المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

الزهار يكشف المستور

واثق سليمان/ دعاس ذياب

تشير تصريحات القيادي في حماس محمود الزهار، إلى أن حماس ماضية في البحث بكل الوسائل عن أدوات لزعزعة الأمن والاستقرار في الضفة الغربية، وسلخ قطاع غزة بعيدا عن الشرعية الوطنية الفلسطينية، في الوقت الذي تسعى فيه القيادة الفلسطينية للحفاظ على وحدة الصف الوطني وتعزيز الوحدة الوطنية، وإنهاء الانقسام الذي لا يستفيد منه سوى الاحتلال الإسرائيلي.

كشف الزهار في تصريحاته، أمس الجمعة، والتي دعا من خلالها المعلمين إلى “العصيان”، واستمرار ما أسماه”انتفاضة المعلمين ضد العملاء”، عن محاولات تورطت بها حماس لتسييس إضراب المعلمين الذي بدأ منذ نحو ثلاثة أسابيع، لخلط الأوراق تمهيدا لخلق حالة من الفوضى والفلتان تقود إلى المجهول، خاصة بعد أن استجابت الحكومة وأعلنت عن نيتها تنفيذ الاتفاق الموقع مع الاتحاد العام للمعلمين منذ عام 2013.

رئيس دولة فلسطين محمود عباس قال في مستهل اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، مساء الثلاثاء الماضي، “إننا مكلفون بأن ننصف المعلمين وأن نقدم لهم ما يستحقونه من دعم ومساعدة في كل المجالات، وحريصون دائما على أن نحفظ كرامة هذا المعلم الذي يحفظ مستقبلنا ومستقبل أولادنا”.

كما أن اللجنة التنفيذية ومركزية فتح أكدتا على التمسك بالحوار الوطني وسيلة وحيدة لتجاوز العقبات التي تعترض إنهاء الانقسام الأسود، الذي بات يهدد وحدة الشعب والوطن، ودعتا إلى وضع الآليات المطلوبة لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في القاهرة، والدوحة، والاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية تتولى الإعداد لانتخابات رئاسية وأخرى تشريعية لطي صفحة الانقسام، واستعادة وحدة النظام السياسي، وترتيب أوضاع البيت الفلسطيني في مواجهة سياسة حكومة إسرائيل الاستيطانية الاستعمارية المعادية للسلام.

جاء رد الزهار ليكشف الغطاء عن نوايا حماس المبيتة على كافة الصعد وخاصة محاولات استغلال هذه الشريحة الراقية من أبناء شعبنا، لتنفيذ أجندات حزبية وربما إقليمية، خاصة عندما قال إن الانتخابات ستجرى عندما تسيطر حماس على الضفة وهذا يعني الانقلاب على الشرعية من جديد.

وتعقيبا على تصريحات الزهار قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أمين عام جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، أحمد مجدلاني: لم نفاجأ بالتصريحات التي أدلى بها القيادي في حركة حماس محمود الزهار، وهي لم تكن كما هي العادة، بمستوى المسؤولية التي نتوقعها منه في موقعه القيادي، وكعضو في المجلس التشريعي، فهي ذات العقلية التي تخون الآخرين وتشكك بهم، بدءا من دعوته للمعلمين إلى العصيان المدني وعدم الانصياع للقانون والنظام وانتهاء بالهجوم على المصالحة الوطنية والتشكيك في نوايا الأطراف الوطنية التي تعمل على إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة وتشكيل حكومة وحدة وطنية.

وأضاف في تصريح خاص لـ “وفا”، أن الزهار يحاول أن يصبغ التحرك الذي بدأه عدد من المعلمين حول عدد من مطالبهم، فحاولت حماس استغلاله وتوظيفه لأهداف سياسية بهدف خلق إرباك وتشويش في الوضع الأمني والمجتمعي في الضفة الغربية وإحداث حالة من القلق تهدد السلم الأمني والمجتمعي.

وحول هجوم الزهار على منظمة التحرير الفلسطينية، قال، إن ما يلفت الانتباه أن الزهار لا يرى، كما هو حال الإخوان المسلمين وحركة “حماس”، في منظمة التحرير ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني، رغم إصرار العديد من الأجنحة الأخرى في “حماس” على أن تكون جزءا من المنظمة، لكنه يؤكد على أن “حماس” مشروع بديل للمنظمة، وأن الانقلاب الذي حصل في غزة هو انقلاب على النهج الديمقراطي الفلسطيني وصولا إلى فرض حالة موازية للمنظمة لاستكمال الانقضاض حتى تكون “حماس” بديلا عنها.

وأردف أننا نرى في ادعاءات الزهار على المنظمة افتراء وتشويها وهو يذهب بعيدا في النهج الذي دأبت عليه حركة “حماس” من تكفير وتخوين من يختلف معها سياسيا، فالمنظمة التي قادت النضال الفلسطيني على مدى 50 عاما وحققت إنجازات كبيرة منها السلطة الوطنية الفلسطينية التي لولاها لما كان الزهار عضوا في المجلس التشريعي.

من جانبه اعتبر عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية، واصل أبو يوسف: تصريحات الزهار، محاولة لزعزعة الوضع الداخلي في ظل معركة كفاحية ونضالية يخوضها شعبنا ضد الاحتلال الإسرائيلي الذي صعد من إجراءاته العدوانية ضد أبناء شعبنا من إعدامات ميدانية، واستيطان، واعتداءات على المسجد الأقصى، وهدم للمنازل..الخ، فتصريحات الزهار ودعوته هذه تأتي لتتساوق مع الحرب المفتوحة التي يخوضها الاحتلال ضد أبناء شعبنا، بدل أن تكون هناك دعوات لحلول تلبي مطالب المعلمين وتحافظ على العام الدراسي والثانوية العامة لهذا العام.

وأضاف ” أعتقد أن الجهود التي بذلتها مختلف الأطراف لحل مشكلة المعلمين ستنجح في الوصول إلى حل لها وإنهاء إمكانية استغلال الاحتلال لها لأنه المستفيد الأول منها”.

وحول الهجوم على منظمة التحرير، قال، إن المنظمة تعمدت بمئات الآلاف من الشهداء والجرحى والأسرى، وبالتالي أخذت تمثيلها بقرار من الدم الفلسطيني وذلك بتمثيل كافة أبناء الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، المنظمة لم ولن تساوم ولا تتخلى عن تمثيلها لشعبنا ولا عن ثوابته الوطنية.

وحول المصالحة، أكد أن كل من ينادي بإبقاء الانقسام، أو يعيق تحقيق المصالحة الوطنية يخدم الاحتلال فقط.

إنه في الوقت الذي كانت تدعو به حماس الموظفين إلى الصمود وتناول الزيت والزعتر لبقاء حكومتها عام 2006، نراها اليوم تدعو للعصيان والانتفاض ضد الحكومة رغم انتظام الرواتب، هذا إلى جانب سياستها القمعية التي تمنع حتى إحياء المناسبات الوطنية، وتقمع المسيرات السلمية وتمنع حريات الرأي والتعبير، فهي تدعو المعلمين من خلال تصريحات الزهار “للتحرر من العبودية” في الضفة وتمارسها في قطاع غزة.

Exit mobile version