حديث القدس: قرار اليونسكو ضربة للمزاعم الإسرائيلية

يشكل القرار الذي اتخذته منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو وأكد ان المسجد الاقصى هو من المقدسات الاسلامية الخاصة ولا علاقة لليهود فيه واعتماد الاسماء العربية الاسلامية للمسجد الاقصى، الحرم الشريف، وساحة البراق وكذا تشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول مساس اسرائيل بالاماكن المقدسة الاسلامية في القدس المحتلة، يشكل ضربة قوية للمزاعم وحملات التضليل التي طالما روجها الاحتلال الاسرائيلي بأن الاقصى بني على انقاض الهيكل المزعوم وان حائط البراق او “الحائط الغربي” هو “حائط المبكى”، كما يشكل ضربة لمحاولات اليمين الاسرائيلي تغيير الوضع التاريخي في المسجد الاقصى ومحاولة تقسيمه مستترين بمزاعم يرفضها المجتمع الدولي وتتناقض مع الوقائع التاريخية.
والغريب العجيب ان تقف الولايات المتحدة الاميركية بين ست دول عارضت القرار وانحازت بذلك لحملات التضليل الاسرائيلية متجاهلة التاريخ والوقائع وقرارات الشرعية السابقة وهذه المرة في موقف يمس مشاعر الامتين العربية والاسلامية لان الحديث يدور عن المسجد الاقصى المبارك.
والاغرب ان يخرج رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي شجعت حكومته متطرفي اسرائيل على الاقتحامات المتوالية للمسجد الاقصى ووفرت لهم الحماية وشجعت كل حملات التضليل، ليهاجم الارادة الدولية ويصف قرار اليونسكو بـ “السخيف” وليصر على تسمية الاقصى بـ “جبل الهيكل” وحائط البراق بـ “المبكى”، كما ان من المستهجن والمستنكر ان توزع الخارجية الاسرائيلية – صورا تزعم انها آثار قديمة تثبت وجود علاقة تاريخية بين اليهود والقدس والحرم القدسي وان الهيكل كان قائما مكان الاقصى وهو ما لم تستطع اسرائيل اثباته رغم كل الحفريات التي قامت بها تحت الاقصى وفي محيطه.
ومن الواضح ان الموقف الذي تبنته منظمة اليونسكو أمس بشكل رسالة قوية للاحتلال الاسرائيلي بأن المجتمع الدولي سئم انتهاكات الاحتلال وممارساته ويؤكد رفضها، وهي رسالة ايضا للولايات المتحدة الاميركية بأن الوقت قد حان كي تعمل على تغيير سياستها المنحازة للاحتلال الاسرائيلي والانضمام للمجتمع الدولي باتجاه الضغط على هذا الاحتلال للاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمته حقه في اقامة دولته المستقلة على كامل الاراضي المحتلة منذ عام ١٩٦٧ بما فيها القدس العربية عاصمة فلسطين.
وعربيا واسلاميا يشكل هذا القرار الهام حافزا لتحرك جاد باتجاه الولايات المتحدة الاميركية لتغيير سياستها ومواقفها بشأن القضية الفلسطينية خاصة وان العالم العربي – الاسلامي يمتلك الكثير من الاوراق اضافة الى القرارات المتتالية للشرعية الدولية التي تدعم الحق الفلسطيني وترفض مزاعم الاحتلال الاسرائيلي.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version