هل بالفعل ورطوك وتخلّو عنك يا بهاء ياسين ؟! أعتقد جازماً – ومؤكد أنك عرفت ذلك لاحقاً !! – بأنك ستعود لكن حينما تهدأ الضجة وحجم الفضيحة بحقك وبحق الذين أمروك وورطوك في هذا الفعل أيها الوطني المزعوم !! . ثم ليس مطلوباً منك الاعتذار يا بهاء ياسين , بل قول حقيقة الأمر بخصوص الذين ورطوك في الرسم وظهر لهم مدى قبح الفعل بحد ذاته .. وكشف علاقة الرسم أيضاً بدوافع حرب الصيف الماضي بعد حرق الطفل أبو خضير !! حينما كانت آراء تتحدث عن أسباب الاستمرار في هذه الحرب المدمرة دون استجابة لأحد إلا بعد البدء بقصف أحياء شبه كاملة وتدمير أبراج.
ولا ننسى الردود الرسمية وغير الرسمية منكم آنذاك : ” وهل حرق طفل شيء بالقليل ؟! ” وأين كرامة شعبنا إذا قبلنا بذلك ؟! ” وطبعا لا يختلف أحد بطبيعة الحال على كلام كهذا رغم ما حصل من دمار لثلث القطاع وقتل مئات الأطفال منذ بداية حرب الضيف الماضي !! . أمّا همجية الاحتلال ووحشيته في العقاب لا تحتاج لدليل أو شهادة من أحد . فلا تتذاكوا على الشعب بخصوص سبب استمراركم في الحرب لمدة 51 يوما دون استجابة أو تقييم للموقف لأن الأمر كان ببساطة له علاقة بخروج حماس من مآزقها المختلفة في تلك المرحلة , ثم السعي نحو تحسين علاقتها بمصر باعتبار حماس شريكة مع مصر في الحدود – والكثير يدرك معنى القول – .
هذا الأمور تعبر وتؤكد بوضوح ما قلناه ونقوله منذ زمن طويل بأنهم خارج المنظومة الفلسطينية بالكامل ، ليس فقط بسبب أن الرسم مسيء للصورة الفلسطينية، ولكن بسبب أن فكرهم وتصورهم قائم بطبيعته على عدم إيمانهم بالآخر نهائياً مهما كان هذا الآخر !! كما تؤكد مدى الأفكار العمياء التي لا ترى شيئاً إلا ذاتها ولا تؤمن ولا تهتم بشيء إلا ما يوافق فكرها , وتشبه تماماً الذي يقوم بقطع إصبعه اليسرى نكاية باليمنى .. فمن يعتقد أننا لسنا كلنا في الهموم والآلام سواء , وبأن الضفة الغربية معزولة عن قطاع غزة على أي شكل وعلى أي مستوى , فهو يساهم في هذا العزل سواء أدرك ذلك أم لم يدركه ! .