الإعلام الوطني والانتخابات

بقلم: وفيق زنداح

وسائل الإعلام بأشكالها كافة وأنواعها ومشاربها الفكرية وميولها السياسية ومعتقداتها الأيديولوجية تشكل أحد معالم المشهد الانتخابي بكل تجلياته وصوره وتفاصيله وحيثياته، والتي سنبدأ بمتابعتها وتسليط الضوء عليها من خلال ما يجري من تهيئة المناخ الانتخابي وعملية التجهيز والإعداد للقوائم الانتخابية، وقرب الاعلان عنها، ومعرفة البرامج الانتخابية لكل قائمة ودراستها وتحليلها ومعرفة أبعادها وأهدافها التي تسعي كل قائمة للوصول إليها.

الاعلام المرئي والمسموع والمقروء وشبكات التواصل الاجتماعي تشكل أساسًا دعائيًا انتخابيا للقوائم المرشحة إذا ما أضفنا التحركات واللقاءات والاجتماعات كافة، وما يمكن أن يجري من ندوات وورشات عمل ومؤتمرات والتي ستحظى بالاهتمام والمتابعة من قبل وسائل الاعلام كافة، حتي نحدد مضمون رسالة الإعلام الوطني الفلسطيني بأشكاله كافة في مرحلة الإعداد والتجهيز للانتخابات المحلية، والتي تستوجب أن نحدد بعض من الأهداف التي يجب السعي على تحقيقها والتي يمكن اختصارها بالتالي:

أولًا: الإعلام ودوره الإيجابي في تعزيز روح الوحدة الوطنية والوعي الديمقراطي وممارسته والمشاركة المجتمعية بكل إيجابياتها وتطلعاتها.

ثانيًا: الإعلام وتسليط الضوء على حقيقة ما آلت إليه أوضاعنا الخدماتية وما أصابها من دمار وهلاك وما يجب علينا فعله لتشييد بنية تحتية ومرافق خدماتية قادرة على الوفاء بمتطلبات المجتمع واحتياجاته.

ثالثًا: عدم الاثارة والتهويل والتجميل لما هو قادم وكأن الفائز يمتلك كافة الأدوات التي يمكن أن تحقق الأماني والتطلعات ونسيان الواقع وملابساته وتفاصيله التي تحمل أعباء سنوات الانقسام الطويلة والحصار الجائر وحروب متعددة، وهذا لا يعني أن يكون للإعلام دور في تعزيز الإحباط واليأس ولكنه الدور المطلوب في تعزيز روح الأمل لمستقبل أفضل.

رابعًا: إعادة روح الأمل وتعزيزها داخل النفوس وعبر السلوكيات وتجديد الطاقات واستنهاضها وعدم تركها للمجهول وعذابات السنين.

خامسًا: العمل على حث الجماهير على المشاركة في العملية الانتخابية بأعلي نسبة ممكنة حتي يمكن للمواطن أن يساهم في تحسين أوضاعه من خلال مشاركته وانتخابه لقائمته المؤمن بها والقادرة على تلبية احتياجاته ومتطلباته.

سادسًا: الإعلام ودوره في العملية الانتخابية في تغذية الروح الايجابية ومحاصرة الإحباط واليأس الذي تملك نفوس الكثيرين في ظل سنوات الانقسام والحرمان والحصار.

سابعًا: الإعلام وتسليط الضوء على القوائم الانتخابية التي تشكلت وفق أسس ومعايير الكفاءة والمهنية وروح المسئولية، وشرح تفاصيل برامجها وآليات عملها بصورة متوازنة وموضوعية، وبعيدًا عن أساليب التهويل والاثارة والقذف كافة باعتبارها من الموانع الانتخابية.

ثامنًا: التأكيد عبر وسائل الاعلام كافة أن فرصة إجراء الانتخابات المحلية فرصة وطنية ديمقراطية مقدسة يجب أن نحافظ على ديمومتها وتطويرها والبناء عليها على طريق إنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة والإرادة الوطنية.

تاسعًا: الإعلام ودوره في محاصرة السلبيات والثغرات والظواهر التي تولدت لفعل حالة الفراغ والبطالة بصورة جادة وملتزمة بعيدًا عن التهويل والإثارة والتضخيم.

عاشرًا: التأكيد الإعلامي ومهما تكن النتائج بضرورة الالتزام بما سيفرزه هذا العرس الديمقراطي لنبدأ صفحة جديدة من العمل الوطني المعزز للديمقراطية والشراكة والأهداف المشتركة.

الحادي عشر: إحداث المقارنات الموضوعية من خلال التقارير والتحقيقات واللقاءات بين حالة الانقسام وكوارثها وما آلت اليه أوضاعنا، وبين الأمل بإيجاد حالة تكون الأفضل بالنسبة لأهلنا وأبناء شعبنا، مرحلة للتجديد والعمل وحسن الأداء.

الثاني عشر: قدرة الإعلام الوطني بكافة وسائله وأشكاله على توحيد الجهود الوطنية وتعزيز أسس وحدتنا الوطنية ومفاهيمنا الديمقراطية وممارسة أعلي درجات الوعي الوطني في المشاركة الإيجابية وأن تكون التجربة التي سنقدم عليها فريدة ومتميزة وسنبني عليها تجربة أكبر واشمل بانتخاباتنا التشريعية والرئاسية القادمة والتي نستطيع من خلالها طي صفحة الانقسام وتعزيز وحدتنا وشراكتنا الوطنية من خلال إرادة واحدة موحدة باعتبار ذلك مخرجًا وطنيًا وحيدًا لحالتنا القائمة.

لقد شكل الإعلام في مرحلة الانقسام بكافة تبعاته وكوارثه عبئًا إضافيًا يجب أن نعمل على إزالته ومحاصرة تبعاته وسلبياته، وأن نعمل على تجديد الخطاب الإعلامي ذات المضامين الوطنية الوحدوية الديمقراطية، حتي يتسنى للإعلام الوطني أن يكون مشاركًا فاعلًا في إنجاح التجربة والفوز بنتائجها.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version