المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

مضامين التعبئة الفكرية في “الاخوان المسلمين” و”حماس”- التميّز وعقلية العُصبة

بقلم: بكر ابوبكر

في الحلقات السابقة في مضامين التعبئة الداخلية في تنظيم أو جماعة (الاخوان المسلمين) وفصيل “حماس” الفلسطيني التابع للجماعة،[1] (1) تحدثنا عن المظلومية ولعب دور الضحية، ثم تحدثنا عن فكر المؤامرة عليهم مع إنكار الآخر، ثم في الحلقة الثالثة من الحلقات العشر تحدثنا عن القداسة والولاء، وفي الرابعة من 10 حلقات تحدثنا عن الحصرية مقابل الإقصاء (مدرسة الفسطاطين)، وفي الحلقة الخامسة كانت عن التقية والباطنية والتبرير، اما في الحلقة السادسة فتحدثنا عن الخلط المتعمد بين العقدي-الدعوي وبين السياسي الحزبي أما بالحلقة السابعة فتحدثنا عن السمع والطاعة أو كما شبه التلمساني علاقته بحسن البنا (كالميت بين يدي المغسل) وفي الثامنة تم الحديث عن استغلال فكرة (الممانعة والمقاومة) وحصريتها بهم، وفي التاسعة وقبل الاخيرة نتحدث عن الاحتضان لفكر التطرف وفي هذه العاشرة والاخيرة حديثنا حول التميز وعقلية العصبة.

الدعوة والتميز

كل متتبع لفكر الإخوان من خلال رسائل حسن البنا، ومن تلاه يرى بوضوح محاولات التميز للفكر الإخواني وتحصينه ب”الدعوة” والغرض النبيل ما جعل من إمكانية الاستقطاب واسعة تأخذ بالاعتبار تنوع الشخصيات والفئات المستهدفة بالدعوة.

وان دل ذلك على شيء فإنما يدل بلا شك على قدرة تنظيمية استقطابية قيادية تحلى بها حسن البنا، لربما كانت في حينها تتداخل مع آليات عمل ومفهوم الأفكار الشمولية التي كانت سائدة في المنطقة آنذاك، فتقوقعت كل منها في إطار صلاحيتها الكاملة واكتفائها بذاتها وانعزالها عن محيطها الفكري.

أي أن كل فكرة أو فكرانية (أيديولوجية) ظهر لها أن مضامينها وتحليلاتها ومرجعياتها وسندها الفكري والتاريخي مكتفٍ بذاته لا يحتاج أن ينفتح ولو من باب التواصل مع الآخرين فحصل التناحر بين الفكر القومي والفكر “الإسلامي” والفكر الاشتراكي في بداية القرن العشرين.

تتميز الفكرانية بوجود قوالب فكرية وأنماط تفكير وثوابت غير قابلة للنقض عند أصحابها، وتصل بقوتها وصلاحيتها بل وبقداستها الى حد قداسة النصوص، سواء الدينية أو للمؤسسين والمفكرين الكبار،[2] (2) ويصبح التخلي عنها إما رجعية أوانحراف أوانشقاق أو تخلف أو ارتداد أو كفر كل حسب المصطلح المستمد من ذات فكرانيته (أيديولوجيته) وعليه فلقد تم تحصين كل فكرة بذاتها وظهر لكل فصيل أنه هو الأقوى والمنتصر بالحتمية التاريخية أو بوعد الله فتميز أعضاؤه وانعزلوا حكما عن الآخرين.

وحدنا الاسلاميين والعزلة

وبعد أن دالت دول الاشتراكيين والقوميين مع انهيار جدار برلين عام 1989 تبعهم الاسلامويين في التفكك الفكراني (الأيديولوجي) لأن ذات الوباء قد وقع للجميع من مظنّة الكمال، ومظنة الاكتفاء بالذات والتمحور أو الدوران نحو الفكرة القديمة دون تطوير أو انفتاح أو دون نظر حقيقي في البدايات والمآلات، وأضف الى ذلك أن تنظيمات الاخوان و”حماس” منها قد ميزت نفسها ليس بافتراض أنهم وحدهم المسلمين نفسيا فقط، بل وفي الدعم المالي والمعنوي للناس إذ أن عائلاتهم ومناصريهم في فلسطين كمثال كانوا يتلقون مساعداتهم بلا أي اعتبار لجيرانهم الفقراء على عكس ما كانت تفعل حركة فتح تماما التي استمرت تعطي الجميع، ومن هنا ظهر أن المسلمين الحق أي الاخوان المسلمين هم فقط ومناصروهم أو من يحتمل أن يناصروهم المعنيين بالجوائز والهبات ودعم السماء.

