المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

التهدئة الحمساوية الإسرائيلية: من يرفض ومن يقبل داخل حماس

أنباء وتسريبات يدعمها الحراك السياسي والدبلوماسي بين حماس والدوحة وتل أبيب وأنقرة وعواصم أخرى، كل ذلك يدلل أن اتفاق الهدنة ينضج على نار هادئة، وأن الإعلان عن قرب التوصل لاتفاق ليس سوى مسألة وقت.
مصادر خاصة “للكرامة برس” قالت, ان خلافات حادة تحدث في السر بين قيادات حركة حماس في الداخل والخارج, ممن يرفضون الإتفاق ويقبلونه.

أضافت المصادر, ان هناك تمرد كبير يقوده عدد من قيادات حماس السياسيين والعسكريين لإفشال إتفاق الهدنة الذي لا يلبي طموحهم أو فك العزلة والحصار عنهم.

وليس واضح تماماً إذا كانت “حماس” قد إتخذت قراراً حازماً بقبول الهدنة”. كما أوضحت المصادر أنه يوجد “خلاف كبير بين قيادة “حماس” في قطر، وعلى رأسها خالد مشعل، وقيادات القسام في قطاع غزة. في كل وقت، تدفع الدوحة وأنقرة الى قبول إتفاق بلير للهدنة”.

قيادات حماس تؤكد قربها لإتفاق الهدنة

رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل قال، إن الاتصالات الخاصة بجهود بعض الوسطاء للتهدئة في قطاع غزة، “تبدو إيجابية، لكنْ حتى الآن لم نصل إلى اتفاق”.
وأوضح مشعل, أن الحديث يدور حول المشاكل الخمس التي يعاني منها القطاع، وهي: الإعمار ورفع الحصار وفتح المعابر، ومشكلة الخمسين ألف موظف، والميناء والمطار، وأخيراً البُنى التحتية من مياه وكهرباء وطرق.
القيادي الحمساوي احمد يوسف كشف الأسبوع الماضي، عن تقدم كبير في المفاوضات غير المباشرة حول التهدئة بين المقاومة والاحتلال، مؤكدًا أنه سيتم الإعلان عن شيء قريبًا.
وأشار يوسف، إن المفاوضات التي قادها توني بلير والتقى خلالها بخالد مشعل في الدوحة، تقوم على أساس وجود عدم تحديد سقف زمني للتهدئة مع الاحتلال، مقابل رفع الحصار عن قطاع غزة بشكل كامل، وإنشاء ممر مالي وفتح المعابر، وربما إنشاء مطار مستقبلا، وفق قوله.
وقال الدكتور عزام تميمي إن المبعوث السابق للجنة الرباعية الدولية طوني بليرـ دعا رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” خالد مشعل لزيارة لندن من اجل بحث التهدئة مع اسرائيل.
وأشار الناطق غير الرسمي باسم حركة “حماس” في اوروبا عزام التميمي ان مشعل لن يذهب للزيارة بسبب طلب من “حماس” لمعرفة تفاصيل الاتفاقية مع اسرائيل.
صلاح البردويل وفي تصريح مقتضب له قبل عدة أيام قال :”أن حماس مستعدة لأن تقدم لإسرائيل هدنة تستمر 10 سنوات”.

سامي أبو زهري، الناطق باسم حماس، أكد بأن حركته عقدت في الأيام الأخيرة عدداً من اللقاءات القيادية مع عدد من الفصائل الفلسطينية شملت كلاً من الجهاد الإسلامي وحركة فتح والجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية والمبادرة الوطنية.

وبين أن اللقاءات تناولت المستجدات السياسية والوضع الفلسطيني الداخلي والمعاناة الفلسطينية، مشيراً إلى أن حركته قدمت شرحاً حول اللقاءات مع الأطراف الأوروبية والدولية ولقاءات توني بلير بشأن التهدئة.
حركة حماس تتجه إلى الموافقة على مقترح تهدئة طويلة مع إسرائيل في قطاع غزة مقابل ميناء بحري عائم.

المقترح الذي طرحته قطر، وتدعمه تركيا بالتعاون مع الأمم المتحدة ودول أوروبية، وجرى نقاشه مع حماس وإسرائيل في الأسبوعين الأخيرين، يقوم على تهدئة طويلة تستمر 5 سنوات قابلة للتجديد، مقابل تخفيف الحصار، وتسريع عملية الإعمار، وإقامة ميناء بحري عائم مراقب من جهات دولية واسرائيل.

