المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

انطلاق فعاليات مؤتمر “إعداد المعلم: الواقع والمأمول”

انطلقت في مدينة رام الله، اليوم الأربعاء، فعاليات مؤتمر “إعداد المعلم: الواقع والمأمول”، الذي نظمته كليتا العلوم التربوية في جامعة القدس المفتوحة وجامعة القدس، وعبر تقنية (الفيديو كونفرنس) مع غزة.

وافتتح المؤتمر الذي تولى عرافته أ. إياد اشتية، وزير التربية والتعليم العالي صبري صيدم، ورئيس جامعة القدس المفتوحة د. يونس عمرو، ورئيس جامعة القدس د. عماد أبو كشك، وعميد كلية العلوم التربوية في “القدس المفتوحة” د. مجدي زامل، علاوة على حشد من التربويين وممثلي الجامعات والمعلمين والمشرفين.

وأوصى المشاركون في المؤتمر بإصدار تشريعات مناسبة للمعلمين بهدف تنميتهم ثقافيا ومهاريا طوال حياتهم المهنية للتكيف مع المستجدات المعاصرة، وتشريع سياسات داعمة للتعلم المتمركز حول الطالب، وإيجاد المنهاج المدرسي الذي يأخذ بالاعتبار مهارات القرن الواحد والعشرين، وتوظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم.

كما أوصوا بتفعيل التعليم الرقمي لدى المعلمين في أثناء الخدمة، وتوفير البنية التحتية للتكنولوجيا في المدارس الفلسطينية، وتشكيل مجلس تنسيقي عال لرسم التوجهات والسياسات بهدف الاستفادة من مختلف التجارب والتدريب أثناء الخدمة، وتضمين الخطط الدراسية الخاصة ببرامج إعداد المعلمين قبل الخدمة لمقررات جديدة تتماشى وطبيعة الأدوار التي يفرضها مجتمع المعرفة على المعلم.

وشدد المشاركون على أهمية إتاحة المجال أمام كليات التربية وفتح تخصصات ومسارات متعددة لإعداد المعلمين في المرحلة الأساسية، لمواكبة النهضة التنموية في فلسطين.

وقال صيدم: “إن وزارة التربية والتعليم العالي هي وزارة الدفاع الفلسطينية بالفعل؛ فهي الوزارة التي تتصدر الوقوف في وجه الاحتلال وممارساته على الدوام، التي كان آخرها قبل يومين، حيث منع الاحتلال استخدام كتاب التنشئة الوطنية والاجتماعية في مدينة القدس، وبالأمس قررت قوات الاحتلال أن تحاصر تجمع “أبو نور” البدوي بالخان الأحمر، وأن تجهز على الخيمة اليتيمة التي نصبتها الوزارة لتحتضن الأطفال الصغار هناك في الصف الثالث، من أجل كل هذا تعد بحق هي وزارة الدفاع الفلسطينية، وتدافع كل يوم عن حصن منيع من حصوننا”.

وأضاف: “إن المؤتمر جهد جبار يؤكد أهمية العمل على تطوير المعلمين، هذا الجهد الذي تقوده اليوم جامعتا القدس المفتوحة والقدس، وخير مثال على ذلك نموذج حنان الحروب، أفضل معلمة في العالم، وسيحقق شعبنا مزيدا من الإنجازات في الأشهر المقبلة”.

وتابع: “إن واقع المعلم الفلسطيني ليس مرضيا، وحجم الطموح أكبر، فنحن شعب لا يرضى بالقليل، لذا نسعى دوما لتطوير واقع المعلم الفلسطيني، وطموحنا كبير في هذا المجال، ونأمل بأن يصبح معلمونا أفضل المعلمين في العالم”.

وأردف قائلا، إن التعليم يجب أن يبقى موحدا لشعبنا ويقدم نماذج مشرفة عن الفلسطينيين على مستوى العالم، فتجربة التعليم في فلسطين تحظى باحترام عالمي، واليوم يجب أن نضع خريطة المأمول من المعلم الفلسطيني في المرحلة المقبلة ومحاصرة مواطن الخلل والتركيز على النجاحات.

