مواعظ نتنياهو بشأن الإرهاب مكشوفة ومفضوحة

بقلم: حديث القدس – القدس

ما إن تقع عملية ارهابية في الدول الغربية حتى ينبري رئيس الحكومة الاسرائيلية اليمينية المتطرفة الى رفض واستنكار مثل هذه العمليات ويبدأ بتقديم النصائح والارشادات للعالم وكأنه واعظ وداعية ليس له أية علاقة او صلة بالإرهاب وأنه منزه عن ذلك، في حين انه يمارس هو وأقطاب حكومته وجيشه شتى أنواع الإرهاب اليومي ضد شعبنا وشعوب الدول المجاورة من خلال سلسلة ممارسات وانتهاكات يرقى العديد منها الى جرائم حرب يعاقب عليها القانون الدولي الانساني.
صحيح ان الارهاب بكافة أنواعه وأشكاله مرفوض ومدان وأن أكثر الشعوب إحساسا به ومعاناة منه وتدينه بشدة هو شعبنا الفلسطيني من جراء الاحتلال الجاثم على صدور أبنائه والذي يزداد شراسة وعنصرية وتطرفا يوما بعد آخر، غير ان ما يثير الاستغراب والتساؤل هو ان ينبري الاحتلال لدعوة العالم لمواجهة الإرهاب بشكل جماعي وكأنه بريء ويعاني هو الآخر من الإرهاب، بل يذهب الى أبعد من ذلك بتقديم المواعظ للعالم.
ان دولة الاحتلال الاسرائيلي التي تمارس الإرهاب ضد شعبنا الفلسطيني وشعوب الدول العربية المجاورة، لا يحق لها ان تقدم المواعظ للعالم والدعوات من أجل توحده في مواجهة الإرهاب، فدولة الاحتلال تمارس أعتى وأشد أنواع الإرهاب ضد شعبنا ألا وهو إرهاب الدولة في مواجهة شعب يعاني من احتلال تسعى اسرائيل من خلال ممارساتها وانتهاكاتها الى جعله أبديا وأزليا خاصة وأنها ترفض السلام وتعمل بكل إمكاناتها وجهودها من أجل وأده بعد أن أوصلته الى طريق مسدود.
فقتل الفلسطينيين على الحواجز بدم بارد وبعد أن يتم تحييدهم، وسن القوانين التي تسمح لجنود الاحتلال بإطلاق النار على المواطنين بمجرد الاشتباه بأي مواطن، واعتقال الأطفال في ظلام الليل وإرهابهم وضربهم والتحقيق معهم بوسائل عنيفة وإصدار الأحكام بسجنهم وغيرها من الممارسات الأخرى التي يندى لها جبين الإنسانية هو الإرهاب الحقيقي بعينه لأنه صادر عن دولة احتلال، في حين أن الكثير من العمليات الإرهابية في العالم وخاصة الغربي هي فردية ومحدودة، أما في دولة الاحتلال فإن إرهاب الدولة هو يومي وبمختلف الأشكال والطرق.
فماذا نقول عن إعدام الشهيد الشريف وزميله وهما مصابان في الخليل، وعن قتل الفتى وشقيقته الحامل على حاجز قلنديا، لأنهما ضلا الطريق في حين لم يشكلا أي خطر على جنود الاحتلال، وغيرها من عمليات القتل، إن هذه الممارسات ترتقي الى مستوى جرائم حرب يجب تقديم منفذيها والمسؤولين عنهم والذين أعطوهم الأوامر بإطلاق النار لمحكمة الجنايات الدولية لمحاكمتهم وإنزال أشد العقوبات بحقهم.
وهنا لا بد من الإشارة الى ان الإرهاب له أسبابه، وأن منعه او الحيلولة دونه تكون بمعالجة أسبابه والتي من أبرزها احتلال الشعوب واستغلالها وفي مقدمتها الاحتلال الاسرائيلي لأرضنا وشعبنا وما يتعرض له من ممارسات وانتهاكات يومية.
كما لابد لنا من تأكيد رفضنا وإدانتنا وشجبنا لكافة أنواع الإرهاب سواء الفردي او الجماعي او إرهاب الدول بما في ذلك العملية الارهابية في ولاية فلوريدا الاميركية أمس الأول، وفي الوقت نفسه التشديد على ضرورة إنهاء الاحتلال لأرضنا ومعاقبة قادة اسرائيل على ممارساتهم وانتهاكاتهم التي ترقى لجرائم حرب، خاصة وأن مواعظ نتنياهو وأقطاب حكومته باتت واضحة بشأن مواجهة الإرهاب، فهي للتستر على إرهابهم البشع بحق شعبنا.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version