المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

سيدي الرئيس .. لا تترك الشارع الفلسطيني وحيدا

تأجل انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني في جلسته التي كانت مقررة يومي 14و15 من الشهر الجاري والتي دار حولها لغط على مدار الاسبوعين ألماضيين، ولان حركة فتح هي الحضن الدافئ الذي احتضن القضية الفلسطينية وفصائل العمل الفلسطيني في اشد الظروف حلكة وأصعبها من تاريخ القضية الفلسطينية،استجاب السيد الرئيس لمطالب الفصائل الفلسطينية الاخرى التي كانت تطالب بالتأجيل وبعض شرائح المجتمع الفلسطيني الاخرى حرصا على الوحدة الوطنية وحرصا على تكامل النسيج الوطني والاجتماعي الفلسطيني وعلى مشروعنا الوطني الذي بات مهددا نتيجة الاستخفاف الذي لازم عمل بعض الفصائل وسياستها التي بقيت بعيدة المرتكزات الوطنية، فاستجاب لها السيد الرئيس بتأجيل انعقاد المجلس وإعطاءها فرصة اخرى للالتزام بقواعد العمل الوطني والانخراط في المنظومة الوطنية. ولأن “المطبلين والمزمرين” كثر في مجتمعنا الفلسطيني ودون معرفة حقيقة الاسباب التي دعت للتأجيل ، بدأ ضجيجهم يمتلئ بالساحات العامة ويصل الى مسامع الشارع الفلسطيني وأصواتهم ترتفع وتتعالى بــ ” هزيمة” حركة فتح ومشروعها وانتصار التيار الذي فرض معادلة جديدة وتمكن من اجبار القيادة الفلسطينية على تأجيل انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني.
ان تأجيل انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني لا يشكل هزيمة للقيادة الفلسطينية ولا لحركة فتح وليس ضعفا فيها حيث ان هناك أصواتا كثيرة من حركة فتح كانت تنادي بتأجيل الانعقاد حرصا منها على عدم افساح المجال للمتربصين باقضية الفلسطينية والمشروع الوطني الفلسطيني. ثم ان السيد الرئيس لم يكن يطمع في ان ينعقد المجلس بدون مشاركة كافة الفصائل الفلسطينية والفعاليات الاخرى وعندما احجم البعض عن المشاركة كان قرار التأجيل. ان السيد الرئيس لا يريد فرض “دكتاتوريته” كما يحاول البعض ان يشيع هنا وهناك لدرجة ان بعض القوى الاقليمية وإعلامها حاولوا استغلال هذه الحادثة من اجل الايقاع بالقيادة الفلسطينية الى ان تم تفويت الفرصة وقطع الطريق عليهم، بل ان البعض حاول اعطاء تفسيرات كثيرة بان حركة فتح لم تستطع الدفاع عن قرارها ورضخت لشروط بعض الفصائل التي اصبحت تنافسها وتخوض معها صراعا في الحلبة السياسية الفلسطينية وهي ذاهبة لاقتناص التمثيل الفلسطيني منها.
مهما كانت التحليلات والتفسيرات فان الواقعية السياسية لا تنتصر في كثير من الاحيان نتيجة عوامل محلية وارتباطات اقليمية فرضت اجندتها مبكرة وتركت بصماتها على واقع القضية الفلسطينية، لكن من المؤكد ان الانتصارات الوهمية لن تدوم طويلا، وان المشروع الوطني الفلسطيني والتمثيل الفلسطيني سيبقى في ايدي من اختط بالأحرف الاولى ودون تاريخ فلسطين الحديث.
ازاء هذه المعطيات وهذا اللغط الذي تدور رحاه في شارعنا الفلسطيني وضياع افكاره بين وسيلة الاعلام هذه وتلك والشائعات التي امتلأت وسائل الاعلام بها عن قرار السيد الرئيس بقرب انهاء حياته السياسية وجاءت حادثة تأجيل اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني فقد اصبح من الضرورة تنبيه الشارع لما يجري ووضعه في صورة الاحداث وحقيقتها، فكثيرون من ابناء شعبنا الفلسطيني الذين التفوا حول القيادة الفلسطينية ومشروعها الوطني يريدون سماع تفسيرات لما يجري مباشرة من سيادة الرئيس .
سيدي الرئيس .. شعبنا الفلسطيني ينتظرك لمخاطبته مباشرة حيث ان حساسية هذه المرحلة تتطلب ذلك وبات الشعب الفلسطيني يطالب بمعرفة ما يجري حوله من احداث تتعلق بالقضية الفلسطينية فلم تعد وسائل الاعلام مصدرا صادقا ليبني عليها آماله وطموحاته ولقطع الطريق مجددا على محاولات الاستقطاب الجارية.

مركز الإعلام

Exit mobile version