رحل نور الشريف احد ابرز نجوم المرحلة المعاصرة التي كانت همزة وصل بين الجيل القديم والحالي، وتميز نور بقدرته على اداء الادوار الصعبة والمعقدة وطرقه كل فنون التمثيل الكوميدي والدراما والمسرحي والسينمائي والتلفزيوني، وقد زرته في منزله بمنطقة 6 اكتوبر قبل سنوات بعد ان طلب مني بعض الدراسات والكتب حول الحركة الصهيونية لأنه كان يستعد لأحد المسلسلات، ولنا صديق مشترك وهو الخليلي اسعد الشريف المقيم في القاهرة وكان الاثنان لا ينسيان قط تعزية فلسطينيين عندما يرحل احد معارفهم ويرسلان تعزية لنشرها في الصحيفة. وقد ضحك الراحل طويلا عندما سردت كيف ان شابا من الخليل وسكان القدس زارني في مكتبي ليقول انه اخ غير شقيق لنور الشريف او محمد جابر وان نور كان نتاج زواج والده في مصر لكنه ترك مصر وعاد وتزوج من والدته وقال بإصرار انظر الي الا اشبه نور الشريف؟ وبالفعل كان الشبه كبيرا. لكن نور قال عندما رويت له الحكاية انه فلسطيني بالانتماء للقضية التي يدافع عنها دوما في عمله وتصريحاته ونشاطاته السياسية. وادى دور الفنان الخالد ناجي العلي في احد الافلام وبطولة مسرحية القدس يوم آخر، وان كنت تحفظت امامه على قصة فيلم ناجي العلي لأن من كتب القصة جانبه الصواب في بعض الاحداث لكوني كنت شاهدا عليها وتمت صياغتها بطريقة خاطئة. كما اشيع ايضا ان نور هو ابن الشيخ الكويتي جابر العلي وهو ما نفاه نور شخصيا، ربما تكاثرت الشائعات عن اصوله لأن من ربته عمته واعمامه ولم يعرف اباه. لكن نور يبقى مصريا عربيا قوميا ملتزما رحمه الله.
عاش نور لفنه وقدم مئات الاعمال وحاز على كثير من الجوائز لكن برحيله يفقد الوسط الفني احد نجومه او من آخر الرجال المحترمين فنيا، فالجيل الجديد ما زال يتخبط فنيا ولم ينضج، وما زال موجها لشريحة شبابية، فالفن للجميع كما كان وما زال الابيض والأسود سيد الموقف تارة وافلام السبعينيات والثمانينيات فقط.
