المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

حماس لن تستوعب الدرس؟

الخطاب الذي القاه السيد الرئيس امام الجمعية العامة للأمم المتحدة ووضع اسرائيل اولا والمجتمع الدولي ثانيا امام خيارات محدودة للعودة بالقضية الفلسطينية والصراع الفلسطيني الاسرائيلي والذي تم تهميشه في خطابات الوفود المشاركة للعودة بالقضية الى دائرة الاهتمام الدولي ولا فان البديل اغراق المنطقة في دوامة الفوضى لن تستطيع اسرائيل تحمل تبعاتها وسوف تتأثر المنطقة كلها كما تأثرت ولا زالت بتداعيات الصراع الذي لم يجد طريقه للحل رغم الوعود والضمانات الكثيرة التي امتلأت بها خزائن القيادة الفلسطينية. هذا الخطاب لقي ردود فعل متباينة وان كان هناك تطابق في المواقف بين اليمين الاسرائيلي المتطرف وقيادات حركة حماس وكأن هناك تنسيق مسبق بينهما.
حماس على ما يبدو اعدت موقفها من الخطاب مسبقا وقبل ان يبدأ ويصل الى مسامع قيادة حماس وبقي موقفها هو الموقف ذاته من شخص السيد الرئيس الذي تعتبره حماس العائق الرئيسي لتحقيق طموحاتها وبقيت نفس الاسطوانة المشروخة التي نسمعها يوميا، وبقدر ما ازعج خطاب السيد الرئيس نتنياهو الحكومة الاسرائيلية لأنه ساهم في كشف حقيقة اسرائيل وتعريتها امام المجتمع الدولي بالحقائق والأدلة والبراهين بحيث وقفت اسرائيل عاجزة عن الرد واعتبرت الخطاب ناري وإعلان حرب وتحريضا ضدها في حين اعتبر نفتالي بينت زعيم البيت اليهودي الخطاب بأنه اعادة لكتابة التاريخ وكان يشير الى المحرقة النازية.
بقدر ردود الفعل الاسرائيلية الغاضبة كانت حماس تبعث برسالة تطمين لإسرائيل وتقول لها بأنها شريكة لها في الهجوم على شخص السيد الرئيس لكن من باب اخر وان هناك هدفا مشتركا جمع الطرفين اسرائيل وحماس وتقاطعت مصالحهما في تسليط الضوء وتشريح خطاب الرئيس بهدف مهاجمته شخصيا.
حماس المحت لإسرائيل بان ما عجزت اسرائيل عن فهمه فيما بين السطور من الخطاب فان حماس لن تتوانى في قوله والإعلان عنه،حيث اشارت الى ان السيد الرئيس يصر على التفرد في القضية الفلسطينية وانه يستجدي اللقاءات السياسية مع اسرائيل والحراك الامريكي والمجتمع الدولي للعودة الى المفاوضات مع اسرائيل.
ردود فعل تعبر عن افلاس حماس السياسي وعدم فهمها لأبسط المفاهيم السياسية في العلاقات الدولية اذا انها لم تستطع التفريق بين الاستجداء وبين والهجوم الذ آلم اسرائيل وجعلها تنفجر غضبا.
ردة الفعل الاسرائيلية تؤكد بان السيد الرئيس في خطابه نجح في احراج اسرائيل دوليا ونجح في تحقيق الاهداف المرسومة وبانه رسم خارطة طريق جديدة في الصراع مع اسرائيل وأعلن تمسكه بقواعد جديدة “العين بالعين والسن بالسن” وأننا سنلتزم بالاتفاقيات الموقعة مع اسرائيل بقدر التزام الاخيرة بها وعلى المجتمع الدولي ان يفهم جيدا هذا التحول والتبدل في الموقف الفلسطيني.
فبعد اكثر من عقدين من استحقاق قيام الدولة الفلسطينية بموجب اتفاق اوسلو فان اسرائيل تنصلت من هذه الاتفاقيات وبقيت المفاوضات قائمة على اساس ان تعدل اسرائيل من سلوكها وسياستها لكنها بقيت متمسكة بمواقفها الرافضة للاعتراف بشرعية الحقوق الفلسطينية الى ان وصل الامر الى النقطة التي لا يمكن الانتظار عندها طويلا وكان لا بد من تفجير هذه الشرارة.
بالتأكيد فان الخطاب وتطبيقه سيكون له تبعات على حماس متابعتها جيدا وليس من العيب ان تتعلم قيادة حماس في مدارس فتح السياسية حتى تمتلك الخبرة مستقبلا في تحليل الواقع السياسي وتحكم على الامور بطريقة عقلانية وموضوعية.
ان طلب الرئيس بعودة المفاوضات واستعداده لذلك كان بمثابة الرصاصة التي اخترقت جسد نتنياهو حيث اعلن السيد الرئيس انه لا زال متمسكا بالخيار السلمي لكن الخيار الذي يمكن ان يعيد الحقوق الفلسطينبة لأهلها فإذا ما توفرت الشروط لذلك فان الفلسطينيين جاهزون لهذه المعركة شريطة ان تحدد بسقف زمن ينهي الاحتلال، وإلا فان سقف الخيارات الفلسطينية سوف يرتفع.

مركز الإعلام

Exit mobile version