غضب علني غير مسبوق على “كهرباء غزة”

ارتفعت حدة الانتقادات والسخط على شركة توزيع الكهرباء وسلطة الطاقة بغزة بشكل غير مسبوق، معلنة حالة من الغضب العارم يقودها هذه المرة المواطن المتضرر الأول من الأزمة المفتعلة والتي أودت بحياة عدد من الأشخاص معظمهم من الأطفال.

27 طفلا توفوا حرقاً عندما قررت عائلاتهم استخدام طاقة بديلة عن الكهرباء الغائبة عن القطاع منذ 10 سنوات، بحسب المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، ناهيك عن مئات حوادث احتراق المنازل والمحال التجارية لذات الأسباب.

واشتدت أزمة الكهرباء في قطاع غزة منذ أيام وأصبح جدول التوزيع يشهد ارباكا شديداً، تزامناً مع زيارة وفد من وزارة الطاقة التركية لقطاع غزة لدراسة سبل حل الأزمة، الأمر الذي خلق حالة من الاستياء والتساؤل في نفوس الغزيين الذين هم بحاجة ماسة لوصل التيار الكهربائي بكل القدرة الممكنة لمساعدتهم في تجاوز بسلام أيام الحر الشديد التي يمر بها حالياً.

وجاءت انتقادات الغزيين لشركة الكهرباء وسلطة الطاقة على النحو التالي، يقول محمد أحد الصحفيين: “عدونا اصبح سلطة الطاقة وشركة الكهرباء، يجب الخروج بمسيرات في كل شوارع القطاع ضد قطاع الكهرباء، مخازن المحطة مليئة بالسولار الصناعي وهذا شيء مؤكد، بكفي دجل .. ارحلوا …”.

الصحفي يوسف أبو كويك يُعلق ساخراً: يا رب ما بدنا كهربا، خلينا نحس بمعاناة أهلنا في لندن وباريس وسويسرا”، متسائلا: شركتنا ربانية حسب علمكم؟، وعلق أيضا أبو يوسف ساخراً: شركة “قطع الكهرباء” عن محافظات غزة تبارك لكم برنامج الكهرباء الجديد “برنامج أبو 24 ساعة كهربا ( 4 جاية و 20 قاطعة )”.

ووصل حد الانتقادات الي مطالبة بعض المسؤولين في سلطة الطاقة بالرحيل، كتب سعيد كيلاني على صفحته في “فيس بوك”: “لأنه اليوم الجمعة و‫‏الكهربا قاطعة بحب احكي الله ينتقم منكم ومن كل ضغطكم علي هالشعب، ولأنك مش قد الأمانة والمسئولية (#‏فتحي_الشيخ_خليل_أرحل)”، في اشارة لنائب رئيس سلطة الطاقة بغزة.

وعن تكرار تزامن تفاقم قطع الكهرباء مع زيارات الوفود الخارجية لقطاع غزة، بدأ المواطن يعبر عن استيائه وغضبه بوضوح، أحد المواطنين طالب وفد وزارة الطاقة التركية بمغادرة غزة فوراً.

يقول المواطن عامر الفرا: “الوفود التركية والقطرية بينهم وبين الكهرباء بغزة عداوة،
اول ما يوصلوا غزة بتختفي الكهربا، بدنا دولة بتمون عليهم ويحلوا القصة”.

ويضيف آخر: “الله يعدمني شركة الكهرباء ويعدمني كل سفير ووزير بيجي غزة في ساعة وحدة”.

قضية الكهرباء في قطاع غزة أصبحت الشغل الشاغل للغزيين في ظل موجة الحر الشديد التي تضرب المنطقة حالياً، فلا تخلو جلسة في أحدى المناسبات أو المنازل أو المقاهي؛ من اثارة المشكلة وتبادل النقاشات الحادة التي تثير غضبهم واستيائهم الكبير.

ومنذ اشتداد الأزمة ووصول ساعات قطع الكهرباء الى 14 ساعة متواصلة مقابل 4 ساعات وصل فقط، أصبح المواطن في قطاع غزة مضطر للبحث عن مكان للهرب من ( فرن البيت ) كما يصف البعض، فيجد البعض شاطئ البحر ملاذاً جيداً، وأخرون يفترشون أرصفة الشوارع والطرقات، غير أن البعض يجد النوم فوق أسطح منازلهم حلاً مناسباً مؤقتاً.

ويعلق أحد الغاضبين باللهجة العامية: “ماهو احنا هيك صرنا كل ما يجي وفد ع البلد يقعدوا يشحدوا علينا ويحطوا في بطونهم ..وهو مين الي بعاني ليكون هما ؟؟؟هما ما تقطع اصلا عليهم ..الي بيعاني صغارنا وكبارنا ويا عيني الي عندوا مريض بالبيت شو بصير بحال البيت ؟؟بصير البيت كلوا مريض…عارفين ياريت يرجع الاحتلال اشرف النا”.

كما أن البعض اتهم الشركة بسرقة الكهرباء قائلاً: “سرقة الكهرباء حرام شرعا، طبعا الكلام هدا لشركة الكهربا اللصوص، مش للشعب”، ويتساءل آخر: اذا الغيت ضريبة البلو أو لم تلغى، لماذا تبقى فاتورة الكهرباء كما هي؟ أين تذهب تلك الأموال”.

وفي واحدة من المواقف الساخرة يشرح أحد المواطنين حوار دار بينه وبين طفلته: سارة بنتي 10 سنوات بتقولي بابا جدول الكهرباء اليوم (تركي).
الأب: شو يعني تركي؟ هاي جديدة…سارة: تركي يعني 14 قطع و4 وصل.

تطور الأمر هذ المرة الى حد بعيد، لينتقد أحد الغزيين الأزمة قائلاً: “نحن الان نتمتع بنتائج الانتصارات المتتالية وخاصة الكهرباء”، في اشارة واضحة لنتائج الحروب الماضية على القطاع وثمن تضحية المواطن خلالها.

يُشار الى أن سلطة الطاقة والموارد الطبيعية بغزة، اعلنت أمس الخميس، عن توقف أحد مولدات محطة توليد الكهرباء بسبب ما أسمته “ضريبة البلو” المفروضة على وقود المحطة، مسبباً عجز كبير في إمدادات الطاقة وإرباك شديد في برنامج الكهرباء تزامنا مع تعطل الخطوط المصرية وتعطل أحد الخطوط الإسرائيلية المغذية للقطاع.

في الختام، المواطن في غزة لا يأبه لكل مسببات الأزمة بقدر اهتمامه بإيجاد طرق جادة لحل الأزمة وايصال التيار الكهربائي الى المنازل، وجميع فئات الشعب تطالب منذ سنوات بتحييد ملف الكهرباء عن المناكفات السياسية التي أرقت حياة الغزيين وتحتاج لتظافر جميع الجهود المحلية والدولية لإنهاء معاناة دامت عقد كامل من الزمن.

رايــة – سامح أبو دية

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version