المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

السعودية: زيارة وفد حماس «لا حس ولا خبر».. وزيارة جعجع «يامرحبا..مرحبا»

لم يعط السعوديون ـ كعادتهم ـ أي معلومات بشان زيارة وفد حركة حماس برئاسة زعيمها خالد مشعل إلى السعودية قبل اسبوع ،حتى ان وكالة الانباء السعودية الرسمية لم ترد اي خبرعن زيارة «حماس « اوعن لقاء الملك سلمان او أي من المسؤولين السعوديين بوفدها خلال الزيارة التي استغرقت ثلاثة ايام.
واذا كان الإعلام السعودي الرسمي والصحف السعودية لا تنشر، بالعادة، أي خبر رسمي لاتاتيها التعليمات بنشره ،فان الإعلام المحسوب على السعودية ـ قنوات تلفازية وصحفا ايضا ـ لم ينشر أي خبر عن الزيارة «الهامة « لوفد الحركة والتي حازت على اهتمام سياسي وإعلامي «غير سعودي» كبير.
مقابل ذلك نلاحظ ان زيارة قائد القوات اللبنانية سمير جعجع إلى السعودية يومي الاحد والاثنين الماضيين حازت على الاهتمام الإعلامي السعودي الرسمي وغير الرسمي، وكانت اخبار زيارته تبث على طريقة «يامرحبا..يامرحبا» فلاحظنا ان وكالة الانباء السعودية أوردت بشكل رسمي خبر لقاء الملك سلمان بقائد القوات اللبنانيه بحضور ولي ولي العهد الامير محمد بن سلمان وعدد اخر من الوزراء والمسؤولين السعوديين من بينهم رئيس الاستخبارات الفريق خالد الحميدان، وكذلك اهتم الإعلام بخبر اجتماع ولي ولي العهد وزير الدفاع بـ «سمير جعجع «بحضور وزير الخارجية ورئيس الاستخبارات.
ولوحظ عدم حضور زعيم تيار المستقبل سعج الحريري هذه اللقاءات كما جرت العادة في السابق الإعلام الرسمي اكتفى بان اللقاءات مع «جعجع» تناولت الاوضاع على الساحة اللبنانية دون اعطاء تفاصيل. ويبدو ان السعودية تركت التعليق على نتائج زيارة جعجع و«اهميتها للإعلام التابع للقوات اللبنانية ولتحالف 14 اذار. والإعلام غير الرسمي فتح صفحات صحفه وبرامج قنواته التلفازية للزائر اللبناني.
ولكن كان هذا الاهتمام الذي اعطته السعودية عبر إعلامها لزيارة قائد القوات اللبنانيه لها هو رسالة إلى الفرقاء في لبنان وفي غير لبنان، بان الرياض اصبحت ترى في جعجع الحليف المسيحي الرئيسي لها في لبنان، لذا فانه ليس من المستبعد ان تعمل الرياض على دعم القوات اللبنانية ماليا وسياسيا لكي تصبح الفريق المسيحي الاقوى في لبنان والذي من الممكن ان يتصدى لحزب الله ولحلفائه المسيحيين الاخرين. وهذا ماجعل رئيس جهاز الإعلام والتواصل في القوات اللبنانية ملحم الرياشي بان يصف لقاء العاهل السعودي وجعجع بأنه «لقاء الحزم».
على صعيد زيارة وفد حركة حماس للسعودية التي لم يتعاط معها الإعلام السعودي لا خبرا ولاتعليقا نلاحظ ان الاخبار «المتحفظة» حول الزيارة جاءت من حركة «حماس» نفسها ولم تكن بها معلومات وافية مما جعل «التكهنات والاكاذيب» تدور بكثرة حولها ،ووصلت إلى حد ان وكالة انباء «فارس» الإيرانية المناهضة للعرب زعمت كذبا ـ كعادتها ـ بان حماس وعدت بارسال 700 مقاتل من الحركة للمشاركة بحرب اليمن ،وهو الخبر الذي سارعت «حماس» لنفيه. وكان من اغرب ماكتب حول هذه الزيارة مانسبته جريدة مصرية ـ مؤيدة للنظام ـ إلى مصادر في جماعة الاخوان المسلمين من ان خالد مشعل وسط الملك سلمان لعدم اعدام الرئيس المصري المعزول محمد مرسي.
