المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

ماذا يتطلب دفع عملية السلام؟

جاءت دعوة الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجلس الامن لدعم جهود اللجنة الرباعية الدولية لدفع عملية السلام في الوقت الذي يستعد فيه المجلس لبحث التقرير الاخير الصادر عن الرباعية بخصوص عملية السلام المتوقفة فيما تستعد المجموعة العربية في الامم المتحدة ممثلة بالسفراء العرب وجامعة الدول العربية لاتخاذ خطوات عملية لإحباط اية محاولات لاعتماد التقرير بصورته الصادرة عن اللجنة الرباعية وعدم صدور بيان رئاسي من قبل المجلس للترحيب بالتقرير والمصادقة عليه حيث من المفترض ان تشكل نتائج وتوصيات التقرير الاساس لإحياء عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل. وإذا صادق المجلس على التقرير بصيغته المقترحة فان ذلك سيضع عقبة جديدة اخرى امام العودة بعملية السلام الى الواجهة السياسية. وكان تقرير الرباعية قد دعا لتطبيق حل الدولتين دون الاشارة الى جوهر الصراع ودون الحديث عن انسحاب اسرائيلي كامل من الاراضي الفلسطينية المحتلة وهذا يعني ان اية مفاوضات قادمة ترتكز على تقرير الرباعية سيكون مصيرها الفشل فما دام التقرير لم يتطرق لمسالة الانسحاب فان اسرائيل سوف تتشبث بموقفها وترفض الانسحاب الكامل.
بان كي مون الذي زار المنطقة بعد صدور التقرير واجتمع مع القيادة الفلسطينية كان يهدف من خلال زيارته الى تلطيف الاجواء السياسية الساخنة التي عمت المنطقة العربية برمتها وامتصاص نقمة الغضب الفلسطيني التي جاءت بعد تقرير الرباعية وفي ذلك اعتراف ضمني من كي مون بان هناك ظلما قد وقع على الشعب الفلسطيني ويجب تسويته من خلال تصريحاته الاخيرة. لكن ما يؤخذ على كي مون بان الامم المتحدة بصفتها عضوا في الرباعية الدولية كانت شريكا في اصدار هذا التقرير والذي ترك تداعيات خطيرة جدا على عملية السلام وإمكانية استئنافها بشروط الرباعية.
وإذا كان الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون راغبا بصفته الرسمية الممثلة بالأمم المتحدة في تحريك عملية السلام وإعادة بناء الثقة بين الفلسطينيين والمجتمع الدولي فعلى مجلس الامن رفض تقرير الرباعية والتأكيد على لب الصراع الفلسطيني الاسرائيلي والإشارة بشكل واضح وصريح في مطالبة اسرائيل الدولة المحتلة بالانسحاب الكامل من الاراضي الفلسطينية وهذا هو الشرط الاساسي لإنجاح اي مفاوضات قادمة لأنه مثل هذا القرار سيكون سيفا مسلطا على اسرائيل وسيضع ضغطا عليها بحيث تصبح تحسب الف حساب لردة فعل دولة فيما لو اصرت على مواقفها بالاستمرار في تهربها من التركيز على القضايا الجوهرية في المفاوضات.
وإذا كان الامين العام للأمم المتحدة يعول على اسرائيل للدفع بعملية السلام فان ذلك لن يأتي من خلال تصريحات صحفية او من خلال مهرجانات بل من خلال قرار دولي تحميه شرعية القرارات الدولية وتذك ير اسرائيل باعتداءاتها على دولة عضو في المجموعة الدولية، فالفلسطينيون يريدون من مجلس الامن الترحيب بالمبادرة الفرنسية لاحياء عملية السلام وليس المصادقة على تقرير الرباعية.

خاص بمركز الإعلام

Exit mobile version