إلى ذلك، قال د. عمرو، “نعول على هذا المؤتمر في تدريب المعلم ووضع السبل بين يديه لنقل العلم إلى أبنائنا الطلبة، فقد كانت أدوات معلمنا في الماضي كتابه ودفتره وقلمه وفوقها العصا، ولكن الزمن كفيل بأن يستبدل بتلك الأدوات أخرى تتماشى وروح العصر والوضع العالمي الجديد للشعوب عموما، وعلى رأسها شعب فلسطين، فالطالب تغير، والأسرة تغيرت، والمعلم باقٍ، والأساليب تغيرت”.

وتابع: “إنه لواجب علينا أن نضع بين يدي المعلم أدوات التعليم والعلم الصحيحة لهذا الزمن، من أجل تمكينه من القيام بما هو مطلوب منه على أكمل وجه”.

وأضاف د. عمرو: “إن جامعة القدس المفتوحة دأبت على توفير كل الأدوات اللازمة لأساتذة الجامعة وطلبتها من خلال أدوات التعليم الإلكتروني ووسائطه، ونجحنا أخيرا في إطلاق فضائية القدس التعليمية، وهي آخر ما يمكن من تأمين الوسائط التعليمية، فراحت تبث محاضرات الجامعة الرسمية يوميا. ثم إننا زاوجنا بين نمط التعليم المفتوح والتعليم الإلكتروني للوصول إلى أحدث أنماط التعليم التي تنتهجها جامعات العالم، وهو التعليم المدمج، وتسعى جامعة القدس المفتوحة لتـأمين الوسائط لمعلم يسعى لنقل علمه لطلبته بهذه الوسائط”.

واستطرد: “تسعى جامعة القدس المفتوحة للتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي، بمختلف قطاعاتها وطواقمها، لترسيخ العملية التعليمية حسب الأصول المرعية والمطلوبة، وقد قيض الله للوزارة رجلا إلكترونيا يسعى للقفز بالتعليم التقليدي العام والعالي إلى حوسبة التعليم، وهو المطلوب في هذا الوقت، لمواكبة الدنيا من حولنا، ونحن نشد على يد الوزير صيدم على المستويين الشعبي والرسمي”.

وختم د. عمرو كلمته قائلا: “إن الجامعة تسعى مع شقيقاتها في الوطن- خاصة جامعة القدس الشريف التي نشترك معها بحمل الاسم المقدس لمدينة القدس، ممثلة بصديقي أ. د. عماد أبو كشك، الذي يعمل بشكل دؤوب من أجل النهوض بجامعة القدس- إلى تطوير التعليم على مستوى فلسطين، وتقديم نماذج للمعلم الرائد”.

من جانبه، قال د. أبو كشك، إن المؤتمر الذي يتناول واقع العملية التربوية في فلسطين سيسهم في رفع كفاءات المعلمين من واقع التجارب الدولية والإقليمية والوطنية في ضوء معايير متطلبات الجودة الشاملة.

وأضاف: “يجب التركيز على رفع قدرات طلبتنا في مادتي الرياضيات والفيزياء، وسيسهم مؤتمرنا هذا في تحقيق الهدف المنشود للنهوض بالعملية التعليمية وجودة التعليم العام، ولدينا في جامعة القدس تجربة رائدة تتكامل مع تجارب أخرى ستعرض في هذا المؤتمر الحيوي، وسنسهم في الوصول إلى إجماع وطني فلسطيني وصولا إلى إنجاز وطني في ظل رعاية حكومية ممثلة بوزير التربية والتعليم العالي”.

وركز د. أبو كشك على جودة التعليم والنهوض بالعملية التعليمية والإعداد والنهوض بالعملية التعليمية، حيث تعمل جامعة القدس على تأهيل المعلمين وتدريبهم بشكل فصلي، وتسعى لتعزيز استخدام التكنولوجيا في الجامعة، مشددا على دور كلية العلوم التربوية في تأهيل المعلمين وتدريبهم في الضفة الغربية بأكملها، وأشاد بدور وزارة التربية والتعليم العالي في دعم عمل جامعة القدس.

