المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

إلا الحماقة أعيت من يداويها

لحركة حماس بعض قيادات، سيردونها التهلكة لا محالة، إن عاجلا أو آجلا، لجهالة لا وصف لها، ولأوهام يعاقرونها لا تعرف أرضا ولا حقيقة، ولسياسة لا تدرك واقعا، ولا رؤية لها، بلسان لهم لا يعرف شيئا، لا عن العفة، ولا عن الصواب والمصداقية، ولا شيء بالطبع عن الجملة الوطنية، هم ضيوف المواقع الالكترونية الصفراء، وفضائيات الفتنة دائما، ثقلاء بحضورهم وصورتهم، وتكرار كلماتهم ذاتها، كلمات الخطاب الاقصائي والسلطوي في رغباته المستحيلة..!!

اكثر من يصفق لهؤلاء، زعيم حزب ” اسرائيل بيتنا ” اليميني المتطرف افيغدور ليبرمان، كونهم باتوا لا يرددون في كل مقابلة في تلك الفضائيات غير ما يطالب به ليبرمان : التخلص من الرئيس ابو مازن ..!! وكأنهم بمثل هذه المطالبة، وهي الاسرائيلية اولا وتماما، يقدمون اوراق اعتمادهم لهذا اليمين المتطرف، كبدائل بوسعها التفاهم مع ما يريد هذا اليمين من دمار للمشروع الوطني، لقاء هدنة تطول من اجل التحكم بسلطة الامارة ودوامها ..!!

وفي الوقت الذي لا يدع فيه الرئيس ابو مازن مناسبة إلا يؤكد فيها على ضرورة الوحدة الوطنية، وانهاء الانقسام، لتعزيز مسيرة التحرر الوطني لدحر الاحتلال واقامة دولة فلسطين الحرة المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية، في هذا الوقت بالذات يواصل أولئك ” القادة من حركة حماس، خطاب الفرقة والفتنة، تحت شعارات لم تعد ذات معنى، ولا ذات محتوى، وبتخليق ذرائع واهية، وبادعاءات ” مقاومة ” لم تعد موجودة حتى بغاياتها الاستعراضية، وكل ذلك للتحريض على السلطة الوطنية، لا التحريض على الاحتلال ..!!

أكثر من ذلك لا تخجل هذه ” القيادات ” من صحف لها، تنشر رسوما تطعن بشرف الماجدات في المحافظات الشمالية التي يسمونها ” الضفة ” ويطالبونها حتى مع هذا الطعن البشع بانتفاضة (…!! ) في وقت هي،عبر المقاومة الشعبية، في اشتباك يومي مع الاحتلال ومستوطنية .

ولماذا لا تدعم ” مقاومة ” هؤلاء القادة، هذا الاشتباك، بعملياتها الصاروخية من هناك ..؟؟ لماذا هذه الاستذة الثورجية، وهذا التعالي المعيب، بل الوقح، على من يواجه في كل لحظة، عربدة الاحتلال ومستوطنيه المجرمين، ويدفع الثمن من دم فتيانه وفتياته، شبابه ورجاله ونسائه، وحتى الرضع من ابنائه، وهذا ” سعد ” الوالد قد لحق بولده الرضيع “علي ” و ” دوما ” متشحة كلها بالسواد، لكنه سواد الحزن النبيل، حزن الاصرار على التحدي والصمود، وقد باتت المحرقة هناك مزارا للتأكيد على هذه الحقيقة، ومن أجل ألا ننسى حتى القصاص العادل.

لا نشك ان اي دعم من أولئك الذين يواصلون الهذرفة من على شاشة فضائية الفتنة، لن يكون، لأن شغلهم الشاغل،ليس المقاومة، بل السعي المحموم للهدنة طويلة الامد مع الاحتلال، والتي لن تكون بغير تنسيق امني يحفظ حدود الهدنة ويبقي عليها .

حقا لحركة حماس قادة سيردونها التهلكة لا محالة، اذا ما ظلوا في مواقعهم وعلاقاتهم التمويلية التي تتنقل من عاصمة لأخرى، وبحماقة اوهام لا دواء لها حقا .

كتب رئيس تحرير الحياة الجديدة – محمود ابو الهيجا

Exit mobile version