ويمكن القول ان «عدم الاهتمام» الإعلامي السعودي بخبر زيارة وفد حماس إلى مكة المكرمة ولقائه بالملك سلمان لا يعني ان الزيارة لم تكن هامة للمملكة ولحماس، ولولم تكن كذلك لما وافقت اساسا على الزيارة.
وسبق ان رفضت الرياض طلبا لزيارة المملكة للمسؤول الفلسطيني السابق محمد دحلان الذي يعمل الآن مستشارا أمنيا في ابوظبي، وكانت تربطه علاقات تعاون مع رئيس الاستخبارات السعودية الاسبق الامير بندر بن سلطان رغم انه كان يريد ان ياتي «للعزاء» بالملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز.
ولكن الرياض تعودت ان تبقي اخبار مثل هذه الزيارات لها «طي الكتمان» وتجعل المراقبين يتكهنون ويحللون على هواهم حول مثل هذه الزيارات.
ومن هنا كل اخذ يدلو بدلوه حول اسباب زيارة وفد حماس للسعودية فمن قائل انها تعبر عن عودة العلاقات السعودية مع الاخوان المسلمين،ومنهم من قال انها تأتي في اطار سعي السعودية لابعاد «حماس «عن طهران والسعي لبناء «تحالف سني «ضد إيران وحزب الله.
وكتب احدهم «ويرى مراقبون أن السعودية تعمل على استيعاب حماس، في الوقت الذي تتخوف فيه منطقة الخليج من المدّ الشيعي في المنطقة العربية، ما دفع الملك سلمان إلى العمل على توحيد السنّة ضدّ الشيعة، وأن دول الخليج من حقها الدفاع عن مصالحها في باب المندب والبحر الأحمر». ومنهم من قال انها في اطار وساطة للاصلاح بين حركة حماس والنظام المصري.
ولوحظ ان حركة حماس التزمت الصمت ازاء كل هذه التحليلات لعدة ايام إلى ان اصدر القيادي في حركة حماس والذي شارك في الزيارة إلى السعودية بيانا نفى فيه «التسريبات والأنباء، التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام، حول مجريات وتفاصيل زيارة وفد من قيادة «حماس» إلى السعودية قبل أيام».
قال موسى أبو مرزوق، القيادي في حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، إن الحركة ستحافظ على علاقات مع جميع الأطراف رغم تباين تلك الأطراف ،وأضاف أبو مرزوق في بيان اول امس الاثنين، أن «حركة حماس ستحافظ على علاقات مع الجميع، رغم تباين الأطراف، وستبقى فلسطين جامعة للأمة، وللأحرار في العالم، وستبقى المقاومة رافعة لمن يسندها، ويقف معها، وستبقى بوصلة حماس متجهة نحو تحرير فلسطين.
ونفى أبو مرزوق التسريبات، والأنباء، التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام، حول مجريات وتفاصيل زيارة وفد من قيادة «حماس» إلى السعودية قبل أيام، بالقول: إن «التسريبات حول زيارة قيادة حماس للسعودية، هي من نسج الجهالة، فمن سمّاها تسريبات يجهل طبيعة التغيرات الكبيرة في المنطقة، ويقصد التشهير بالحركة، وخلط الأوراق، حتى لا ترى الناس حقيقة الأمور على أرض الواقع، وحجم التغيرات التي حدثت».
وهذا يعني ان وراء الزيارة اشياء قد تكون «اكبر» مما قيل ولكن النتائج تحتاج إلى وقت لظهورها.

«القدس العربي» – سليمان نمر

Exit mobile version