لم يكن ذلك فقط من آليات التعبئة وإنما ما مورس فعلا إلى الدرجة التي ظهرت فيها “حماس” كما “الاخوان” ليس كحركة أو جماعة، وإنما كمنظمة سرية خاصة، أو فرقة أو طائفة[3] (3) من فرق التاريخ الاسلامي التي تكتفي بذاتها فكريا وسياسيا وفي الاجتهادات وفي العلاقات الاجتماعية، وبافتراض أنهم دونا عن “الفرق” الأخرى أصحاب الحق في مقابل الباطل وأنهم في الجنة والآخرين في النار.

إن عقلية العصبة أو الانغلاق أو الجماعة المكتفية بذاتها هي عقلية انعزال ليس بالضرورة ذات طابع مادي وانما (عزلة شعورية) عن الآخرين المتهمين دوما، يمارس في خضمه عمليات حقن نفسي وروحي وتفريغ نفسي وعاطفي وبناء فكراني خاص وفي داخل البوتقة الخاصة هذه لا بد من إعلاء شأن الفكرة حتى تصبح مقدسة (أنظر ما يقوله الاخواني المصري السابق سامح عيد في كتابه تجربتي في سراديب الاخوان)،[4] (4) ولا بد من إعلاء شأن أصحاب الفكرة حتى يصبح الدفاع عنهم الى حد التنزيه، فتختلط الفكرة المطلقة بالتنظيم بالمشروع بالأشخاص فتلغى الحدود بينا، ويلغى النقد حكما، وفي إطار العصابة أو العصبة المنغلقة يتميز[5] (5) أفراد الجماعة عن غيرهم من الناس، فهم على الحق دون سائر البشر وهكذا تسقط القداسة والنزاهة والتميز والاستعلاء[6] (6) في متوالية مع خط السلطة من أعلى الى أسفل، وفي مواجهة من هم خارج العصبة،وبذا تصنع عقول محدودة التفكير بحيث أن أكثر من 80 عاما من تاريخ الإخوان لم تنتج عالما أو مفكرا أو مثقفا أو أديبا أو فنانا أو رجل دولة يعتد بكتبه أو مأثوراته أو أفعاله. (7)

الآخر علماني أو كافر

يقول عماد الفالوجي القائد السابق في “حماس” في كتابه (مع الرئيس ، منهج حياة) ص25 عن الاخوان المسلمين الفلسطينيين قبل ظهور”حماس” منهم (كان التركيز على فكر الجماعة فقط ، وعدم السماح للعضو بتداول أي كتاب فكري من شأنه التأثير على أفكاره من منطق أن كافة الأحزاب الأخرى الموجودة هي أحزاب وحركات غير اسلامية … لأنهم جميعا إما علمانيون ضد حكم الدين مثل حركة فتح وحكمهم أنهم ضالون يجب العمل على هدايتهم، أو شيوعيون ويساريون صنيعة الاتحاد السوفيتي العدو الاكبر للإسلام والمسلمين وهؤلاء كفرة لا يجوز الاقتراب منهم بل لا بد من محاربتهم وفضح أفكارهم وإنقاذ الشباب منهم ) (8) مستطردا بالقول أن (هذه هي القناعة والثقافة الراسخة في ذهن الجيل الذي انتمى اليه … ويقول باعتباره كادرا إخوانيا كنا ننظر الى الشخصيات القيادية للفصائل الفلسطينية الأخرى أنهم (إما علمانيون ضالون أو شيوعيون كافرون) وأن (الأساس هو الكُره والمقاطعة تحت شعار الحب في الله والبغض في الله وسياسة الولاء والبراء).[7] (9)

وفي مفهوم الشعور بالعزلة عن المجتمع فيما توقعه الأفكار والتعبئة الداخلية في الأسر (الخلايا) فلقد أوضح الأستاذ عدنان مسودة القيادي بالاخوان و”حماس” في كتابه (الى المواجهة) ذلك بوضوح فيما أسماه “المنهج القطبي” الانعزالي وأشرنا له سابقا.