لكن الاتفاق إذا ما حدث، سيكون انقلابا على الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين وفد تقوده السلطة الفلسطينية ويضم حماس من جهة، وإسرائيل من جهة ثانية، برعاية مصرية في 26 أغسطس (آب)، ووضع حدا آنذاك، للحرب الدموية على قطاع غزة التي استمرت 50 يوما وخلفت أكثر من 2200 شهيد في قطاع غزة، من بينهم 500 طفل، و250 امرأة، و11 ألف جريح. كما تم تدمير نحو 18 ألف منزل.

وكان يفترض أن يتوج هذا الاتفاق بمباحثات أخرى تهدف إلى التوصل إلى اتفاق تهدئة حقيقي، لكن خلافات بين السلطة وحماس حول المصالحة، وخلافات أخرى بين مصر وحماس والوضع الأمني في مصر، جمد هذه المباحثات.

اراء كتاب ومحللين يستهجنون خطوة حماس

يقول اللواء محمد إبراهيم وكيل المخابرات المصرية السابق في مقال له :”جميع التهدئات السابقة لم تخرج عن أطر خمسة, أولها أن جميعها تمت بوساطة وجهد مصرى مضن تحملت مصر خلاله ما لا تستطيع أى دولة تحمله, وثانيها أنها أوقفت الاعتداءات الإسرائيلية العسكرية الشرسة على سكان قطاع غزة وأنقذتهم من تدمير أكثر كانت نتائجه يمكن أن تكون أسوأ مما وصلت إليه حال قطاع غزة فى كل المجالات”.
ويضيف إبراهيم: “وثالثها أن جميع اتفاقات التهدئة لم تشهد توقيعاً عليها من أى طرف سواء مصر أو إسرائيل أو السلطة الفلسطينية أو حماس أو الفصائل الفلسطينية وإنما كانت مجرد أوراق تم تبادلها والموافقة عليها شفاهة وشملت تحديداً لوقف العمليات من الجانبين وساعة الصفر وبعض إجراءات محددة تقوم بها إسرائيل لتسهيل الحياة على سكان القطاع, ورابعها أن هذه الاتفاقات لم ترتب أى آثار سياسية من أى نوع على الموقف الفلسطينى ككل, وخامسها أن التهدئة الأخيرة (أغسطس 2014) تمت بين إسرائيل ووفد يمثل جميع الفصائل الفلسطينية برئاسة حركة فتح , فى حين أن التهدئات السابقة كانت تتم مع وفد يمثل حركتى حماس والجهاد فقط”.

المواطن أحمد عكيلة يقول :”ما نحتاجه قيادة صادقة تتحلى بالإخلاص لا الإتقان في فن الشراء والبيع والمتاجرة بجراحات الشعوب وعنائها وشتاتها ولجوئها”.

أما الناشط سليم عودة أشار بإستغراب: “أن السلطة الوطنية الفلسطينية عندما جاءت باتفاق أوسلو , صار ياسر عرفات والقيادة الفلسطينية خون وعملاء بنظر حماس , فماذا تفعل حماس الآن , رغم أن اتفاق أوسلو أرقى ملايين المرات من هذا السم الذي يقطع أوصال الوطن , ثم أن اتفاق حماس سري بين فصيل فلسطيني وبين دولة الاحتلال , وأما اتفاق أوسلو فكان بمشاركة كل الفصائل وتحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية وبراية العالم , فماذا يمثل توني بلير !! , وماذا تفعل قطر وتركيا ؟!!!! يكفيكم عاراً “.

الصحفي ناصر عطا الله إتفق مع سابقه وقال :”كان بإمكان أوسلو أن يكون نقطة تأسيس لمرحلة من الكرامة والنهوض الوطني خاصة بعد استشهاد الرئيس الراحل أبو عمار ، ولكن البناء على ما بعد كفاحية “لا” للتنازل انحدرنا إلى القاع ,وفقدنا وسائل الخلاص, وللأسف العبر ليست في الاتفاقيات ونصوصها ولكن في شخوصها والمستفيدين منها”.

