بدأت إسرائيل في الأيام القليلة الماضية حملة قطع الكهرباء عن مناطق مختلفة في أنحاء الضفة ولفترات زمنية محددة. والكهرباء هي عصب الحياة بكل معنى الكلمة سواء في ما يتعلق بالحياة اليومية او الصناعة والتجارة او الشؤون الصحية وغير ذلك، وقطع التيار يشكل عقابا جماعيا ويؤدي إلى نتائج بالغة الخطورة في كثير من الحالات.
وحجة إسرائيل هي تراكم الديون على شركة كهرباء القدس التي تزود الضفة بالكهرباء من الشركة القطرية الإسرائيلية، وبصورة عامة فان الشركة الإسرائيلية لا تقطع الكهرباء عن الضفة الا بموافقة الحكومة وبقرار سياسي بالتأكيد لان قطع الكهرباء يعتبر وسيلة ضغط على السلطة الفلسطينية في هذا الوقت بالذات.
والديون العامة أكثر من ١،٥ مليار شيكل وقد تراكمت خلال السنوات وبسبب عدم التزام جهات كثيرة بتسديد فواتيرها، ومن هذه الجهات، وللأسف الشديد، مؤسسات حكومية رسمية وبعض المخيمات والمناطق المختلفة. وإذا كانت إسرائيل تمارس الضغط في هذا السياق، فان الحل لا يكون بالاستنكار أو الإدانة وإنما بمواجهة الأزمة من جذورها.
وبداية المعالجة تكون بتسديد الديون الرسمية وتحصيل الديون المتراكمة على بعض المناطق والتشدد في دفع الفواتير في أوقاتها بشكل دائم.
كما أن السلطة مطالبة بالبحث عن سبل أخرى للطاقة سواء من خلال الإنتاج المحلي بشكل او بآخر، واستغلال أساليب استخراج الطاقة الحديثة، والبحث عن مصادر أخرى كالأردن لاستيراد الطاقة حتى لا نظل أسرى للضغوط الإسرائيلية.
في كل الأحوال فان المطلوب هو إيجاد حلول سريعة لهذه العقوبات والأزمة حتى لا يظل شعبنا يدفع الكثير الكثير وهو الذي لا تنقصه المشاكل أساسا، وهذه هي مسؤولية القيادة أولا وأخيرا.
حديث القدس: قطع الكهرباء عقاب جماعي لا بد من مواجهته بكل جدية
