المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

كيف ولماذا..؟؟ كتب محمود ابو الهيجاء

سئل الكاتب الصحفي عدلي صادق ذات مرة كيف يكتب لموقعين اعلاميين على طرفي نقيض في الفكر والموقف والسياسة، فيعطي كل موقع ما يريد من مقالة ورأي وموقف..؟؟ فأجاب أنا مثل نجار أفصل الأبواب كما يريد أصحابها …!!،
روى هذه الحكاية لنا صديق لعدلي صادق، والحق انه يصعب تكذيبها، لأن هذا ما كان يفعله عدلي صادق حين كان يكتب في “الحياة الجديدة” وفي نفس الوقت في موقع “العربي الجديد” ولدينا هنا في صحيفتنا العديد من مقالاته ما يثبت ذلك. لكن أمر الكتابة الصحفية ليس أمر نجارة بطبيعة الحال، خاصة بالنسبة للكتاب الفلسطينيين، بوصفهم اصحاب قضية وطنية مقدسة أولا، وبوصف الكتابة في المحصلة، مسؤولية اخلاقية تحترم النقد كلما كان موضوعيا، وترفض التلون والتنقل من موقف الى آخر حسب دفوعات المانحين ..!!
وفي الواقع ان عدلي صادق ليس عابرا في هذه المهنة، وليس مجرد كاتب صحفي، وانما هو أولا عضو المجلس الثوري لحركة فتح، وكان سفيرا لدولة فلسطين في أكثر من بلد، وقد فتحت له أبواب الاعلام الفلسطيني على مصراعيها، وفي مقدمتها صحيفة “الحياة الجديدة”، وهذا يعني انه كان قد استقر في العقل والوجدان، على رؤية وموقف وسياسة، الى الحد الذي جعله عضوا في الاطار القيادي الثاني لحركة فتح، وممثلا لدولة فلسطين في السلك الدبلوماسي ومعبرا عن سياستها، غير ان من يقرأ اليوم ما يكتبه عدلي صادق، لا يرى له ذلك الاستقرار، ولا ذلك الالتزام باطاره القيادي، ولا الوفاء لسيرته الدبلوماسية، ومن يعرف عدلي صادق كاتبا صحفيا يتساءل اليوم دونما ادنى شك، هل بالامكان حقا ان يستسهل بعض الكتاب تغيير أفكارهم ومواقفهم أكثر مما يستسهلون تغيير ملابسهم وغياراتهم الداخلية..!!
سبق وقلنا لعدلي صادق ان مقالاته في “العربي الجديد” تتعارض مع ما يكتبه في صحيفتنا، فوعد الا يفعل والشهود على ذلك ما زالوا أحياء والحمد لله، وكنا في هذا الطلب لا نريد احتكارا لمقالته أو موقفه، بقدر ما كان يعز علينا ان يتصف كاتب فلسطيني وفتحاوي بمثل هذا التقلب المعيب في ما يكتب، لكن على ما يبدو ان الطبع غلب التطبع، ودائما يظل ان لله في خلقه شؤون.
يبقى ان نذكر بحكاية شعبية، عن امرأة ضاقت بحال زوجها وفقره، وكانت على علاقة مع رجل آخر ثري واوسع حالا، فراحت تفتعل المشاكل لزوجها يوميا على أمل ان يطلقها لتتزوج من صاحبها الثري، فكان لها الطلاق، غير ان صاحبها رفض الاقتران بها بعد ان طلقت، بل وهجرها تماما، وكان اسم هذا الثري “سيد علي” فذهبت حكايتها مثلا يقول “لا أخذت سيد علي ولا حظيت برجيلها” اي بزوجها..!!

Exit mobile version