ليس المطلوب احياء المفاوضات فحسب

ليس المطلوب احياء المفاوضات كما تخطط الرباعية له،ومن المفترض ألا يقتصر دور الرباعية على تحريك المفاوضات فحسب بل في البحث عن نتائج عملية التفاوض وما عليها من استحقاقات وهذا هو الدور الملقى على عاتق الرباعية الدولية او كل المعنيين بحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي.
الرباعية الدولية والتي تشمل في عضويتها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والأمم المتحدة والتي ترعى عملية السلام منذ البدء فيها بقيت طوال هذه المدة تمارس دورا تقليديا وأخذت في الاونة الاخيرة طابعا شكليا ابقاها دون حراك وقد فسر المحللون ذلك بمصادرة الولايات المتحدة لدورها.
الرباعية الدولية توجهت الى الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بطلب لتقديم تقارير تحمل وجهة نظر كل منهما حول توقف عملية السلام وصياغة تقارير عن فترة تجميد المفاوضات وكيفية احياءها من جديد. وعلى ما يبدو ان الامر لا يعدو اكثر من بقاء بصمات الرباعية ظاهرة على عملية السلام بحيث تبقى تحت سيطرتها وقطع الطريق امام اية مبادرات اخرى تطرح لمعالجة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وتحديدا فيما تناولته وسائل الاعلام عن قرب طرح المبادرة الفرنسية المتعلقة بإنهاء الصراع، والتي طرحتها فرنسا على اسرائيل مؤخرا. لكن اسرائيل تتجه لرفض المبادرة الفرنسية لإصرارها على ان الصراع مع الفلسطينيين يتم تسويته من خلال مفاوضات ثنائية دون تدخلات خارجية وهذه الاحكام فرضتها اسرائيل على المجتمع الدولي وأبقت تدخلات الدول الاخرى تأخذ طابعا شكليا دون احداث اي تأثير ولهذا قامت اسرائيل بشن هجمة شرسة على محاولات الجانب الفلسطيني تدويل القضية الفلسطينية وإيصالها الى الامم المتحدة.
مطالب الرباعية الدولية بإعداد تقارير حول وجهة نظر الفريقين من الجمود الحاصل في عملية السلام هي مضيعة للوقت لأنه لن يكون لها تأثير على واقع عملية السلام وهي ليست اكثر من ابر تخدير للإيحاء بقيام الرباعية الدولية بدورها مع ان توقف عملية السلام كان بسبب سياسة اسرائيل ومحاولاتها فرض سياسة الامر الواقع وهذا ما يقر به المجتمع الدولي وحتى ابرز حلفاءه اسرائيل،وان كانت بعض التقارير تشير الى اهداف الرباعية الدولية هو إعادة حل الدولتين إلى الواجهة والعمل على تطبيقه.
اذاً ما هي فائدة طرح هذه المسالة وفي هذا التوقيت ؟ وهل الرباعية الدولية جادة في تحريك ملف عملية السلام وهل تمتلك من الامكانيات ما يؤهلها للاستمرار في دورها في ظل سيطرة الولايات المتحدة على القرار داخل اللجنة. على ما يبدو ان الامر لا يعدو اكثر من تحريك لملف عملية التسوية بعد المعطيات الجديدة التي طرأت على عملية السلام والمتمثلة بالمبادرة الفرنسية وجولة جون كيري في المنطقة والذي وصل الى الاردن لتحريك هذا الملف وسيقوم بعقد اجتماع مع السيد الرئيس لهذا الغرض.
ان التنافس الحاصل بين القوى الدولية لتحريك ملف عملية السلام دون وضع محددات جديدة تحكم عملية التفاوض سوف تصطدم بالموقف الفلسطيني،اذ ان الهدف الاساسي في ذهنية الجانب الفلسطيني لم يعد مقتصرا على العودة الى المفاوضات بل ما يلي عملية التفاوض او بشكل اكثر وضوحا بأن عملية التفاوض لم تعد هدفا للفلسطينيين بل ما تحققه من نتائج ملموسة على الصراع ،اي ان الفلسطينيين لن يعودوا الى المفاوضات في شكلها السابق لان معادلة الصراع تغيرت ودخلت عليها عوامل ومتغيرات جديدة خلال السنوات الاخيرة الماضية بعضها لصالح القضية الفلسطينية والبعض الاخر احدث اثارا سلبية عليها.
ربما تكون المبادرة الفرنسية الاقرب لوجهة النظر الفلسطينية لاحتوائها فقط على تحديد سقف زمني لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية وهذا هو الموقف الفلسطيني الذي يعمل على تجسيده اذ انه لن يكن هناك عودة ما لم يقر المجتمع الدولي وفي مقدمتهم الولايات المتحدة بتحديد سقف زمني لانسحاب اسرائيل من كافة الاراضي الفلسطينية التي احتلتها عام 1967 بما فيها القدس الشرقية وعلى هذا يمكن العودة الى المفاوضات وهذا الموقف الفلسطيني سوف يصل الى مسامع وزير الخارجية الامريكي جون كيري خلال لقاء سيادة الرئيس معه في العاصمة الاردنية عمان.

خاص- مركز الإعلام

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version