فصول الكوميديا السوداء!

بقلم: يحيى رباح

اليوم الاربعاء، الخامس عشر من حزيران2016، دخل الانقسام سنته العاشرة من كان يظن ذلك؟ والدور الوحيد والاساسي الذي قام به الانقسام هو إلحاق الاذى والضرر الكبير والاهانة القاسية بالشعب الفلسطيني وقضيته ونضاله المبدع المجيد وتضحياته الخارقة، فكيف لشعب اقتلع من ارضه وقذف به مثل القمامة النووية في المنافي والصحارى والمخيمات بلا معيق ولا نصير آت ينتقم؟ وكيف لشعب صغير مر منه اكثر من مليون على السجون والمعتقلات واستشهد منه مئات الآلاف وفي طليعتهم قيادته التاريخية على يد العصابات الصهيونية وعملائها أن ينقسم؟ وكيف لشعب جربت فيه كل انواع المجازر من دير ياسين الى قبية الى كفر قاسم الى بيت دراس الى القدس والحرم الابراهيمي الى صبرا وشاتيلا الى آخر عائلة شطبت من السجل المدني في قطاع غزة، جربت ضده كل انواع الحروب بما فيها الحروب التي لا هدف من ورائها سوى تجربة انواع جديدة من القنابل في اهداف حية أن ينقسم، وكيف لشعب قيل عنه وهو يذبح انه غير موجود ان ينقسم؟ وكيف لشعب ذبحه الكبار على مذبح مصالحهم الكبرى ولعق دمه الصغار من اجل ان يكون لهم دور اي دور ان ينقسم؟

ما حدث في الرابع عشر من حزيران عام 2007، لم يكن من انتاج فلسطيني، الاسرائيليون اصحاب الفكرة والخطة، واللاعبون الاقليميون الهزليون أمنوا الغطاء ونفخوا مثل فحيح الافاعي محرضين، اما المنقسمون فهم ليسوا من لحمنا ولا من دمنا ولا من انسابنا، هم ابناء الشيطان والعداوة والحقد والكراهية اللزجة، وقعوا في الحفرة بعيون مفتوحة ولكن لا ترى، مكروهين من الله ومن الناس حلت عليهم لعنة التاريخ لانهم بفعلتهم السوداء اصابوا شعبنا في مقتل، وطعنوه بخنجر مسموم صهيوني، وشوهوا سمعة شعب الشهداء، شعب الثورة وشعب الانتفاضة الى شعب الانقسام الا لعنة الله عليهم الى يوم الدين!

ولأن الخطيئة الاولى لا ينتج عنها سوى المزيد من الخطايا، فمع دخول الانقسام عامه العاشر، قدمت لاسرائيل مكافأة من المجتمع الدولي الغارق في نفاقه وفي داخل قاعة الجمعية العامة للامم المتحدة، وهي تعيين الاسرائيلي الليكودي دان دانون رئيسا للجنة القانون الدولي ومكافحة الارهاب! ايها الصغار عبدة الانقسام، هل تعون ما حدث! اسرائيل التي لم تعترف بقانون دولي ولا انساني، ولم تعترف بشرعية، ولم تعترف بحق لكم، تكرم الى هذا المستوى، اعرفتم الآن كيف انكم باستمراركم في الانقسام انما تستمرون في الكوميديا السوداء المفزعة، وهل اكثر من ذلك اذلالا ومهانة.

Yhya_rabahpress@yahoo.com

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version