يامن نوباني
ساعتين من الرقص والغناء والأوبرا نقلت الثقافة والبهجة الصينية بأعمق معانيها، إلى قلوب من حضروها، قدمتها فرقة “مصباح متداول” القادمة من مقاطعة تشجيانغ في جنوب شرق الصين، في قصر رام الله الثقافي، في تأكيد على عمق العلاقات الفلسطينية – الصينية ثقافيا.
وضم العرض الذي حضره أعضاء من اللجنة التنفيذية لحركة فتح، والسفير الصيني لدى دولة فلسطين تشن شينغ تشونغ، وأمناء عامون للفصائل وعشرات الأطفال والأشخاص المهتمين بالشأن الثقافي، لوحات تراثية وثقافية من الصين، تنوعت بين الغناء الفردي والرقص الجماعي والعروض الناقلة لحكايات تاريخية وأساطير صينية.
وجاء العرض الفني الصيني بدعوة من مكتب جمهورية الصين الشعبية لدى دولة فلسطين، وبالتعاون مع وزارة الثقافة الفلسطينية، وحضره العشرات من الصينيين من المقيمين في فلسطين ومن الذين جاءوا مع الفرقة.
وقال مفوض العلاقات الخارجية في حركة فتح، عباس زكي: هذه أمسية للفن والفكر والثقافة وليست للسياسة، تؤكد تطور علاقتنا بالصين، ومدى اهتمام الصين بقضيتنا، وقدرة السفير الصيني الشاب على ادخال بعدا جديدا للعلاقة بين الصين وفلسطين. وما يوازيه من حراك لسفيرنا الشاب أيضا ايهاب بسيسو.
بدوره، قال وزير الثقافة ايهاب بسيسو: “نثمن العلاقات الفلسطينية الصينينة، ونعمل على تعزيز حضور فلسطين ثقافيا في الصين، والحضور الثقافي الصيني في فلسطين، والذي يشكل امتداد لتاريخية العلاقة، ونؤكد اهمية أن نمد جسور التعاون الثقافي مع الدول الصديقة، خاصة دول بحجم الصين ثقافيا واقتصاديا وسياسيا”.
وتابع: “هناك الكثير من الآفاق التي نستطيع العمل بها سوية، ولكن بما يخص العرض الليلة نتحدث عن فرقة تعد من أهم الفرق في جنوب شرق الصين التي تقدم العديد من اللوحات الاستعراضية والفنية التراثية الصينية والتي نؤمن انها مهمة جدا في سياق تعزيز علاقتنا الثقافية مع الصين، وتأتي متزامنة مع عيد الفطر وتأكيدا على متانة العلاقات الفلسطينية الصينية.
وعبر السفير الصيني لدى دولة فلسطين شينغ تشونغ، عن بهجته باستجلاب “مصباح متداول”، وادخاله الفرح والبهجة في قلوب الشعب الفلسطيني، بمناسبة عيد الفطر السعيد، لافتا إلى أن العلاقة بين الشعبين تعتمد على التواصل والتقارب بين القلوب، واستجلاب المزيد من العروض الثقافية والفنية وتبادلها.
وقدمت مصباح متداول 12 عرضا فنيا، بدأتها برقص تراثي بعنوان “الخيول الرماحة”، تبعها أغنية فردية بعنوان “ياسمين”، ثم رقص فردي بعنوان “الجمال”، ثم غنت مجموعة نسوية “فتيات من قناة المدن”، وقدم الشبان رقصة “مندرين”، تبعها رقصة نسائية فردية بعنوان “النساء في وقت السلام” ثم أغنية أزرق وأبيض، تلاها لوحة فلكلورية عكست الفلسفة والثقافة الصينية، ثم رقص فلكلوري، وأوبرا “الزواج المثالي”، وعرض يصف هموم الشباب في الحب، واختتمت الفرقة عروضها بمجموعة رقص اوبرا صينية، حيث الرقص مع حركات اليد والعين والجسد والتي تعكس السحر النسائي في الابروا الصينية.
وتأسست فرقة مصباح متداول عام 2008، وتضم أكثر من 60 شخصا منهم الخبراء في الإدارة والاشراف والرسم والانتاج والموسيقى والرقص والعزف والتقديم والتمثيل، وشاركت في الحفل الافتتاحي لأولمبياد بكين 2008، والمعرض الدولي أكسبو في شنغهاي عام 2010، ومهرجان الثقافة الصينية في عديد دول العالم، وحصدت عشرات الجوائز الوطنية والدولية.
