منظمات مسيحية أمريكية تموّل المستوطنات الإسرائيلية

“منظمات خيرية مسيحية أمريكية مولت المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية بملايين الدولارات”

قامت قناة الجزيرة الناطقة بالإنجليزية بزيارة مستوطنة شمال الضفة الغربية لمعرفة كيفية عمل المنظمات الخيرية الأمريكية في مستوطنات الضفة الغربية.

تقع مستوطنة كارني شمرون إلى الجنوب الغربي من مدينة نابلس، وهي مستوطنة منعزلة ويحرسها الجيش الإسرائيلي. تسكن في هذه المستوطنة سوندرا أوستر باراس وهي مديرة المنظمة الأمريكية (مسيحيون أصدقاء المستوطنات) وهي يهودية من مواليد الولايات المتحدة الأمريكية. تم تأسيس هذه المنظمة عام 1995 في مدينة كولاردو برنغز الأمريكية، وتتمثل مهمتها في دعم مشاريع مثل المدارس اليهودية والملاعب والبرامج الزراعية والأمن و المراقبة في المستوطنات الإسرائيلية.

تقول باراس إن “مسؤوليتنا هي التواصل مع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية. نتلقى الطلبات من سكانها ونقوم بمراجعتها”. وأوضحت أنه يتم منح التمويل لمقدمي الطلبات بناء على رغبة المانحين في مساعدة المستوطنات، بالإضافة إلى معايير إنسانية. لقد قدّمت هذه المنظمة حوالي 600,000 دولار للمستوطنات في الضفة الغربية في عام 2014.

تقول المنظمة على موقعها الإلكتروني إنها لا تعتبر الضفة الغربية أرض محتلة، وقالت باراس للجزيرة إن آخر وثيقة معترف بها قانونيا في المستوطنة التي تعيش فيها يعود تاريخها إلى عام 1917، وهي وثيقة وعد بلفور الذي وعد بتأسيس وطن قومي للشعب اليهودي على أرض فلسطين.

هنالك منظمة أمريكية أخرى تدعم المستوطنات وتدعى “صندوق الخليل” المخصص لمستوطنات الخليل. يقوم هذا الصندوق بجمع الأموال من أجل التعليم والبرامج الترفيهية في مستوطنات الخليل ويقدم الدعم المالي للعائلات الإسرائيلية المتأثرة “بالإرهاب”. ويقدر أن “صندوق الخليل” تبرع بحوالي 1,7 مليون دولار للمستوطنات بالخليل عام 2013، ولم يتسنى للجزيرة التحقق بشكل مستقل من هذه المعلومات، والمنظمة لم ترد على تساؤلات الجزيرة بأي تعليق.

هنالك منظمة أمريكية أخرى تدعى”مسيحيون موحدون من أجل إسرائيل” يقودها الواعظ الإنجيلي المعروف جون هاجي، تقوم بتمويل مشاريع في المستوطنات الإسرائيلية وتعارض كل قرارات الأمم المتحدة التي تدين التوسع الاستيطاني. وهنالك تقارير تفيد بأن هاجي جمع عشرات الملايين من الدولارات منذ الثمانينات لصالح المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، لكن القليلون يعرفون عن حجم هذه المبالغ. وقد رفضت هذه المنظمة أيضا التعليق على استفسارات الجزيرة.

ترتكز علاقة المنظمات المسيحية مع إسرائيل على فهمها للتاريخ الإنجيلي، فمثلا، تدافع منظمة “المسيحيون أصدقاء المستوطنات” عن أهدافها باقتباسات من الإنجيل “التي وعد فيها الرب النبي حزقيال باستيطان الأرض كما حدث في الماضي وسيجعل حياتهم مزدهرة أكثر مما مضى” (حزقيال 36:11).

وتعتقد باراس بأن هذه المستوطنات تساهم في تجسيد “النص الإلهي” على الأرض باعتبار أن الله هو من اختار هذه الأرض لشعب إسرائيل.

موقع الجزيرة الناطق بالإنجليزية

ترجمة مركز اللإعلام

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version