إن هناك كثير من المحاججات في تشبيه الاخوان وفروعها و”حماس” بالخوارج أو الحشاشين أو الماسونية أوالحركات الباطنية من الحركات التاريخية، وان كان ذلك يحتاج لجدل طويل، ولا نقره، فإن التأثر بمثل هذه التنظيمات أوالحركات وغيرها قائم من الناحية الحركية على الأقل، ومن حيث بعض الطقوس والأساليب والآليات وقيم التنظيم الداخلية، ما لا يعني بالضرورة انتهاج نفس الفكر أو الفكرانية (الأيديولوجية) لأي منها.

الإقصاء والتميز (10)

إن الإسلام واحد كما جاء به الله عز وجل في القرآن الكريم وعبر رسوله الكريم، ولكن اختلاف أفهام العقول قد يُعدّد التعبيرات ما دون “الأصول” العقدية وتحديدها، فإن كانت الأصول أعظمها التوحيد فنتفق مع معظم البشرية حتى لو أضفنا لها الكونية والبشرية والتعددية، وإن اقتصر فهمنا على أركاننا الخمسة وعقائدنا الايمانية الستة فميّزنا أنفسنا وهذا ما هو مفهوم وضروري ولكنه لا يتيح بالمقابل إلا الوعي أن درجات الالتقاء مع الآخر المختلف في (القيم) وأشكال (التعامل) أي في الشأن البشري الواسع (لتعارفوا) هي كبيرة جدا ما يجب أن نسعى لتصعيدها لا لتصغيرها أو البحث عن مبررات تضخيمها، ونبني عليها-كتنظيمات إسلاموية عنيفة- بأن نشحذ السيوف لنجزّ رقاب المخالفين! فبدلا من أن ندخل بهم الجنة ببذل الجهد الواسع (الجهاد) لهدايتهم نختار الطريق الأسهل فنجز رقابهم لندخل بهم الجنة؟.

البحث في نقاط الالتقاء مع الآخر المختلف لا تلغي التميّز، فكل أمة ترغب بتميزها ونحن لنا ما نتميز به في إطار التنوع الجميل الكثير سواء في الطقوس أو المظاهر،والآخرين لهم، ولنا أن نرى فيه اعترافا بحقيقة إلهية ، وقاعدة تقدّر الاختلاف والتنوع والتعدد الذي يجب أن يكون فيه مجلبة لمصلحة الانسان وليس دمارا للروح البشرية، وفي هذا السياق يصبح التميّز عامل قوة لا عامل استعلاء واستكبار ضد الآخر، وإنما عامل استعلاء وبراء من الشر في ذواتنا ونفوسنا حيث الشيطان قريننا وحيث يصبح (الجهاد الأكبر) هو في داخلي و(الجهاد الكبير) هو بالقرآن الكريم ﴿وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً-الفرقان (52)﴾، فما بالك من يضع العقدة بالمنشار متعمدا ليعود فيحوصل الاسلام ويقولبه ويفكرِنه (ويؤدلجة) فقط في مجموعة من الأسس أوالقواعد العشرين أو الثلاثين التي يجعلها بقدسية القرآن الكريم والدين فينفى (إسلام) أو (إسلامية) الآخرين لمجرد المخالفة.

فيما بين البشر مساحات اتفاق واسعة أشار لها الله سبحانه وتعالي في القرآن الكريم حيث الحث على التعارف والتآلف والعمل معا في حقيقة الاستخلاف والعبادة وإعمار الأرض (ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير-الحجرات 7 ) ما يجعل من “الملتقيات” بين الناس أكثر من “المبعّدات” ، وما هو بالفعل حاصل بين الأمم، إلا في عقول القلّة التي تكمن في داخلها وتستبطن العداء لكل ما هو مختلف عنها، ظانّة كل الظن أن مفهوم الولاء والبراء والاستعلاء يعني الحرب على الناس المختلفين (سواء كانوا الكفار أو غيرهم ) وليس على ذات الفعل المتمثل بكفرهم أوضلالهم ما يجب أن نجهد معا لهدايتهم، هذا من الأمم الأخرى لا الحقد عليهم وحربهم وقتلهم.

الحواشي:

(1) المادة الثانية في ميثاق حماس: ((حركة المقاومة الإسلامية جناح من أجنحة الإخوان المسلمين بفلسطين. وحركة الإخوان المسلمين تنظيم عالمي، وهي كبرى الحركات الإسلامية في العصر الحديث، وتمتاز بالفهم العميق، والتصور الدقيق والشمولية التامة لكل المفاهيم الإسلامية في شتى مجالات الحياة، في التصور والاعتقاد، في السياسة والاقتصاد، في التربية والاجتماع، في القضاء والحكم، في الدعوة والتعليم، في الفن والإعلام، في الغيب والشهادة، وفي باقي مجالات الحياة.))

