اسلاميات1:الإسلام كعلامة مسجلة لحزب!

بقلم: بكر أبو بكر

ليس الاسلام كإسلام يعنى بالضرورة ما نفهمه نحن ، وأقصد بنحن فئات الناس أو جماعات المسلمين المتعددة،كلٌ لوحده، وافتراض أن الإسلام يختلف وعيه حسب الأفهام هو افتراض عقلاني لسبب أن الله خلقنا مختلفين في الشكل والجسم والنفس واللسان وبالطبع في طرائق التفكير، وإن أضفنا لذلك عوامل البيئة والتنشئة و التعليم والوعي يصبح لا مناص من القول ما هو منطقي إن الأفكار متعددة عامة ومنها ذات الفهم لمعنى الاسلام.
إن الاسلام واحد، وحدده القرآن الكريم بكثير من الآيات الكريمة، كما أن الرسول (ص) قد عرّف المسلم وجاء الفقهاء ليعرّفوا الدين الاسلامي بالأركان الخمسة والإيمانيات الغيبية الستة، ما جعلوها قاعدة التعريف للإسلام وأصوله العقدية المرتبطة بالقاعدة الأولى وهي التوحيد الذي جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، مع ما يشتمله الاسلام من قيم إنسانية وقواعد.
ما يضاف للإسلام اليوم عدا توقّف التعريف عند حد ما ذُكر هو اعتبار كل شخص أو مجتهد أوجماعة أو جهة أو تنظيم (حزبي/ديني) اليوم في الكثير منهم أنه لمجرد أن يطلق أو تطلق الجهة على نفسها صفة (إسلامية) -وما هي بالإسلامية- تفترض أن هذه الصفة أو العلامة المسجلة تشفع لها لتطويح عقل المتلقي في الاتجاه الذي تريد.
يصبح الاسلام هو إسلامهم هُم فقط بمعنى الكيفية التي يعرّفونه بها، وتسقط التعريفات للتنظيمات الأخرى (أنظر معارك الميدان والفكر بين التنظيمات الاسلاموية في حرب أفغانستان (1979-1989) وما تلاها، ثم في الجزائر خاصة فترة العشرية السوداء (1992-2002م)، وحاليا في كل من العراق وسوريا وليبيا والسودان وفلسطين ومصر والصومال ونيجيريا…) لأن الجزئيات أو الفروع (الفقهية) عند أمثال هؤلاء تتراكب معا لتصبح هي المحدّد للتصنيف لمن لا يؤمن ب”الشريعة” – كما يرونها – أو “الخلافة” أو “الجهاد” أو”الحدود” أو”الحجاب” أو”الولاء والبراء والاستعلاء”…الخ، بتعاريفهم بالطبع .
المخالف عندهم هو إما خارج المِلّة (الدين) أو خارج المذهب، أو هو على الأقل ضمن فئات أخرى مرتدة أو علمانية أو من ذوي الأهواء والبدع أو أي من الصفات التي يطلقونها على المسلم الآخر، لتعنى بعُرفهم اسقاط عضوية المسلم من أمة المسلمين أو في الحد الأدنى من ربقة دينهم الجديد المتمثل بهم والمسمى ضلالا منهم (اسلامية).

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version