الخزي والعار لقتلة شعبنا في صبرا وشاتيلا

في مثل هذا اليوم امتدت يد الغدر عام 1982 لتطال الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى والممرضين والأطباء في مخيمي صبرا وشاتيلا على الأرض اللبنانية، بعد أن ذهبت الوثيقة الأمريكية التي أتى بها “فيليب حبيب” مع تيار نهر الدم النازف على أيدي عملاء إسرائيل في الساحة اللبنانية، وعلى أيدي ضباط إسرائيليين، كشفت لجنة “كاهان” الإسرائيلية التي أجرت تحقيقاً حول المجازر أن شارون وزير جيش إسرائيل حينها قد أعطى الأوامر والدعم والقصف المدفعي الذي تواصل على المخيمين من أجل تنفيذ تلك المجازر ضد أي فلسطيني تطاله يد المجرمين.

تواصلت المجازر على مدى ثلاثة أيام 16، 17 و18/9/2015، بقر خلالها المعتدون البطون وأطلقوا الرصاصات الغادرة على رؤوس الأطفال، والنساء والعجزة والمرضى وهم ينظرون، ولم ترتعش لهم يد ولم يرف لهم جفن، كان الحقد يملؤ قلوبهم ضد الفلسطيني الذي صمد في بيروت أمام أعتى آلة عسكرية مدة 88 يوماً، وضد الفلسطيني الذي يطالب بحقه المشروع في العودة إلى أرض وطنه المسلوب.

خمسة آلاف شهيد سقطوا من بين سكان المخيمين البالغ عددهم عشرون ألفاً، فيما فر الباقون مع بداية استهداف المخيمين بالمدفعية والقنابل والرصاص.

قام شارون ونائبه “رئيس أركان” جيشة رفائيل ايتان بمحاصر المخيمين أولاً، وتوجيه القذائف ثم القنابل المضيئة، ورافقهم جيش انطوان لحد الذي كان يسمى “جيش لبنان الجنوبي” وكتائب انعزالية عميلة، ودفعوا بقواتهم بحماية إسرائيلية إلى المخيمين اللذان كانا أخليا من المقاتلين بعد أن أبرمت أمريكا اتفاقاً يقضي بحماية المخيمات بعد أن تخرج قوات الثورة منها. قتلوا النساء والأطفال وألقوا الجثث في شوارع المخيم بعد التنكيل بها وتشويهها بعدها جلبوا جرافات إسرائيلية لهدم المخيمين وإخفاء الجثث، وكان ذلك يخفي أثر الجريمة التي هزت ضمائر العالم وكشفت توجهات جيش إسرائيل ومن يوجهه، وكشفت حجم العنصرية والحقد وطبيعة السيكولوجيا الإجرامية التي يتربى عليها أفراد جيش إسرائيل ومن يعمل في خدمتهم في لبنان.

لم تفِ الولايات المتحدة بالتزامها ولم تقم بمعاقية إسرائيل على تلك الجرائم بالطبع، أما المجرمون فأرادوا أن يثيروا الرعب بين سكان المخيمين لدفعهم إلى الهجرة مجدداً، بعد أن أجبروا على الهجرة عام 1948 بقوة البطش والإرهاب والسلاح.

لم تتوقف المجازر الإسرائيلية بحق شعبنا فهي تتواصل في كل مناسبة ويوم، وها هي حكومة إسرائيل برئاسة نتنياهو الذي وقع اتفاقية “واي ريفر” ولم ينفذها بالطبع، تقوم بأعمال جرائمها ضد المسجد الأقصى المبارك، وترفض الاستجابة لأي نداء دولي، أو الالتزام بأي معاهدات ومواثيق دولية تفرض على الدولة المحتلة كف يدها عمن تحتلهم وتكف يدها عن التعرض لتراثهم ومقدساتهم وطابع مدنهم الذي تحاول إخفاءه وتزويره وتشويهه.

الخزي والعار للقتلة الإسرائيليين وحلفائهم المأجورين والنصر لشعبنا والمجد لشهدائنا الأبرار.

موقع مفوضية التعبئة والتنظيم لحركة فتح – الاقاليم الخارجية

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version