من جانبه، قال د. زامل، إن عقد المؤتمر يأتي بالتزامن مع احتفال جامعة القدس المفتوحة بيوبيلها الفضي، وبالشراكة مع العديد من المؤسسات المحلية العاملة في مجال إعداد المعلم الفلسطيني قبل الخدمة وفي أثنائها لإعداد معلم القرن الواحد والعشرين.

وأضاف: “حرصا من جامعتي القدس المفتوحة والقدس على الرقي بالمعلم، وانطلاقا من التطورات التي يشهدها القرن الواحد والعشرون من تطورات معرفية وتكنولوجية من ناحية ومستجدات جديدة في مجال إعداد المعلمين من ناحية أخرى، بات من الضروري الوقوف على عمليات إعداد المعلم وتدريبه وما يتطلبه ذلك من مراجعة الاستراتيجيات المستخدمة حاليا في إعداد المعلم”.

ثم أوضح: “شكلت اللجان الخاصة بالمؤتمر من التربويين وأصحاب الخبرة في مجال إعداد المعلمين ووصلنا إلى (72) ملخصا من ست دول هي: الأردن، وفلسطين، ومصر، وليبيا، وسلطنة عمان، وقبرص، قبل منها (53) ملخصا، (48) منها قدمت على شكل بحوث كاملة، أُقر (15) منها للمؤتمر، إضافة إلى توثيق تجربة كليتي العلوم التربوية في جامعتي القدس المفتوحة والقدس في مجال إعداد المعلمين، وامتازت الأوراق بالتنوع وغطت المحاور الثلاثة للمؤتمر”.

وبين د. زامل أن المؤتمر يركز على برامج إعداد المعلمين قبل الخدمة وفي أثنائها وتقصي فعالية توظيف التكنولوجيا في عملية إعداد المعلمين، وتأهيلهم في كليات التربية للخروج بمعايير واستراتيجيات فاعلة في هذا المجال من شأنها أن تنعكس إيجابا على خريجي كليات التربية والمعلمين في أثناء الخدمة، من خلال ثلاثة محاور رئيسة: تناول الأول منها “واقع إعداد المعلم قبل الخدمة وفي أثنائها”، في حين بحث المحور الثاني “النمو المهني للمعلم بين التدريب والتقويم”، أما الثالث فركز على” المعلم في العصر الرقمي”.

جلسات المؤتمر:

وضم المؤتمر سبع عشرة ورقة علمية عرضت في ثلاث جلسات نظمت وفق أهداف المؤتمر ومحاوره، ناقش فيها المشاركون نتائج بحوثهم ودراساتهم العلمية التربوية، وقدموا خبراتهم العلمية والعملية.

وفي الجلسة الأولى التي عقدت تحت عنوان: (واقع إعداد المعلم قبل الخدمة وفي أثناء الخدمة)، وترأسها د. بعاد الخالص، فيما كان مقررها د. نبيل المغربي، فقد قدمت مجموعة من الأبحاث تناولت “دور البرامج التدريبية في رفع كفايات معلمي المرحلة من (5-10) أثناء الخدمة من وجهة نظر المعلمين أنفسهم في نابلس وقلقيلية”، للباحثين: أ. نادية زكريا جبر مديرية التربية والتعليم في نابلس، وأ. أشجان زكريا جبر من مديرية التربية والتعليم بقلقيلية، وأ. أمل راضي صوفان من مديرية التربية والتعليم بنابلس. ثم قدمت د. رندة الشيخ نجدي من جامعة القدس المفتوحة بحثا حول “إعداد معلم القرن الواحد والعشرين نحو تمهين التعليم”، فيما تحدث د. باسم محمد شلش ود. نضال عبد الغفور من جامعة القدس المفتوحة عن “مدى فاعلية الدورات التدريبية التي يتعرض لها المعلمون الجدد من وجهة نظر مديري المدارس والمشرفين التربويين”. أما د. عامر يوسف الخطيب من جامعة الأزهر بغزة، وأ. سمر مشرف العبادلة من جامعة فلسطين بغزة، فقد قدما بحثهما حول “أدوار المعلم في مدرسة الموهوبين”، وأخيرا قدم أ. محمد شريف أبو معيلق، ود. زياد قباجة بحثا بعنوان: “تجارب في إعداد المعلمين: تجربة جامعة القدس المفتوحة، وتجربة جامعة القدس”.