وكان قد كشف عضو المجلس الثوري لحركة “فتح” حازم أبو شنب، عن أربع مفاوضات سرية تُجرى برعاية عربية و بمعرفة الولايات المتحدة الأمريكية، إحداها مرتبط بمفاوضات تجريها حركة حماس مع “إسرائيل”. ورفض أبو شنب في مقابلة له على قناة “صدى البلد” المصرية اليوم الأربعاء، أن يفصح عن اسم الدولة العربية التي تستضيف تلك المفاوضات، لكنه أكد أن حركته لن تسمح باستمرار واحدة من تلك المفاوضات.
وأوضح أبو شنب ان الاتفاق الأول يجري بين حركة حماس وإسرائيل ومتعلق بمفاوضات على هدنة في قطاع غزة، مشيراً إلى ان المفاوضات اقتربت من الانتهاء. الاتفاق الثاني -الكلام لأبو شنب- حول الملف اليمني، والثالث له علاقة بسورية، والأخير يتعلق بتقسيم المنطقة جغرافيا وعرقيا و مذهبيا، موضحا ان ليس لحركة حماس علاقة بتلك الملفات الثلاثة.

السلطة وفتح يكشفون “مفاوضات” حماس مطالبين بوقفها

هاجم الرئيس محمود عباس، الشهر الماضي، حركة حماس، واتهمها بإجراء مباحثات سرية، قائلا لصحافيين في عمان، بأنه يحمل في سيارته ملفا يحوي محضرا متكاملا عن الاتصالات السرية بين الإسرائيليين وحركة حماس، مضيفا: «إنها اتصالات تحصل في العتمة وبعيدا عن الأضواء، مع أن حماس تستمر في المزاودة على السلطة».
وقال عباس آنذاك، إن «مدخل الاتصالات السرية بين حماس وإسرائيل هو رفات جندي إسرائيلي من أصل إثيوبي موجود في غزة، هي اتصالات تتطور وتناقش إطارا سياسيا». ويوجد لدى حماس رفات جنود إسرائيليين، واتفق على أن يكون ذلك ضمن مفاوضات لاحقة لأي تهدئة.

ووجه المتحدث باسم حركة فتح أسامه القواسمي العديد من الاسئلة لقيادات حماس التي تتفاوض مع اسرائيل حول التهدئه ورفع الحصار المزعومين قائلا: : لماذا الاصرار على ممر بحري نحو العالم كله الا الضفة الفلسطينية؟ ولماذا لم تطرح قضية الممر البري ” الممر الامن ” مع الضفة الفلسطينية قبل كل شيء؟ مع ان وفد منظمة التحرير طرحها وبقوه، وهل قضية غزة قضية انسانية ام انها جزء من الوطن الفلسطيني ، تعاني ما يعانيه من مشاكل انسانية وغيرها ، سببها اولا واخيرا الاحتلال الاسرائيلي؟ أليس الشعب الفلسطيني في المخيمات وفي الضفة وفي كل اماكن تواجده يعاني من اوضاع انسانية بسبب الاحتلال؟
وأوضح القواسمي في حديث صحفي ان اسرائيل ترغب وتريد ان يذهب القطاع للعالم كله ويتصل به دون الضفة الفلسطينية، وذلك تنفيذا لاستراتيجيتها القائمة على الفصل بين الضفة وغزة من جانب وترسيخ احتلالها للضفة الفلسطينية وعلى رأسها القدس الشرقيه، وأن كل من يتعاطى مع هذه الافكار الاسرائيلية يخدم هذا التوجه الاسرائيلي ويساعدهم في احكام سيطرتهم على القدس والضفة الفلسطينية.
وطالب حركة حماس، بوقف تلك المهاترات والمفاوضات مع اسرائيل، ووقف التعامل مع السمسار بلير او غيره من مقاولي الحروب والدمار، اللذين يخدمون مصالح اسرائيل متربحين من معاناة اهلنا وشعبنا في الوطن كله، ومستغلين حالة الانقسام اللذين سعوا اليها وباركوها وعملوا على استدامتها خدمة لاسرائيل ومصالحهم الخاصة، وأن الطريق الى تحسين الاوضاع وتصليب الموقف وقطع الطريق على اسرائيل وسماسرتها يكمن بالوحدة الوطنية الحقيقة التي تعرقلها حماس حتى هذه اللحظه.

يُشار الى أن هناك مباحثات سرية بين “حماس “واسرائيل تهدف للوصول لهدنة طويلة تمتد من 8 – 10 سنوات ورفع الحصار عن غزة.

الكرامة برس

Exit mobile version