المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

نتنياهو يؤكد مجددا رفضه لكافة المبادرات والمؤتمرات الدولية

كرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موقفه الرافض لأي من المبادرات والمؤتمرات الدولية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي واكتفى بتأكيد مواقفه الدائمة بان الطريق إلى “السلام” يكون فقط من خلال المفاوضات المباشرة. مفهوم أصبح نتنياهو يكرره في كل مناسبة والغرض هو التهرب من عملية السلام بشكل كامل.
إذا كان نتنياهو يقر بأن المفاوضات الثنائية المباشرة هي الطريق الوحيد لتحقيق السلام فلماذا لم يتحقق السلام خلال الفترة التي خاض بها الفلسطينيون مفاوضاتهم مع إسرائيل ولماذا استمر الرفض الإسرائيلي لكافة المطالب الفلسطينية العادلة ولماذا استمر رفض إسرائيل لكافة قرارات الشرعية الدولية التي شكلت الضمانة لتحقيق تسوية عادلة، مع ان كافة المفاوضات التي مرت عبر التاريخ بين أطراف متصارعة كان نتيجتها التوصل إلى اتفاق ينهي تلك الصراعات.
لماذا يرفض نتنياهو مفاوضات متعددة الأطراف ولماذا يرفض دخول دول إقليمية ودولية للمشاركة بها من خلال رعايتها وتقريب وجهات النظر في حالة الاختلاف والاهم من ذلك لماذا يرفض نقل الصراع الى المنظمة الدولية التي كان لها الدور الأكبر في إنهاء نزاعات وصراعات شائكة وكثيرة في العالم نذكر منها أمثلة كثيرة وليس على سبيل الحصر أزمة البوسنة والهرسك وأزمة إقليم كوسوفو والتي لاحقت محكمة جرائم الحرب في تلك الأزمات الذين تسببوا بارتكاب مجازر وجرائم حرب في تلك البلدان. الصراعات مهما كان نوعها لا يمكن ان تصنيفها من خلال الاختلال في موازين القوى التي تمتلك إسرائيل هذه الخاصية وتحاول بسببها التفرد بالمفاوضات الثنائية حتى تبقى تملي سياسة الامر الواقع، بل ان تصنيف الصراعات والنزاعات يعود في أهميته إلى طغيان دول على شعوب أخرى وسلب حقوقهم ومصادرة حريتهم وأراضيهم وهذا يعني ان الصراع قائم دائما بين المغتصب والمطالبون بحقوقهم.
حتى المفاوضات المباشرة لا يمكن إجراؤها بمعزل عن المشاركات الدولية. الا يوجد هناك رعاة لعملية السلام بغض النظر عن أدوارهم وبغض النظر عن المسموح والممنوع في هذه الأدوار، لكن إسرائيل لا تقيم وزنا لهذه المشاركات بل تعمل على تحييدها لكنها لا تستطيع تحييد الحق الفلسطيني ولا تستطيع تحجيم دور الأمم المتحدة ومجلس الأمن عندما يحين الوقت لإصدار قرارات تتعلق بحل الصراع في حالة تدويله.
ثم إذا كانت إسرائيل بادعاءاتها إنها تمتلك أوراق القوة في صراعها مع الفلسطينيين فلماذا ترفض كافة المبادرات والمشاريع الدولية، ولماذا لا يكون الرفض الإسرائيلي واضحا ويشرح أسباب الرفض .فعندما يقر نتنياهو ان الصراع يجب حله من خلال المفاوضات الثنائية فانه يقر أن هناك حقوق للفلسطينيين وان الفلسطينيون يفاوضون دولة محتلة للانسحاب من أراضيهم وان الفلسطينيون سوف يحصلون على حقوقهم سواء من خلال مفاوضات ثنائية او من خلال تدويل قضيتهم لكن يبقى عامل الزمن يخدم نتنياهو في حالة المفاوضات الثنائية وانه أن الأوان لإخراج عامل الزمن من دائرة الصراع وتحديد سقف زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67.

خاص بمركز الإعلام

Exit mobile version