أما في الجلسة الثانية التي حملت عنوان: (النمو المهني للمعلم بين التدريب والتقويم)، وترأسها أ. د. محمد شاهين، فيما كانت مقررتها د. سهير الصباح، فقد تحدثت أ. سوزان عدنان قنداح من المعهد الوطني للتدريب التربوي بوزارة التربية والتعليم العالي برام الله عن “تصورات معلمي اللغة الإنجليزية عن مدى فاعلية (برنامج تطوير القيادة والمعلمين) في المدارس الفلسطينية الحكومية الأساسية العليا”. عقبها أ. سليمان غريب ود. أميرة الريماوي، وكلاهما من جامعة القدس، متحدثَين عن “اتجاهات معلمات غرف المصادر نحو فاعلية استخدام استراتيجية التعلم التعاوني في تحسين أداء طلبة صعوبات التعلم في الرياضيات”. ثم تلاهما أ. د. محمد حسن العمايرة من جامعة عمان العربية بالأردن، وأ. صفاء نعمة الشويحات من الجامعة الألمانية الأردنية بالأردن في بحث حمل عنوان “الاحتياجات التدريبية لمعلمي المدارس الأساسية أثناء الخدمة في مدارس وكالة الغوث الدولية في الأردن من وجهة نظرهم”، قدمته عنهما مدير عام الإشراف التربوي في وزارة التربية والتعليم د. شهناز الفار. أمّا د. حسين جاد الله حمايل من فرع جامعة القدس المفتوحة برام الله فقد تحدث عن “الكفايات الواجب توافرها في معلم القرن الواحد والعشرين من وجهة نظر مديري المدارس الحكومية في محافظة رام الله والبيرة”. وتحدث د. جلال محمود رومية، المحاضر غير المتفرغ بجامعة الأقصى بغزة، عن “مدى مواكبة معلم المرحلة الأساسية للمستجدات التربوية المعاصرة في ضوء معايير الجودة الشاملة بمحافظة شمال غزة”. وأخيراً تحدث أ. د. حسني محمد عوض، ود. تامر فرح سهيل-وكلاهما من جامعة القدس المفتوحة-عن “تقويم أداء الطلبة المعلمين في التدريب العملي لمقرر التربية العملية في المدارس المتعاونة في الضفة الغربية”.

الجلسة الثالثة والأخيرة، التي عقدت تحت عنوان: (المعلم في العصر الرقمي)، وتولى رئاستها د. إيناس ناصر، وكان مقررها د. خالد دويكات، فقد تناول فيها د. جمال محمد مرشود من دائرة التربية بوكالة الغوث الدولية، وأ. وفاء عمر مراحيل من دائرة التربية والتعليم بوكالة الغوث الدولية، ورقة بعنوان “معوقات استخدام التكنولوجيا في التعليم من وجهات نظر الطلبة المعلمين من كلية العلوم التربوية التابعة لوكالة الغوث الدولية”. ثم تبعهما كل من د. يوسف صباح من جامعة القدس المفتوحة، و Dr. Michalinos Zembylas Open University of Cyprus-Cyprus بورقة بحثية حملت عنوان: “ICT in Education Lessons Learnt from School-Initiatives on e-Learning”.

وقدم أ. حمدان يوسف الأغا من مديرية التربية والتعليم بخان يونس، وأ. صابرين صبري مصلح، ورقة حول “دور المقررات الإلكترونية في إعداد معلم المرحلة الأساسية لمجتمع المعرفة في جامعة القدس المفتوحة”. فيما قدمت د. رحمة محمد عودة من مديرية التربية والتعليم بغزة تصوراً مقترحاً لـ”المعايير المهنية لمعلمي الرياضيات في المرحلة الثانوية في ضوء متطلبات التعليم في العصر الرقمي”. ثم قدم د. رأفت محمد العوضي المحاضر الجامعي بغزة، ود. منير حسن شقورة من وزارة التربية والتعليم بغزة، وأ. محمد خضر شبير من وزارة التربية والتعليم بغزة، تصوراً مقترحاً لـ”دمج المواطنة الرقمية كأحد متطلبات التطوير المهني لمعلمي المرحلة الثانوية في فلسطين”.

Exit mobile version