–مصر بهذا الإنجاز تقدم للإنسانية هدية كبيرة تسهم في التنمية والبناء
–القناة الجديدة خطوة من ألف خطوة مطلوب من المصريين أن يخطوها
افتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بعد ظهر اليوم الخميس، قناة السويس الجديدة، وذلك في منصة الاحتفالات الرئيسية في مدينة الإسماعيلية، بمشاركة رئيس دولة فلسطين محمود عباس، وملوك ورؤساء، وقادة قدموا من 30 دولة، وكذلك وفود دبلوماسية وسياسية جاءت من 120 دولة.
ورافق الرئيس عباس في هذا الاحتفال القائم بأعمال أمين سر اللجنة التنفيذية صائب عريقات، ووزير الخارجية رياض المالكي، والمستشار الدبلوماسي للرئيس مجدي الخالدي، وسفير دولة فلسطين لدى مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية جمال الشوبكي.
كما شارك في الاحتفالية رئيس مصر السابق المستشار عدلي منصور، وأبرز قادة الأحزاب السياسية المصرية، وعدد من رؤساء وزراء مصر السابقين.
ورحب السيسي في كلمته بهذه المناسبة، بالحضور وأصدقاء مصر الأوفياء الذين جاءوا لمشاركة هذا الشعب الاحتفال بهذا الانجاز العظيم.
وتابع السيسي: الشعب المصري أنجز قناة السويس الجديدة خلال عام وبظروف صعبة اقتصاديا وأمنيا، مع محاولات الجماعات المتطرفة ‘الذين أطلق عليهم أهل الشر’ لإعاقة العمل، ونشر القتل، ونحن سنواصل العمل على مكافحة الارهاب وسننتصر على هذه الجماعات بلا شك.
وقال: إننا بهذا الانجاز نهدي العالم شريانا إضافيا للرخاء وتيسير حركة التجارة الدولية، فقناة السويس الجديدة ليست فقط عمل هندسي، بل هناك عمل جديد يجب التوقف عنده، وهو أن المصريين أصبح عندهم مزيد من الثقة والأمل، وما تم إنجازه قوبل بفرحة عارمة، وهذه الفرحة تظهر رغبتهم في إثبات أنهم قادرين على الانجاز.
وأضاف السيسي: إن قناة السويس هذه خطوة واحدة من ألف خطوة مطلوب من المصريين أن يخطوها، ولا يمكن أبدا أن ينال أحد من مصر طالما أن الشعب المصري كتلة واحدة ويد واحدة.
وأردف: إن مصر ستبقى ملتقى الحضارة والثقافة دائما كما كانت دائما على مدار التاريخ، وافتتاح قناتنا الجديدة اليوم هو جزء من مشروع كبير يسعى إلى تنمية منطقة قناة السويس، وصولا لإقامة منطقة اقتصادية عالمية تسعى لتعزيز التبادل التجاري بين مصر ومختلف دول العالم.
وقال: مصر دولة عظيمة لها حضارة ممتدة منذ 7 آلاف سنة، وهناك دول عديدة تدرس الحضارة المصرية، ومصر قبل 7 آلاف سنة أقامت قيما ومبادئ وأخلاقيات تناغمت مع الديانات السماوية.
وذكر أن يوجه خطابه لكل المصريين وليس للمثقفين فقط، مضيفا: المصريون لهم الأولوية الكاملة بالنسبة لي، وأقول لأبناء شعبي إن مصر بهذا الإنجاز تقدم للإنسانية هدية كبيرة تسهم في التنمية والبناء.
وتابع السيسي: سيذكر التاريخ لمصر بأنها تصدت لأخطر فكر ارهابي لجماعات لو تمكنت من الأرض لحرقتها، والمصريون هم من تصدوا لهذا الفكر ليقدموا السماحة الحقيقية للإسلام والمسلمين، وليقدموا التنمية والرخاء للإنسانية وليس القتل والتدمير، ومصر هي من عملت على تجديد الخطاب الديني، قد يكون هذا ليس محسوسا حاليا ولكن سيكون أكثر وضوحا خلال السنوات المقبلة.
