المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

الطفل مناصرة … ووضع الكلام في الفم كتبت ضحى سعيد

أثار شريط مصوّر يظهر فيه الطفل الأسير أحمد مناصرة (13 عاما) أثناء تحقيق مخابرات الاحتلال معه ردود فعل غاضبة وإدانات واسعة لما تضمنه من مشاهد عنف قاسية لنزع اعترافاته على طريقة ‘وضع الكلام بالفم’.

ويظهر الشريط المسرب الذي بث أمس الاثنين قيام المحققين بالصراخ الهستيري في وجه الطفل مناصرة وتهديده وتخويفه أثناء التحقيق معه في الساعة الرابعة فجرا، في حين يظهر مناصرة وهو يصرخ ويبكي في حالة من الخوف غير مستوعب ماذا يحدث معه ويجيب على الاسئلة بـ ‘مش متذكر’، ‘أنا انجنيت’.

محامي الأسير مناصرة طارق برغوث اعتبر أن ما تعرض له الطفل مناصرة وأظهره الشريط المصور بشكل واضح ‘هو دليل دامغ على جرائم الاحتلال المرتكبة بحق شعبنا لا سيما الأطفال منهم، كما انه يؤكد عدم قانونية التحقيق لعدم تواجد محامي الطفل، وهو خرق وتجاوز بالصوت والصورة لكافة القوانين الدولية الانسانية والحقوقية، ويجب نشره لفضح جرائم الاحتلال وليعرف العالم كله ماذا ترتكب اسرائيل بحق أطفالنا’.

بدوره، اعتبر المحامي في نادي الاسير جواد بولص أن هذا الشريط عكس مشهدا مستفزا ومؤلما يثبت ما يتعرض له الأسرى في سجون الاحتلال اثناء التحقيق معهم لا سيما الأسرى القاصرين منهم، من معاملة أجهزة الأمن الإسرائيلية معهم وتعرضهم للضرب والعنف الشديد من قبل المحققين والجنود.

وبين بولص ان هذا الشريط يعتبر وثيقة تدين الاحتلال، إذ يظهر التعذيب النفسي المحظور في جميع القوانين الدولية، مؤكدا ان نادي الاسير وعبر محاميه وثق االعديد من حالات التعذيب بحق الاسرى في أقبية التحقيق ونشر عشرات التقارير.

وطالب بولص بالافراج عن الاسير مناصرة وتأمين علاج نفسي فوري له، وفتح تحقيق مع المحققين الاسرائيلين انفسهم ووضع حد لاسلوب التعذيب والترهيب االممارس بحق الأسرى.

مدير عام الحركة العالمية للدفاع عن الاطفال المحامي خالد قزمار اعتبر أن ما نشر في الشريط المصور هو ‘صادم وصعب للغاية، ويعكس طريقة الاحتلال البشعة في التعامل مع طفل في الثالثة عشرة من عمره ويتعرض لكل هذا الصراخ والتخويف، وكان باديا عليه عدم التركيز والتوازن في حين تنص القوانين الدولية انه يجب التعامل معه كضحية، ويجب ان يتواجد معه أثناء التحقيق محامٍ ومراقب سلوك وشرطي متخصص في التعامل مع الاطفال القصر، وهو الذي لم نره فالمحققون رفضوا انتظار محامي مناصرة رغم انه أخبرهم أنه قادم بعد 20 دقيقة’.

واعتبر قزمار ان ما ارتكب بحق مناصرة ‘ليس فقط انتهاكا للقانون الدولي فحسب بل انتهاك للقانون الاسرائيلي نفسه’.

واضاف: هذه جريمة جديدة بحق الطفل مناصرة، الأولى كانت باطلاق النار عليه وتركه ينزف والثانية التحقيق معه بهذه الطريقة.

وأبدى قزمار تخوفا كبيرا على الحالة النفسية التي من الممكن أن يعاني منها مناصرة مستقبلا، مؤكدا ان أحمد قصة من قصص التعذيب بفعل الاحتلال ونموذج قد يتكرر باستمرار.

وبين قزمار ان ‘الحركة العالمية للدفاع عن الاطفال’ ستستمر في حملتها ‘لفضح الاحتلال وممارساته بحق الاطفال الفلسطينين على المستوى الدولي المطالب بالخروج عن صمته المريب على كل ما تمارسه اسرائيل وافلاتها من العقاب لتفعيل مبدأ المساءلة على الجرائم’.

يذكر ان المستوطنين اطلقوا النار على الطفل مناصرة قبل حوالي الشهر بزعم محاولته تنفيذ عملية طعن في مستوطنة ‘بسغات زئيف’ في القدس، وترك ينزف في الشارع رغم تواجد سيارة اسعاف اسرائيلية بالقرب منه، كما وجهوا له سيلا من الشتائم النابية.

Exit mobile version