اليونيسكو تنتصر للحقيقة

بقلم: عمر حلمي الغول

يوم الخميس الموافق 13 إكتوبر الحالي إنتصرت منظمة اليونيسكو (التربية والعلوم والثقافة) التابعة للامم المتحدة لمشروع القرار الفلسطيني والعربي المؤكد على ان القدس ومعابدها وخاصة الاسلامية، ليس لها علاقة باليهودية واليهود. وهذا القطع الحاسم بين حائط البراق والمسجد الاقصى وبين اليهود واليهودية، لهو رد واضح على الرواية المزورة والكاذبة الاسرائيلية، التي تدعي ان حائط البراق، هو حائط “المبكى”. وهو قرار اممي شجاع يتنصر للحقائق التاريخية والدينية، ويعري اليهود الصهاينة واكاذيب روايتهم الممجوجة والساقطة.

المسجد الاقصى المبارك، اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وحائط البراق، هي أماكن عربية إسلامية خالصة، لا ترتبط باي صلة باليهود لا من قريب او بعيد. ويأت القرار الاممي في اللحظة الحاسمة للرد على ما تعد له دولة التطهير العرقي الاسرائيلية من عمليات تزوير جديدة لتعميق اكاذيبها الصفراء المفضوحة حول مدينة القدس، عاصمة دولة فلسطين الابدية، حيث تحضر لعقد مؤتمر بعنوان “لإحياء الذكرى الخمسين لتحرير وتوحيد القدس”!؟ .

نعم قرار اليونيسكو، يعتبر قراراً هاما، وخطوة متقدمة للامام في مواجهة الاضاليل الباطلة للدولة المارقة والخارجة على القانون إسرائيل . دولة قامت كركيزة للاستعمار الامبريالي الغربي الاوروبي اولا ثم الاميركي والاوروبي على حد سواء، ثانيا. التي ما كان لها ولمن هيأ لها شروط التكون والوجود، الوجود في الواقع لولا حملات التضليل والخزعبلات المتصادمة مع الواقع واشتراطاته التاريخية والحضارية والديمغرافية عبر إختراع شعارات ومقولات تنضح بالافتراء على ما تقدم، مثل شعار “شعب بلا ارض، لارض بلا شعب” و”ارض الميعاد” و “تحويل اليهودية إلى أثنية عرقية” وهو ما يتناقض مع روح الاثنية وركائزتطور الاعراق البشرية وهوياتهم القومية. ووفق حقائق التاريخ فلا وجود من حيث المبدأ ل”شعب” يهودي، هناك ديانة يهودية، فيها طوائف ومذاهب إسوة بكل الديانات السماوية. وهذه الديانة، التي عبث بها ادعياء اليهودية، وقاموا بتزوير اسفارها والقصص الواردة فيها، ليس لها علاقة لا بالقدس ولا بحائط البراق ولا بفلسطين. ومرورهم هنا او هناك قبل الفي عام او اكثر، لا يعتبر معيارا لوجود اي علاقة بالسمجد الاقصى الشريف وحائطه الغربي، حائط البراق. وعطفا على ذلك، إعتناق فلسطينيين لليهودية، وبقاءهم في فلسطين او هجرتهم منها، لا يغير من حقائق التاريخ شيئا. لاسيما وان ابناء الشعب الفلسطيني اعتنقوا لاحقا المسيحية والاسلامية ارتباطا بقناعاتهم والشروط، التي احاطت بهم في الازمان الغابرة. السكان الاوائل للارض الفلسطينية قبل وجود الديانات المختلفة، هم الكنعانيون الفلسطينيون، وهؤلاء اسبق بالوجود من ظهور الديانات السماوية. وبالتالي مرور او اعتناق مجموعة من الفلسطينيين الاوائل لهذه الديانة او تلك، لا يعني وجود “شعب” يهودي. فهذه كما يقول البرفيسور شلومو ساند اليهودي، كذبة كبيرة لا اساس لها من الصحة. واما دعوة نتنياهو الكاذب والمزور منظمة اليونيسكو، التي إعتبرها “مسخرة” كردة فعل على قرارها التاريخي اول امس، لزيارة روما ولقاء الفاتيكان للتأكد من روايته الكاذبة، ليست سوى هراء مفضوح. لان القرار الاممي الفسطيني العربي اولا يطالب منظمة التربية والعلوم والثقافة التابعة للامم المتحدة بتشكيل لجنة تحقيق للوقوف على الحقائق التاريخية، ثانيا ان ذهاب اي لجنة الى روما عن ماذا ستبحث، وعن اي توراة، وعن اي رواية مخادعة ستسأل ؟

وحتى تنجح القيادة الفلسطينية في مطاردة إسرائيل في المنابر الاقليمية والقارية والاممية، عليها ان تضع خطة شاملة سياسية وديبلوماسية وكفاحية وداخلية للمراكمة على الانجاز، الذي تحقق. ولملاحقة دولة التطهير العرقي الاسرائيلية ومجرمي حربها امام المحاكم الدولية، كمجرمي حرب، وايضا وضع مجموعة قرارات اممية وخااصة إستعادة القرار الاممي، الذي تم إلغائه بعد اوسلو باعتبار الحركة الصهيونية، حركة إستعمارية وعنصرية رجعية، معادية للسلام والتعايش بين الشعوب، ومنتجة للارهاب المنظم والفاشية وغيره من القرارات ذات الصلة بالحقوق الفلسطينية.

oalghoul@gmail.com

a.a.alrhman@gmail.com

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version