لماذا ينفي نتنياهو وجود مفاوضات مع حماس؟

في بداية الاسبوع نفى مكتب رئيس الوزراء نفيا قاطعا وجود أي مفاوضات بين اسرائيل و»حماس» على تسوية لعشر سنوات للوضع بين اسرائيل والقطاع. وقد جاء النفي في اعقاب تصريح موظف في الحكومة التركية تحدث فيه عن «التقدم» في هذه المفاوضات المنفية.
أين الحقيقة؟ في الوسط. المفاوضات قائمة، كل الوقت. المقطع مع نتنياهو هو ما يسمى «مجال النفي». مثلما في المفاوضات مع الفلسطينيين، والتي سار فيها نتنياهو شوطا بعيدا الى اليسار، ولكنه احتفظ بالحق في نفي هذا السير، هكذا ايضا هنا. المفاوضات تديرها محافل سرية، وكون طرفنا لم يلتقِ مباشرة مع رجال «حماس»، بل مع وسطاء، يمكن لبيبي ان يروي لنفسه (وللعالم) بأنه يسير مع ويشعر بلا. الخدعة الاسرائيلية التقليدية. هكذا ايضا في حالة الورقة التي تحققت في لندن بين مبعوث نتنياهو، اسحق مولخو، ومبعوث ابو مازن، حسين آغا. هذا اجمالا هو اقتراح اميركي، قال بيبي بعد ذلك.
اما الاتصالات مع «حماس» فيديرها فريق برئاسة ليئور لوتان. منسق اعمال الحكومة في «المناطق»، اللواء يوآف (فولي) مردخاي، يلعب هناك دورا مهما. محافل المخابرات نشيطة، وكذا «الموساد». وتجري الاتصالات في دول مختلفة في المنطقة، بما فيها الخليج. قطر تلعب دوا نشطاً. وبالتوازي، يتراكض ايضا توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني الاسبق، مع اقتراحات وافكار واوراق من هنا الى هناك. يشعر الطرف الاسرائيلي بأن بلير غير مخول من جهته بشيء، ولكن بلير يتحول ليصبح نوعا من شمعون بيريس البريطاني، ويحاول خلق وثيقة تفاهمات بصياغته هو. وفي هذه الاثناء يقوم بأعمال تجارية لا بأس بها.
على ماذا نتحدث؟ قبل كل شيء، عن «الجرف الصامد». لم يعد احد يتذكر هذا، ولكن حملة «الجرف الصامد» انتهت بمداولات بين اسرائيل و»حماس» في مصر. هناك تقرر، ضمن امور اخرى، ان كل المسائل المهمة مثل الميناء، الاغلاق على غزة وما شابه، تبحث في مفاوضات تجرى لاحقا. إذاً، ها هي تجرى لاحقا. ويضاف الى هذا التطلع الاسرائيلي الى انهاء قضية جثتي مقاتلي الجيش الاسرائيلي (اورون شاؤول، هدار غولدن) ويوجد ايضا «مخطوفان» آخران (أبرا مانغستو ومواطن بدوي) دخلا القطاع ومصيرهما غير واضح.
في «حماس» يسمون مثل هذا النوع من الترتيب موضوعا انسانيا. اما في اسرائيل فيختبئون خلف جثتي المقاتلين. هكذا ينجح نتنياهو في ان يقضي حتى الآن سنوات طويلة في مفاوضات مكثفة مع «حماس»، في واقع الامر لا تجرى، إذ ان بيبي لا يتحدث مع الارهاب، كما هو معروف. ولكن المبعوثين يواصلون الخروج والعودة، وكذا الاتراك في الداخل.

بن كسبيت-معاريف:23/8

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version