لقاء على ذرى الكرمل – موفق مطر

إلى اللقاء أيها المولود في زمن الحرب

..وقبل أن تجوع أمك في “سفر برلك” العثمانية

في سنة النار المنتشرة في هشيم أوروبا

إلى اللقاء أيها الباحث عن العزة في كنف الحموي مصطفى في حيفا

بعد رحيل المطر.. قاسم حياتك ما بين الشقاء والألم

لكنك كما حدثتنا ..وعندما كانت النواعير تعن إشتياقاً

للشباب الغاطسين في “جغل” العاصي

كنت تحن وتبحث عن “الجبلاوي ” الشيخ “القسام”

وتحشو رصاصات “التومنكان” للمجاهدين

إلى اللقاء يا عاشق عروس البحر حيفا

أيها المسافر إلى المدن العربية إلى بيروت..حماة..والعائد إلى حيفا دائماً

قبل أن يدقوا حولها “خوازيق سايكس بيكو” وأسلاكها الشائكة المفرقة

سيدي يا من وهبتني روح الشباب

أتذكر ؟..كنت دائماً تحدثنا أنك من صنف صخور جبل الكرمل

ونعرف من طيفك الضوئي المسجل “صورة” أنك من شمس حيفا

سماء حيفا ..ملح بحر حيفا..ورمل شاطيء حيفا صرت فلسطينياً

يا إبن بلاد الشام ..ألست أنت الغارف عذب الماء من نبع في سفوح الكرمل ؟

سأحتفظ يا ” محمد تركي ” بإسمك المحبب عند أصدقائك في حيفا

إلى اللقاء يا بطل فلسطين في الرياضة النبيلة “الملاكمة”

فكأس البطولة الفضي ما زال يلمع ومحفور عليه إسم حيفا والبطولة

سأحتفظ بعقال “الكشافة العربية” وأخلاق أن تكون مستعداً دائماً لفعل الخير من أجل الوطن

إلى اللقاء أيها المقاوم على طريقتك “للهاغانا” الصهيونية وعصابات الغزاة..

سأروي ما كانوا يقولونه عن حبيبتك الفلسطينية السامرية “وردة” وكم أمطروا أهلها من السباب والشتائم العنصرية !

وسأذكر كم أحرقوا قلبك وإياها من نار كراهيتهم للعرب

سأحتفظ بإسمك الفلسطيني المحبب “محمد تركي”

وأحتفظ بإسم بدوية إبنة مصطفى الحموي

فأنا ياوالدي من صلبك والترائب وطهر رحمها

إلى اللقاء أيها المسافر من الدنيا إلى الآخرة في الربيع .. ولكن

في زمن الحرب ..بعد أن داهمت القرن الحادي والعشرين خمس سنين

إلى اللقاء أيها الراحل وفي كل مرة أكلمك عبر الفضاء

كنت تذكرني بفلسطين وأنا الحي فيها

كنت تصلي وتدعوا لفلسطين وشعبها بالنصر

وأنال منك الدعاء بالرضا

أبو جعفر يا صاحب معنى النهر الصغير

هل تراك لبيت نداء روح عروس حيفا أمي ؟

فقد سبقتك قبل تسعين يوماً إلى الآخرة !!

لقد أخبرتني جدتي أنك انتظرتها سبعة عشر عاماً

حتى توحد روحك مع روحها

في ظل نيران الحرب في الأيام التي بدأ فيها

الغزاة يلتهمون فلسطيننا القرية من وراء الجبل

والمدينة بعد استشهاد البطل

مازلت أذكر حكايات البطولة عن القاوقجي وعبد القادر الحسيني

أعرف أنك قاتلت مدافعا عن بيتك الحموي في حيفا

وفضلت مدينة السور التي هزمت نابليون عكا وفيها كان لكما شهر العسل

تحت نيران الغزاة التي لا تعرف الحب !

سبعة وخمسون عاما وأنت ترمم الأمل بالعودة إلى حيفا

فأنا أعرف أنك لم تشأ مغادرة فلسطين ..

فأنت الآن فيها بعد نصف قرن على شاطئها الجنوبي في غزة

أ لست من نفسك وجسدك الممتد ظله في بلاد الشام ؟

والآن اذهب يا والدي ولب نداء الله مطمئناً..

فأنا أعرف أنك وأمي كزوج الحمام

,بأنك اخترت أن تموت كالأسود لا يرى انطلاق روحك من كبريائك أحد !!

والدي ها هي روحك تشع على شاطىء فلسطين

من جديد فهنا الضياء والياسمين أحفاد المطر

هنا في الصبح القريب سنوحد الطريق ما بين حماة وبيروت وحيفا

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version