المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

المنسي في كلام “د.موسى”! كتب حسن عصفور

حسنا فعل د.موسى أبو مرزوق القائد التاريخي لحركة حماس، وأول رئيس لمكتبها السياسي، قبل اعتقاله في أمريكا ضمن “مؤامرة سياسية خاصة”، بأن فتح بعضا مما يجب الحديث عنه، عندما اعتبر أن الارهاب الذي يمارس في سيناء ضد مصر جيشا وأرضا هو “صناعة إسرائيلية”، وأن دولة الكيان هي صاحبة المصلحة الإولى في أي عمل ارهابي ضد مصر..

حديث د.ابومرزوق، يكتسب “قيمة سياسية” كونه يأتي من شخصية ذات مكانة خاصة، في تنظيم حماس، المرتبط فكريا وعقائديا بجماعة الإخوان المسلمين، التي باتت تعيش “فترة أرذل العمر السياسي”، وجودا وموقفا وارتباطات بين الدوحة وأنقرة وواشنطن، وبينها أوروبا، دون أن ترسي على بر سياسي، وباتت في مصر جماعة إرهابية محظورة، يشار الى كونها أحد منتجات “الإرهاب” في سيناء، بالشراكة مع “منتجها الداعشي” المعروف بإسم “أنصار بيت المقدس”..

لذا ما اشار له د. موسى أبو مرزوق، يجب أن يتم وضعه في خانة “حسنات الرجل السياسية”، فهو أول قيادي من جعبة الإخوان من يشير بإصبعه الى أن “الإرهاب” في سيناء هو صناعة إسرائيلية، بمعنى آخر، شاء القول أم لم يشئ صراحة، ان من يقوم بتلك العمليات، مهما كان الإسم والمسمى، هو ينفذ مخطط اسرائيلي لضرب مصر، بعد ثورة 30 يونيو، وهي التي صمتت طوال فترة حكم الجماعة الآيلة للسقوط..

الارهاب في سيناء صناعة اسرائيلية، وتلك حقيقة ليست بعيدة عن الواقع، كونها الدولة الأكثر، استفادة من العمل الارهابي العام في المنطقة، بكل مسمياته، داعشية نصراوية قاعدية، اخوانية بيت مقدسيا، فكل ارهاب ضد أنظم الحكم والمنطقة، صناعة اسرائيلية..

ولكون د.ابومرزوق اصاب في الاشارة لليد الخلفية لصناعة الإرهاب في المنطقة، وسيناء تحديدا، لما ارتعش قلمه عن ذكر أدوات تنفيذ “المخطط الارهابي الاسرائيلي” في سيناء، فتلك الأدوات تعلن بلا أي مواربة اسمها وهويتها، وارتباطها، باتت معلومة الهوية” أنصار بيت المقدس”، وهي المنتج الارهابي الذي تحدث عنه القيادي الاخواني محمد البلتاجي صراحة يوم اسقاط حكم الاخوان بأقدام الشعب المصري..واحتضان جيشها!

كان للقيادي الحمساوي البارز د.موسى، ان يعيد صياغة رؤية سياسية ملتبسة للحركة، التي كان عنصرا مركزيا في تأسيسها، لو أنه وضع “حدا فاصلا” في تحديد هوية أدوات التنفيذ للمخطط الارهابي الاسرائيلي ضد مصر، وأن يعلن صراحة أن حماس بريئة من تلك “الجماعات” اسما وهوية، ولا جامع لها بأي من مكوناتها، مهما ارتدت من “جلابيب سوداء أو بيضاء” بعمامات تخفي كل صنوف القتل والموت..

وعله، كان سيضع لإسمه مكانة مميزة أعلى في السجل الوطني الفلسطيني، تميزا وجرأة وشجاعة فكرية وسياسية، لو انه أعلن إدانته الصريحة جدا، وبكل العبارات التي يعلمها لتلك العمليات ومن يقوم بها..

فما دامت دولة الكيان هي صاحبة المنتج الارهابي، لما اكتفى د.ابو مرزوق بوصف المشهد وتحليله من جوابنه المختلفة، وصمت كليا عندما جاء الاجراء الواجب اتخاذه وهو الادانة المطلقة، غير الملتبسة، اليس من سمات حماس التي تعلنها أنها ضد أي عمل ارهابي لدولة الكيان، أليس حماس، كما تقول ترفض وتدين كل عمل ارهابي صهيوني واسرائيلي ويهودي..

منذ متى تكتفي قيادات حماس بوصف المشهد السياسي، فما بالك الوصف التفصيلي للمخطط الارهابي الاسرائيلي دون ان ترفقه بموقف واضح صريح..

إن كانت أقوال د.موسى ابو مرزوق جازمة بأن دولة الكيان الاسرائيلي هي، لا غيرها، صاحبة المنتج الارهابي ضد مصر، بعيدا عن مسميات أدوات التنفيذن يصبح عدم إدانة تلك العمليات محل تساؤل مشروع، ينتظر جوابا مشروعا..

بعد ما كتب د.اب مرزوق اصبح لزاما عليه أن يدين كل عمل ارهابي ضد مصر، وتحديدا في سيناء، كي يكون الطلب بقدر المستطاع لو أريد لك أن تطاع، كما قال الأهل القدامى..

هل يفعلها د.موسى، ويعلن ما صمتت عنه حركة حماس طويلا..تلك هي الجملة المطلوبة التي نسيها القيادي التاريخي لحماس..ليتذكرها..قلها وانتفض!

Exit mobile version