المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

سلوك حماس ،الاعدامات والمسؤولية المطلوبة.

هي مفارقة في الحقيقة ،ولكن الامر عندما يتعلق بحماس يصبح ممكنا وغير مفاجىء باي حال . فقد درجت هذه الحركة على فعل ما تريد ، والتصرف وفق ما يناسب مزاج قادتها ومصلحتهم الفئوية الضيقة ، التي يرون هم انها ليست كذلك، ويظنون انها مصلحة الامة ، ويحاولوا ان يوهموا انصارهم بهذا الظن الآثم . فمصلحة الشعب والامة هي المصلحة التي يقدمها الدين والمنطق والخلق على مصلحة الافراد والاحزاب أيا كان توجههم ومقصدهم.

المفارقة هي انه رغم سيطرة هؤلاء على غزة ، واضطهاد وقهر أهلها من أبناء شعبنا الذين طالموا تحملوا وناضلوا وضحوا من اجل الحرية والاستقلال والخلاص ، قتلوا واعتقلوا والصقوا تهم الكفر بمن ليس منهم ، اغتصبوا المساعدات الغذائية والدوائية لمن يريدون ، وحرموا من اعتقدوا انه يعارضهم .
رغم سيطرتهم وسلوكهم هذا الشائن ، المعادي للجماهير، تجدهم يطالبون السلطة بدفع رواتب موظفين هم أتوابهم ، وعسكريين هم اداتهم في القمع وكانوا وسيلتهم لتنفيذ الانقلاب الاسود ، ويذهبون لتحميل السلطة مسؤولية انقطاع الكهرباء عن غزة ، ويلصقوا بها تهمة المساهمة في فرض الحصار على أبناء شعبنا هناك.

ويرددون في اوقات اخرى ان الرئيس هو رئيس الشعب وينكفؤون متى ارادوا ليقولوا ان الرئيس انتهت شرعيته ، يطالبون حكومة الوفاق بتحمل مسؤولياتها تجاه غزة ، و هم يمنعون الحكومة من التدخل في أي أمر ، ويمنعون وزراءها من التحرك وزيارة أي مؤسسة اذا وصلوا غزة وحاولوا القيام بدورهم المطلوب.

واليوم يعلنون انهم سينفذون احكام اعدام ضد من أصدروا هم قرارات ضدهم ، فكيف يقدم هؤلاء على تنفيذ هذه الاحكام قبل تدقيقها والتاكد من نزاهتها ومبرراتها وسندها القانوني ، وكيف يصدرون أحكاما وهم الذين عينوا القضاة بعيدا عن ارادة الرئيس ومصادقته ، كما ينص القانون والدستور المؤقت ” القانون الأساسي”.
هم يصدرون الاحكام على أناس يخالفونهم أو غير محسوبين عليهم ، لأن الأمر لو كان غير ذلك لما صدر اي حكم من هذا النوع ولا حتى أقل منه على من يناصرهم ، فكيف تقوم حماس بكل ما تقوم به ، وتطالب السلطة بتحمل مسؤولية كل تفاصيل الحياة في القطاع ؟ أليس الأجدر بها في هذه الحالة ان تتحمل هي مسؤولية كل شيء ، رواتب ووقود وعلاج وتعليم وكهرباء وحل مشاكل البطالة وتغطية موازنة البلديات والمجالس القروية .
لقد خصصت السلطة وما زالت 58% من موازنتها لأهلنا في غزة ، وهي تتحمل كل الأعباء وتغطي كل الاحتياجات بمسؤولية والتزام ، اما هؤلاء فلن يتراجعوا عن العبث الذي يستمرون بممارسته ، ولن يتحلوا بروح المسؤولية التي تفرض عليهم الوقوف بجانب شعبهم والعمل على خدمة أهدافه وتلبية احتياجاته وتوفير امنه ، وها هم يرفضون كل مبادرة لانهاء الانقسام، ولا يتجاوبوا مع ما طرحه الرئيس السيسي للعودة الى لقاءات المصالحة في مصر ، رغم ما لشعبنا من ارتباطات ومصالح مع الشقيقة مصر ، والتي هي بوابة القطاع الى العالم والدولة العربية الكبرى التي يمكن ان يكون لها الدور في دعم قضيتنا والعمل من اجل الوصول لحقوقنا المشروعة .

الرسالة الحركية الاسبوعية لمفوضية الاقاليم الخارجية لحركة “فتح”

Exit mobile version