انهم وطنيون!، ولا اظن انهم كذلك!. لقد استطاع الرئيس بسياسته الهادئة تحطيم الجدار الدولي الذي تحصن خلفه الاحتلال طيلة العقود الماضية، واكثر من ذلك، لقد استطاع تحويل هذا الجدار ليكون رافضا لطغيان الاحتلال، وبكل تأكيد هناك تحول كبير في المواقف الدولية وتحديدا الاوروبية، من المساند والداعم التاريخي لاسرائيل، الى متعاطف ثم مساند للحقوق الفلسطينية.
ونحن هنا على اعتاب مرحلة جديدة من المواجهة عنوانها العمل على عزل الاحتلال او مقاطعته دبلوماسيا او اقتصاديا او غير ذلك. من هنا شعرت اسرائيل بالخطر الحقيقي على مستقبلها ووجودها، اذ ان اغلب دبلوماسييها في العالم وصفوا الحراك الفلسطيني بتسونامي، فبعضهم اصابه اكتئاب لشعوره بالعزلة، والبعض تم توبيخه واخرين طردوا وغير ذلك، لذلك نلحظ العديد من قادة الاحتلال ينعتون الرئيس ابومازن “بالارهاب الدبلوماسي”، واعتبره البعض بالرجل الاخطر على اسرائيل منذ نشأتها، وبعضهم طالب بالقضاء عليه.
اذن، حياة الرئيس ابومازن في خطر لا لشئ سوى- لانه “رجل بأمَّة”- لانه حمل الامانة رغم ثقلها- لانه اصر ويصر على احياء الهوية الوطنية، واستكمال المشروع الوطني- لانه مصمم على بناء مؤسسات الدولة- لانه واجه بكل ثقله الفساد- لانه كرس جهده في استنهاض حركة فتح وعقد مؤتمراتها واطرها رغم كل المعيقات الداخلية والخارجية- وفصل تماما بين مؤسسات السلطة الرسمية والمؤسسات الحزبية بما فيها فتح. كل هذا يعني انه اقترب من الخطوط الحمراء في تهديد المصالح الاستراتيجية والحيوية لاسرائيل وحليفها الاستراتيجي امريكا. وهو امر لايروق لهم، لهذا نرى كيف يتعرض الرئيس لضعوط وتهديدات امريكية واسرائيلية من جهة، ثم هجوم من اولئك الذين مزقوا خارطة الوطن لحساب الغير، بالاضافة الى اولئك المتسلقين الذين قفزوا في الهواء باعتقادهم انهم سينالون من السيد الرئيس.
اذن لا عجب من تآمر هؤلاء وتساوقهم مع الاحتلال، ومهما تكالب المتامرون الا ان الرجل مؤمنا بان كل هذا سيذهب جفاء، ولديه ثقة كبيرة بالله لانه على حق. ولذلك، اقول لاولئك الذين تبعثرت اهدافهم بعيدا عن ألهم الوطني. “إن الوقوف في خندق الاحتلال او الاستقواء بالخارج لن يجلب على اصحابه الا العار، فارادة الشعوب لاتعترف بالعملات الاجنبية، وكذلك ارادة شعب فلسطين ليست بورصة!.. ولن تشترى لا بالمليارات ولا حتى براميل الذهب، “فالرئيس ابومازن هو كلمة السر ومفتاح الحل لكافة المعادلات “السياسية والوطنية والامنية والتنظيمية”.

كتب د.أسامه شعت – استاذ العلوم السياسية المساعد.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version