الرد على مغالطات أحمد يوسف

يعترف أحمد يوسف احد قيادات حركة حماس وهو يعطي وصفا حول تطور حركة حماس لبلوغ أهدافها يعترف ان هدف الاسلاميين هو استثمار اية فرصة من اجل الوصول الى مواقع متقدمة في السلطة عبر صناديق الاقتراع، ويصف يوسف المراحل التي مرت بها حماس من حيث عملياتها العسكرية ضد اسرائيل والالتفاف الجماهيري حولها الذي مكنها من الفوز بالانتخابات التشريعية الفلسطينية التي جرت عام 2006 ووصولا الى السيطرة على البلديات ومجالس الطلبة في الجامعات. وتحدث عن الوضع السياسي والمعيقات التي تحول دون تحقيق حالة من الانسجام وتحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام بعد احداث غزة الدامية عام 2007.
وشن احمد يوسف هجوما على اتفاقية اوسلو واعتبرها اتفاقية امنية خرجت اسرائيل منتصرة فيها مع ان يوسف وقع في تناقضات هنا حيث ان هذه الاتفاقية لم تكن امنية البتة وكان من المفترض ان تكون وحسب الاتفاق بداية للوصول الى تسوية شاملة وإقامة دولة فلسطينية لكن العربدة الاسرائيلية وقفت امام احراز اي تقدم في العملية السلمية ويعترف العالم بان اسرائيل تسببت في وأد عملية السلام.
عمليات حماس لم ذات طابع وطني او تحرري بل كانت ذات طابع سياسي وتهدف الى احراج القيادة الفلسطينية في الساحة الدولية بعد التزام القيادة بأدبيات السلام والمقاومة الشعبية وكانت حماس تبحث عن موطئ قدم لها يساعدها على تثبيت نفسها على الساحة المحلية الاقليمية والدولية وطرح نفسها بديلا لمنظمة التحرير الفلسطينية. وظل شعبنا الفلسطيني يجهل مشاريع حماس واستراتيجياتها الى ان اعترف احمد يوسف بان حماس انبثقت من رحم الاخوان المسلمين الذين خلت ادبياتهم من اي ذكر للقضية الفلسطينية .
على حماس عدم المبالغة كثيرا في فوزها في الانتخابات التشريعية التي جرت عام 2006، والتي تتخذ منها حماس دليلا على شرعيتها وإلغاء دور الاخرين حيث تعتبرها حماس المحطة التي احدثت تحولات في القضية الفلسطينية وانتقلت الشرعية بموجبها الى حركة حماس. ان نتيجة الانتخابات التشريعية فرضتها اسباب داخلية في حركة فتح وما دار داخل الحركة من عك ولد ردات فعل لدى الغالبية من ابناء حركة فتح وعملوا ضد قناعاتهم، فمنهم من استنكف عن الذهاب الى صندوق الاقتراع ومنهم من ادلى بصوته لصالح حماس نكاية بقيادة حركة فتح.
حماس لم تخفق في اقامة شراكة سياسية كما يدعي احمد يوسف بل انها لم تسعى اليها لعدم ايمانها بهذا النوع من العلاقة السياسية حيث تقوم استراتيجيتهم على اقصاء الاخرين وتهميشهم وليس اعطاءهم دورا في ممارسة الحكم، وهذا واضح جدا من خلال تجربتهم في غزة حيث ان حماس لم تسمح لبعض التيارات السياسية هناك من القيام بنشاطاتها الحزبية وإبداء اراءها في اية قضية كانت بل كانت حماس تحارب هذه الظاهرة من خلال الملاحقة والاعتقال.
ويعترف احمد يوسف بان احداث (2007) (اي الانقلاب الذي قامت به حماس على الشرعية) يعترف بأنها احداث مأساوية لكنها فرضتها اجندة مختلفة محلية وإقليمية ودولية،ولكنه ايضا يعترف بان الكل اسهم في هذه الاحداث وفي تسميم الاجواء التي ادت الى الانفجار الدامي وهذا اعتراف بضلوع حركة حماس في هذا المشهد الذي احدث زلزالاً لا زالت آثاره ماثلة حتى الان وتداعياته تفرض نفسها على القضية الفلسطينية وما خلفه انقلاب حماس من انقسام وبقيت امكانية معالجته مستعصية وانعدمت كافة الفرص لإعادة توحيد شطري الوطن بسبب تعنت حماس في مواقفها.
ان تراجع المكانة الدولية للقضية الفلسطينية تتحمل حماس الجزء الاكبر منه بسبب مواقفها السياسية المشككة في التمثيل الفلسطيني الذي تتزعمه منظمة التحرير وبسبب اصراها على ابقاء حالة الانقسام قائمه وكان الامر يختلف كثيرا لو ذهبت القيادة الفلسطينية الى المجتمع الدولي ومطالبته بوضع حد عاجل للاحتلال الاسرائيلي لو كانت القيادة مسلحة بالوحدة الوطنية وبإجماع وطني على خطواتها.
ان حماس كمن يحاول وضع العقدة في المنشار واشتراطاتها التي لا معنى لها لإصلاح منظمة التحرير الفلسطينية فهي لا تريد الالتزام بميثاق منظمة التحرير ولا ببرنامجها السياسي ولا هي راغبة باجراْ انتخابات بل تريد الاستمرار في مواقفها من اجل اضعاف القيادة الفلسطينية.

كتب مركز الإعلام

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version