(2) يقول ثروت الخرباوي القيادي الاخواني السابق في كتابه (سر المعبد ) ص113 نقلا عن المرشد مصطفى مشهور إن (من يعادون الاخوان انما يعادون الله ورسوله).

(3) يقول د.محمد عاكف جمال في مقال له بصحيفة البيان الاماراتية في 11/10/2013 (الاصطفافات الطائفية تحدث عادة لأحد ثلاثة أسباب، أولها شعور لدى الطائفة بوجود خطر داهم يهدد وجودها أو يضيق من المساحة المتاحة لها، وثانيها الرغبة في الاستحواذ على حقوق خارج ما هو مشروع لها، أما ثالثها فهو رد فعل لاصطفاف الطرف الآخر).

(4) يقول د.عمار علي حسن في قراءة له بمقال في 25/10/2013 بالمصري اليوم في كتاب الاخواني السابق سامح عيد المسمى في سراديب الاخوان (يصنع «الإخوان» سجناً افتراضياً لأعضاء الجماعة، بزراعة أفكار وهواجس تعزلهم عن المجتمع، ليس عزلة شعورية فحسب، يمتزج فيها الاستعلاء بالوسواس القهري والمازوخية الاجتماعية، بل عزلة مادية أيضاً)

(5) قال الشيخ نبيل نعيم مؤسس حركة الجهاد المصرية على قناة (أون تي في ) المصرية في 22/10/2013 (أن الاخوان المسلمين ينظرون لأنفسهم باستعلاء على الآخرين، وأنهم يعتقدون أنهم “شعب الله المختار” كما ينظر اليهود لأنفسهم، وقال أنهم يعيشون في (غيتو) و”عزلة شعورية” كما الغيتو اليهودي……)

(6) يقول د.عمار علي حسن في مقال له في صحيفة الاتحاد الاماراتية بتاريخ 25/10/2013 عن كتاب الكاتب الاخواني السابق سامح عيد المعنون تجربتي في سراديب الاخوان (يكشف الكتاب كيف يصنع «الإخوان» سجناً افتراضياً لأعضاء الجماعة، بزراعة أفكار وهواجس تعزلهم عن المجتمع، ليس عزلة شعورية فحسب، يمتزج فيها الاستعلاء بالوسواس القهري والمازوخية الاجتماعية، بل عزلة مادية أيضاً من خلال حرص الجماعة على بناء كيان اقتصادي واجتماعي يسعى إلى الاكتفاء والاستغناء، ليرتبط «الإخواني» معه بميثاق غليظ، لا يقوم على البيعة والولاء فقط، لكن وفق نمط من المصالح والمنافع التي يوزعها قادة التنظيم على أعضائه المرضي عنهم أو ذوي النسب مع القيادات المتحكمة في الأموال والهيكل الإداري.)

(7) أنظر ما يقوله الاخواني المصري السابق سامح عيد في كتابه (تجربتي في سراديب الاخوان)

(8) الرجوع لكتاب عماد الفالوجي القائد السابق في حماس (مع الرئيس ، منهج حياة).

(9)- يقول الكاتب الاخواني السابق سامح عيد في مقدمة كتابه “تجربتي في سراديب الاخوان” عن تجربته أنها«تجربة إنسانية شخصية أردت أن يحياها المجتمع معي، ويرى الصراع النفسي في واقع افتراضي حاولنا الانعزال داخله، بغية الخروج إلى عالم واقعي حقيقي نعبر فيه عن بشريتنا، نرتكب فيه الآثام فنغير ونحقد وأحياناً نحسد ولا نقنع ثم نعود إلى الله ونستغفر وندعو الله في جوف الليل بالمغفرة ولا نلبث أن نعود لبشريتنا». ويقول أيضا (كان «الإخوان» ينظرون إلى العمل السياسي وعلى رأسه الانتخابات على أنه «حرب مقدسة» و«جهاد» يصبح المتخلف عنه، كالمتخلف عن الحرب، وكانوا يذكرون الأعضاء بموقف المتقاعسين في غزوة تبوك، ليضربوا لهم مثلاً على هذا)

(10) من مقال لنا تحت عنوان: الإسلامية زاهرة ولا تقبل الأسر.

