المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

حماس وورطة المختطفين الاربعة

قضية المختطفين الاربعة من كتائب القسام الذين تم اختطافهم في سيناء لا زالت تلقي بظلالها على الوضع السياسي لحركة حماس .فقد ظلت حماس توجه اصابع الاتهام لأجهزة الامن المصرية باختطاف عناصرها رغم النفي المصري الرسمي المتكرر لذلك.وكان هناك بعض الشكوك بان التيارات السلفية العاملة في سيناء هي من تقف وراء ذلك. ورغم ان بعض المصادر رجحت ذلك الا ان حماس تمني النفس الا تكون هذه التيارات قد قامت بفعلتها هذه حيث تريد ان تلقي اتهاماتها على مصر لزيادة الضغوط عليها وتحميلها مسئولية استهدافها وان العلاقة المصرية مع حماس قد تشكلت منذ البداية باستهداف حماس وعناصرها اضافة الى ان حماس تهدف ايضا من خلال اتهامها لمصر لاستخدام ذلك في رصيدها الذي يمكن ان يساعدها لتسوية الخلافات مع مصر واستغلال هذه الحادثة من اجل ذلك وخاصة ان حماس تلقت وعودا من بعض الاقطار الاقليمية في مساعدتها بانهاء خلافاتها مع مصر. وفي تتطور لاحق اعلنت حماس عن مخاوفها من ان يكون “الموساد” الاسرائيلي هو من يقف خلف هذه الحادثة وهي محاولة لجس نبض كافة الاطراف المتهمة في الموضوع.
حماس وخلال تلك الفترة من اختطاف عناصرها حاولت علاج عملية الاختطاف بعيدا عن الجهات الرسمية الفلسطينية ممثلة بالقيادة الفلسطينية ولم تحاول منذ البداية اشراكها على الاقل في عملية الاستطلاع لكنها وفجأة طالبت القيادة الفلسطينية للتحرك في سبيل كشف مصير وإطلاق سراح عناصرها المختطفين من خلال السفارة الفلسطينية في القاهرة ، ولم تحمل صيغة المطالبة للسلطة بضرورة تحمل مسئولياتها بصفتها الرسمية التي تمثل الفلسطينيين ومطلوب منها حمايتهم.
ان تخبط حماس وتشعب افكارها بهذا الاتجاه يؤكد فشل استراتيجية حماس في التعامل مع الكثير من القضايا السياسية المحلية والاقليمية وفشلها في التعاطي مع الاحداث الطارئة. حيث ان طلب حماس من القيادة الفلسطينية “المساعدة” في البحث يحمل في طياته تنكر حماس المستمر في الاعتراف بشرعية القيادة الفلسطينية وشرعية السلطة في بسط سيطرتها على قطاع غزة الذي ظلت حماس ترفضه وترفض تسليم مقاليد الحكم لحكومة الوفاق الفلسطينية ورفضت انهاء الانقسام وتحقيق المصالحة، حيث ان القيادة الفلسطينية ليست سلعة تباع وتشترى حسب امزجة حماس ورغباتها، وكان حري بحماس منذ اليوم الاول ان تضع القيادة الفلسطينية بصورة الحدث وتقديم كافة التفاصيل عن العملية ووجهة هؤلاء وأهدافهم وان تطالب القيادة الفلسطينية بصفتها القيادة الرسمية والشرعية للشعب الفلسطيني ان تدافع عن كافة الفلسطينيين ومتابعة قضاياهم.
حماس ربما تريد ان تستغل هذه الحادثة وإشراك القيادة الفلسطينية فيها ومجريات احداثها من اجل ان تكون هذه بداية لتصحيح مسار علاقتها مع مصر الغير مستقرة على الصعيد الامني والسياسي.
اختطاف عناصر حماس بدأ فعليا يثير مخاوف الحركة من امكانية ادلاء هؤلاء بمعلومات واعترافات خطيرة وخاصة ان المختطفين قد يكونوا على اطلاع كامل بما يدور داخل حماس وخاصة من النواحي الامنية وتدخلات حماس في الشأن المصري وعلاقة حماس مع باقي الاطراف فلذلك فان حماس في عجلة من امرها للإفراج عنهم .

خاص بمركز الإعلام

Exit mobile version