المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

بانعدام البديل .. تنقضي المئة يوم الأولى للحكومة وهناك من يريد تغيير نتنياهو لكن من البديل؟

المضمون:( يرى الكاتب انه لا يوجد حقا بديل ليحل محل رئيس الوزراء الحالي الذي هو الاسوأ بين رؤساء وزراء اسرائيل)

يوم ميلاد سعيد، بحظ متعثر. مرت 100 يوم على الحكومة. لم يكتب ولم يقل احد تقريبا «انتهت 100 يوم الرحمة للحكومة». أي رحمة؟ من منح الرحمة لمثل هذه الحكومة السيئة؟
كل وزير يتطاول على نظيره، الكل يحسد ولا يمدح الاخر (باستثناء شاس، المستوطنين والاصوليين، بسبب التعويضات، بما في ذلك التعيينات الغريبة للوزراء ونواب الوزراء، ظاهرا مسبقا وعلى حسابنا) ـ وكلهم يخا ـ فو ـ ن من رئيس الوزراء الذي يشتبه بالكل معا وبكل واحد وحده، في أنهم يتآمرون على خلافته.
100 يوم بلا رحمة: لا لرئيس الوزراء، الذي لا يزال ينقذ العالم ويغرقنا (بكل معنى الكلمة)؛ لا لوزرائه العاديين، الذين يخافون فتح أفواههم لينطقوا أي عبارة ضد معلم الجيل نتنياهو وخطواته التي تبعدهم عن كل قرار هام.
ولا لاولئك الذين يتراكضون بسخفهم ليشرحوا على طريقة شتاينتسية واردانية مواقفه، التي تقرب كل الوقت المال من السلطة (صفقة الغاز) وتبعد العطف والفهم من جانب الولايات المتحدة والعالم باسره.
نعم، هذا هو الزعيم المفعم بالانا المضخمة الذي انطلق ليشتم إيران فتبين أنه يباركها. 100 يوم رحمة منح إيران في تفكيره الاستراتيجي وفي تهديداته التكتيكية. مقلوب، يا بيبي، مقلوب.
نتنياهو فاشل من خطوة إلى خطوة، يضعف نفسه حتى الجنون في التهجمات والتعاليات، في اتجاه الخلافة بالطريقة التي بين اردوغان وبوتين ـ ويجرنا جميعا وعلى حسابنا («على حسابنا» هو الكليشيه الاكثر انتشارا اليوم، وعن حق). مثل اتهام كل من يعارض بيبي بانه «يمس بامن الدولة». مثل ما قيل عن اشرطة ايهود باراك، الذي لا بد سنعود اليه. وكل ذلك لانه لا يوجد لبيبي وريث. كليشيه آخر: «هل لك من يحل محلك؟».
وهذا، ظاهرا، صحيح: فهرتسوغ الحبيب يتبين كثرثار متعب وليس كزعيم. لشيلي يحيموفتش توجد عناصر قيادية، ولكن توجد لديها ايضا عناصر تنفيرية.
في اليمين الخفي والعلني الوضع بائس: لبيد، مناهض للديمقراطية في حزبه، اخفاقاته في المالية وفي الانتخابات الاخيرة تبين فيه جانبا انتهازيا، يحاول أن يرضي نتنياهو وان يهاجمه، يتزلف للاصوليين ويفر للنجاة بنفسه من الوسط ـ اليسار إلى اليمين.
بينيت يحاول ان يجعل لنفسه ولابتساماته اعادة انطلاق لشخصية الديمقراطي المسيحاني وآييلت شكيد لا تطيل اهداب فستانها واكمامها كي تتهود لتصبح علما-صولية صحيحة، بل تحرث المؤامرات ضد المحاكم، على طريقة ميري ريغف ضد الثقافة الخيانية.
جلعاد اردان؟ شاب لطيف وساذج، موال جدا لنتنياهو، يعد ولا يفي، ينكل به ويهينه ويخفض كرسيه ونفوذه. جدعون ساعر؟
الجنتلمان العلماني الذي خاف منه نتنياهو عندما بدأ يحافظ على السبت وعلى الحلال، في صيغته الجديدة، اراد حتى ان يغتصب سبتا مقدسا على تل ابيب.
بتقديري، هكذا تحليلنا لتقديرات قدرات ضائعة مسبقا، كل قوته تتلخص كبديل بيبي لرافضي بيبي في اليمين المعتدل.
هذا يبقينا مع الوجه الجديد واللامع جدا، ايهود باراك، ولكن رغم كل ما مر به شعب اسرائيل معه وبدونه، ورغم انعاشه لنا بعدة تفاصيل عن رئيس وزرائنا جسور الروح، فان شيئا من هذا لم ينعش توقنا له، حتى لدى من كان معه، في بداية طريقه كزعيم وطني.
إذن لا يوجد حقا بديل ليحل محل رئيس الوزراء الذي هو الاسوأ بين رؤساء وزراء اسرائيل؟
اقترح الصلاة لان يخرج غابي اشكنازي نظيفا من التحقيقات. فهو على الاقل اثار الانطباع في معارضته للهجوم على إيران، في الحملة التي ادارها في غزة ـ وبعد ذلك في سلوكه في السنوات الخمسة من التحقيقات الشريرة حوله. فقد اخفى معاناته وكاد لا يتكلم، لا يهاجم، لا يتورط وحافظ على شرفه.
صحيح أن براءته ستشعل نتنياهو بالقلق («مرة اخرى يتآمرون ضدي!») ولكن من اجتاز، مثل اشكنازي، 1.000 فرعون في السنوات الخمسة، سيجتازه هو ايضا.

بقلم: اسحق بن نير ،عن معاريف

Exit mobile version