وحيا الرئيس المصري الشهداء من أفراد الجيش والشرطة، موضحا أنهم ضحوا ليس من أجل مصر فقط، بل من أجل العالم أجمع.
وأثناء القاء الرئيس السيسي خطابه عبرت أول سفينة حاويات المجرى الملاحي لقناة السويس الجديدة وأطلقت صافراتها تحية للرئيس السيسي وضيوفه الكرام.
وفي ختام خطابه، قال الرئيس المصري إنني أعلن بدء التشغيل الفعلي لقناة السويس الجديدة هدية مصر إلى العالم.
من جانبه، استعرض رئيس قناة السويس الفريق مهاب مميش في كلمته بهذه المناسبة الجهود التي قامت بها طواقم العمل لإنجاز هذه القناة.
وقال: ها هو الشعب المصري البطل بهذا الانجاز يعيد التاريخ من جديد من أجل بناء الوطن ومن أجل مستقبل أبنائه ومن أجل مستقبل شعوب العالم، فهذه القناة دليل على قدرة المصريين على الإنجاز.
وذكر الفريق مميش أن انجاز المشروع خلال عام يظهر قدرة المصريين على العطاء، بإنجاز هذا المشروع العملاق وأحد أبرز المشاريع خلال القرن الحادي والعشرين.
وقبيل القاء الرئيس السيسي كلمته بهذه المناسبة، تم عرص فيلم وثائقي عرض مسيرة حفر القناة، مبرزا الفوائد التي تعود على مصر بفضل هذه القناة على الصعيدين الاقتصادي والملاحي.
وقبل ذلك استقل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مرتديًا الزي العسكري وبصحبته رئيس هيئة قناة السويس، وممثلين لمختلف فئات الشعب المصري، يخت «محروسة» التاريخي تمهيدًا لإطلاق إشارة البدء لتشغيل القناة الجديدة.
وقدمت القوات الجوية المصرية عروضًا جوية في سماء القناة بمشاركة طائرات الرافال وإف 16.
كما قام الرئيس المصري قبل انطلاق الحفل الرسمي للافتتاح بتحية الجماهير التي اصطفت على ضفة القناة خلال سير يخت محروسة الذي رافقته الفرقاطة «تحيا مصر» وعدد من القطع البحرية وبتغطية جوية، كما قدمت محافظات مصر عروضًا فنية عكست التراث الشعبي لكل محافظة في لوحة فنية غنية بمعاني الأصالة امتزجت بالفرح.
وقد شقت مصر مجرا ملاحيا جديدا بمحاذاة المجرى الملاحي القديم بطول 35 كيلومترا، مع أعمال توسعة تقدر بنحو 37 كيلومترا في الممر الملاحي القديم، في مشروع أسمته ‘قناة السويس الجديدة’.
ووفق المخطط الذي أقيمت القناة الجديدة بموجبه سيتم استثمار الأراضي المتاخمة لمجرى القناة، في إقامة مصانع ومناطق لوجستية، ويتوزع المشروع بين مدن القناة الثلاث ‘الإسماعيلية’ و’السويس’ و’ بورسعيد’، فضلا عن أجزاء من محافظتي شمال وجنوب سيناء.
ويهدف المشروع إلى تلافي المشكلات القديمة لقناة السويس من توقف قافلة الشمال لمدة تزيد عن 11 ساعة في منطقة البحيرات المرة، ويسمح باستيعاب قناة السويس للسفن العملاقة بغاطس 65 قدم بتكلفة بلغت 4 مليار دولار أميركي، ما يساهم في زيادة دخل القناة مستقبلاً بنسبة 259%.
وقد تمت عمليات الحفر من خلال الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، والتي استعانت بـ17 شركة وطنية مدنية عملت تحت إشرافها.