[1] المادة الثانية في ميثاق حماس: ((حركة المقاومة الإسلامية جناح من أجنحة الإخوان المسلمين بفلسطين. وحركة الإخوان المسلمين تنظيم عالمي، وهي كبرى الحركات الإسلامية في العصر الحديث، وتمتاز بالفهم العميق، والتصور الدقيق والشمولية التامة لكل المفاهيم الإسلامية في شتى مجالات الحياة، في التصور والاعتقاد، في السياسة والاقتصاد، في التربية والاجتماع، في القضاء والحكم، في الدعوة والتعليم، في الفن والإعلام، في الغيب والشهادة، وفي باقي مجالات الحياة.))

[2] يقول ثروت الخرباوي القيادي الاخواني السابق في كتابه (سر المعبد ) ص113 نقلا عن المرشد مصطفى مشهور إن (من يعادون الاخوان انما يعادون الله ورسوله).

[3] يقول د.محمد عاكف جمال في مقال له بصحيفة البيان الاماراتية في 11/10/2013 (الاصطفافات الطائفية تحدث عادة لأحد ثلاثة أسباب، أولها شعور لدى الطائفة بوجود خطر داهم يهدد وجودها أو يضيق من المساحة المتاحة لها، وثانيها الرغبة في الاستحواذ على حقوق خارج ما هو مشروع لها، أما ثالثها فهو رد فعل لاصطفاف الطرف الآخر).

[4] يقول د.عمار علي حسن في قراءة له بمقال في 25/10/2013 بالمصري اليوم في كتاب الاخواني السابق سامح عيد المسمى في سراديب الاخوان (يصنع «الإخوان» سجناً افتراضياً لأعضاء الجماعة، بزراعة أفكار وهواجس تعزلهم عن المجتمع، ليس عزلة شعورية فحسب، يمتزج فيها الاستعلاء بالوسواس القهري والمازوخية الاجتماعية، بل عزلة مادية أيضاً)

[5] قال الشيخ نبيل نعيم مؤسس حركة الجهاد المصرية على قناة (أون تي في ) المصرية في 22/10/2013 (أن الاخوان المسلمين ينظرون لأنفسهم باستعلاء على الآخرين، وأنهم يعتقدون أنهم “شعب الله المختار” كما ينظر اليهود لأنفسهم، وقال أنهم يعيشون في (غيتو) و”عزلة شعورية” كما الغيتو اليهودي……)

[6] يقول د.عمار علي حسن في مقال له في صحيفة الاتحاد الاماراتية بتاريخ 25/10/2013 عن كتاب الكاتب الاخواني السابق سامح عيد المعنون تجربتي في سراديب الاخوان (يكشف الكتاب كيف يصنع «الإخوان» سجناً افتراضياً لأعضاء الجماعة، بزراعة أفكار وهواجس تعزلهم عن المجتمع، ليس عزلة شعورية فحسب، يمتزج فيها الاستعلاء بالوسواس القهري والمازوخية الاجتماعية، بل عزلة مادية أيضاً من خلال حرص الجماعة على بناء كيان اقتصادي واجتماعي يسعى إلى الاكتفاء والاستغناء، ليرتبط «الإخواني» معه بميثاق غليظ، لا يقوم على البيعة والولاء فقط، لكن وفق نمط من المصالح والمنافع التي يوزعها قادة التنظيم على أعضائه المرضي عنهم أو ذوي النسب مع القيادات المتحكمة في الأموال والهيكل الإداري.)

[7] يقول الكاتب الاخواني السابق سامح عيد في مقدمة كتابه “تجربتي في سراديب الاخوان” عن تجربته أنها«تجربة إنسانية شخصية أردت أن يحياها المجتمع معي، ويرى الصراع النفسي في واقع افتراضي حاولنا الانعزال داخله، بغية الخروج إلى عالم واقعي حقيقي نعبر فيه عن بشريتنا، نرتكب فيه الآثام فنغير ونحقد وأحياناً نحسد ولا نقنع ثم نعود إلى الله ونستغفر وندعو الله في جوف الليل بالمغفرة ولا نلبث أن نعود لبشريتنا». ويقول أيضا (كان «الإخوان» ينظرون إلى العمل السياسي وعلى رأسه الانتخابات على أنه «حرب مقدسة» و«جهاد» يصبح المتخلف عنه، كالمتخلف عن الحرب، وكانوا يذكرون الأعضاء بموقف المتقاعسين في غزوة تبوك، ليضربوا لهم مثلاً على هذا)

Exit mobile version