هدنة طويلة الامد تبرير لتنازل جديد كتبت تمارا حداد

لا شك ان من عرف اليهود وقرأ تاريخهم علم التصاقهم بالغدر والخيانة وشغفهم بنقض العهود والمواثيق في أي زمان ومكان فلا تلتزم مع القائم على رعاية السلام ولا تلتزم بفك الحصار ودائما تقوم بالتهديد والقتل والحرق وهدم البيوت وتشريد من الديار وتحاصر الشعوب وتعتقل الشرفاء والأحرار وتجعل من يرد الظلم في قائمة الارهاب.فكم مرة عض اليهود يدا امتدت اليهم بالسلام وكم مرة نقض اليهود عهدا وميثاقا.فبعد كل هذا كيف لحركة حماس التي تبنت المقاومة ان تمد يدها لكيان صهيوني لا يعرف السلام ولا عهد ولا ذمة.
فإسرائيل لها اهداف كثيرة في هدنة طويلة الامد مع حركة حماس اولا:تامين على سكانها من افراد المقاومة لحركة حماس.
ثانيا:انهاء المقاومة وتجميدها لفترة طويلة جدا.
ثالثا:تكريس الانقسام الوطني بين الضفة وغزة وعزلهما عن بعضهما وتقسيمهما جغرافيا.
رابعا: سيتسنى لإسرائيل السيطرة على اراضي الضفة الغربية دون عائق ونشر مستوطناتها بشكل سلس .
فتلك الهدنة سيساعد على تحقيق حلمها بإنشاء الحضارة اليهودية وروحها التوراة ولغتها العبرية بأسس رأسمالية وبدعم امريكي وأساسها التطهير العرقي الذي لن تتنازل عنه في ظل سياساتها القمعية الهمجية.
فإسرائيل عندما شعرت بضعفها امام المقاومة سلكت طريق السياسة حتى تستكين وتدس الدسائس وتدير المكائد فهم في كل حالة شر وبلاء على الامم وسوف تعمل لصالحها وليس لصالح المتعاقد معها في الهدنة.
لكن ما هي اهداف حركة حماس؟الاجابة هي فك الحصار عن غزة وفتح ممر مائي وحل الازمة المالية وإعادة تأهيل مطار غزة الدولي وقد تكون اسرائيل اوهمتهم بإنشاء ولاية غزة فكل الاهداف ايجابية فهل تتحقق في ظل شريك ناقض للعهود وبوسيط مبعوث اللجنة الرباعية الدولية طوني بلير ومعروف عنه انه سمسار النفط العربي وتاجر دماء البشر فهو منسق كل مشاريع الحروب في فلسطين والدول العربية فكيف لهذا الرجل بعد كل هذه الصفات ان يكون عين الخير ويمد يد العون لحركة حماس هناك طبخة سياسية ستطبخ على نار هادئة ولمصلحة الكيان الصهيوني.
فهذه الهدنة قد تمتد الى 15 عاما هي تبرير لتنازل جديد للشعب الفلسطيني مثل ما فعلت حركة فتح في اتفاقية اوسلو فتلك الاتفاقية اضاعت الارض والعرض .لا نريد ان تتحول حماس لنقطة انعطاف قد تودي الى حافة الهاوية ولا ان تدخل معرجات مظلمة بعيدة كل البعد عن الصالح العام.
نعم المقاومة نجحت على ارض الواقع ولكن فشلت من الناحية السياسية,ونجحت اسرائيل من الناحية السياسية باختلاق هدنة طويلة الامد لو كانت نية اسرائيل جيدة لماذا لم تضع في بنود الهدنة فتح المعبر بين الضفة وغزة وان تسمح لأهالي غزة للصلاة في القدس ورؤية اقاربهم في الضفة الغربية,اسرائيل لن تسمح بذلك فهي تقصد التقسيم الجغرافي بينهما.
لنستذكر الاية الكريمة وقال تعالى”او كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل اكثرهم لا يؤمنون” فعلينا ان نأخذ بأحداث التاريخ وتقلباته لأخذ الحيطة والحذر في ظل طبيعة اليهود ونقضهم للعهود حتى يتحقق وعد الرسول”لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود,وحتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر والشجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله إلا الغرقد فانه شجر اليهود”
فلا نريد ان تخسر حماس مقاومتها المشرفة من اجل محسوم مائي تتحكم اسرائيل به وتكون عين الشيطان المراقب للبضائع التي ستمر به,نأمل ان حماس لا تنسى هدفها بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 والقدس عاصمة لها وان تتذكر تضحيات الشهداء والأسرى والجرحى وان تشارك الاطياف الفلسطينية في قراراتها وان تتشبث بالثوابت الفلسطينية.
فالذين يروجون للسلام مع اسرائيل هم يعيشون عالم الخيال وليس في عالم الحقيقة لان تاريخ اليهود يثبت حقيقة مفادها ان اسرائيل لا يوقفهم عن مطامعهم صلح ولا يردهم عن غيهم عهد ولا ذمة فمتى ما كانت القوة لهم علوا واستكبروا واحرقوا من سواهم من البشر ومتى ما ضعفوا واستكانوا ودسوا الدسائس ودبروا المكائد في كل احوالهم شر وبلاء على الامم فهل يعي ذلك دعاة الهدنة والمطبعين لهم والمهرولين اليهم .
ويا ليت قومنا يعلمون ثم يعملون!!

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version