المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

هل يقف السيسى بجوار أبومازن خلال رفع علم فلسطين

لم يتخل شعب مصر أبدا عن فلسطين قضية وشعبا وترابا وحقا فى أى مرحلة من مراحل الصراع العربى الفلسطينى الإسرائيلي، بل حين تلفت الفلسطينى حوله وجد المصرى يقف إلى جانبه، بل إن زعامات مصرية عربية توجت على رأس الأمة العربية لشدة تعلقها بفلسطين، وظل شعب فلسطين يحفظ هذا الحب المصرى فى ضميره ويباهى به أمام العدو وأمام غيره ولسان حال الفلسطيني، خصوصا ابن قطاع غزة يقول «لى أخ مصرى يقف معي» أمام عدو متغطرس.. وفى ظنى أن الأيام القادمة ستشهد ثباتا فى الموقف التاريخى المصرى لصالح مساندة شعب فلسطين وسندا قويا من الرئيس عبدالفتاح السيسى لفلسطين وشعبها ورئيسها فى الأمم المتحدة.

قبل نهاية سبتمبر الجارى يصل الرئيس الفلسطينى محمود عباس إلى مقر المنظمة الدولية للأمم المتحدة، فى لقاء سنوى يجمع رؤساء وممثلى الدول الأعضاء والدول المراقبة، يعرض فيها كل زعيم رؤية بلاده للقضايا الدولية ومطالباتها المحلية والإقليمية والدولية أيضا.

وفيما يتناقش الساسة والدبلوماسيون العرب والأجانب فى أن الرئيس عباس يلوح بـ «بقنبلة» يلقيها على أسماع العالم بينما هو هناك، قنبلة ليست من النوع التقليدى الذى يسمع دويا صوتيا ويترك أثرا تفجيريا ويخلف فوضى من خلفه. بل هى قنبلة إستراتيجية يعرض فيها ممثل الشعب الفلسطينى رؤية بلاده (فلسطين) التى حظيت بتأييد غالبية ساحقة فى الأمم المتحدة قبل ثلاث سنوات بتأييد قيامها وتأييد حدودها على الأراضى التى احتلت عام 1967 من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلى فى حرب الأيام الستة ضد العرب جميعاً.

وحظيت دولة فلسطين أيضا قبل قليل من الأيام بتأييد لافت لبسط سيادتها على أرضها المعترف بها عبر قرار دولى بتأييد رفع علم دولة فلسطين على مقرات الأمم المتحدة جميعا، بما يعنى الاعتراف بالسيادة الفلسطينية على أراضى الدولة التى احتلتها (إسرائيل) فى حرب يونيو – حزيران، حتى وإن كان الاحتلال ما زال جاثما ً على الأرض لم يغادرها، بل زاد على عدوانه عدواناً جديدا بانتهاك أحد أقدس مقدسات المسلمين والعرب والأحرار فى العالم، باقتحاماته المتكررة للمسجد الأقصى المبارك.

قوات الاحتلال الإسرائيلى تستخف بمشاعرنا نحن العرب فلسطينيين كنا أو مصريين أو أى جنسية كانت لبلد عربي، وهى تستخف أيضا ً بشعوب ما يلامس الستين دولة إسلامية أو اقل يزيد تعدادهم عن تعداد خمس سكان الكرة الأرضية.

فعباس الوارث لتركة »ياسر عرفات« العربية الفلسطينية يصارع اليوم لأجل ألا تفلت الأمانة لتسقط فى براثن ذئب يتلذذ بقتل الفلسطينيين وسرقة أراضيهم واستيراد أغراب ليسكنوا ارض فلسطين التى احتضنت حضارة إنسانية عمرها يصل إلى خمسة آلاف وخمسمائة سنة، وهى الثانية من حيث القدم والعمر بعد الحضارة المصرية الفرعونية.

عباس الذى يصارع القانون الدولى بالقانون الدولى ليصل إلى إنهاء للاحتلال الإسرائيلى لأرض بلاده فلسطين بالقانون الدولي، وبدبلوماسية العلاقات الدولية وأيضا ً بالمقاومة السلمية الشعبية النشطة فى فلسطين منذ عدة سنوات (حتى وإن غفل عنها الإعلام)، فهو (أى الرئيس عباس) يناور لتأسيس نموذجا مشابها لنموذج الحل السلمى لقضية نووى إيران والعلاقات الإقليمية فى منطقة الشرق الأوسط وتقاسم النفوذ بالمفاوضات أو غيرها، وربما يريد مشابهة تقريبية للعرب فى (دولة فلسطين) التى لطالما سعى العرب لتحريرها، وظل عباس يحمل إرث «عرفات» بها.

إذنً نحن على موعد خلال أيام مع رؤية عباس الإستراتيجية للعلاقات الدولية فى منطقة الشرق الأوسط الجديدة التى تغيب فى دول وتصعد فى أخري، وتتغير فيها تركيبة الديموجرافيا للمنطقة وأهلها، وما صور اللاجئين الفلسطينيين والسوريين بأطفالهم على شواطئ غزة وتركيا إلا استدعاء للضمير العربى والعالمى لنصرة حقوق الشعوب.

ومصر التى ظل لها دور تاريخى على مر الحقب فى صناعة مستقبل المنطقة فى 1948 و1956 و 1967 و1973 و1979 واستقبال فلسطين فى شخص عرفات وفدائيى فلسطين بعد ملحمة حرب بيروت التى انتصرت فيها كرامة الفلسطينيين والعرب، وكذلك دور مصر فى رعاية التقريب بين المختلفين سياسيا إلى حد الدم فيما اصطلح على تسميتها المصالحة الفلسطينية وما تبعها من دور فى لجم الاعتداءت الإسرائيلية المتكررة ضد فلسطين، لاسيما ضد قطاع غزة المخطوف وأهله الدافعين لثمن باهظ إلى حد دفع الثمن بالدم ..

وهؤلاء (أبناء فلسطين) خصوصا أبناء قطاع غزة ينتظرون غزوة الرئيس عباس للأمم المتحدة قبل نهاية الشهر متعلقين بالأمل وواثقين بالوريث الأمين على حلم عرفات وحق الشعب الفلسطينى ، ولكنهم أيضا يرون فى جيرانهم الأهل والأنسباء والأحباء فى مصر سندا ً لفلسطين وحضورا ً قويا ً بارزا ً فى الأمم المتحدة فى وقت غيب العرب فيه أنفسهم عن المسجد الأقصى وكثير من حقوق فلسطين والفلسطينيين، ونحن فى فلسطين.. نحن فى قطاع غزة .

نحن الأحرار المدافعين عن كرامة أمة تستحق أن تنهض بين الأمم نتطلع لمساندة مصر لفلسطين فى الأمم المتحدة ، وأن يقف الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى إلى جانب عباس ولا يغيب عن سنده فى معركته، وأن يجلب معه العرب، ففلسطين تستحق، والأقصى يستحق، والقدس تستحق.. والشعوب ووعيها يذكر الحانى المساند ولا تنسى المتقاعس المقصر.

وستبقى فلسطين دائما هى العنوان والقضية المركزية للأمة العربية بعامة ومصر بخاصة والأمل معقود على فرسان هذه الأمة كما كانوا عبر التاريخ .. مصر وفلسطين.
د. حازم أبو شنب – عضو في المجلس الثوري لحركة “فتح”

عن الاهرام المصرية

Exit mobile version